مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

وفيات كورونا تتجاوز المليون حول العالم

حفار قبور في إحدى المقابر المكسيكية في 24 أيلول/سبتمبر 2020 afp_tickers

أودى فيروس كورونا منذ ظهر في الصين في كانون الأول/ديسمبر، بحياة أكثر من مليون شخص، وهو دليل قاتم على الانتشار الهائل للمرض الذي دمر الاقتصاد العالمي وأجج توترات دبلوماسية وقلب الحياة رأسا على عقب من أحياء الهند الفقيرة وصولا إلى مدينة نيويورك.

وتبدو التوقعات قاتمة مع ارتفاع عدد الإصابات مجددا في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا، ما يعزز المخاوف من احتمال حدوث موجة ثانية، فيما تقابل القيود الصحية التي تفرضها الحكومات، مثل تدابير العزل وإغلاق الحانات والمطاعم أو حظر التجمعات، في العديد من البلدان باستياء متزايد من السكان.

وحتى الساعة 11,00 ت غ الاثنين، أودى المرض بحياة 1,002,036 شخصا من بين 33,162,930 إصابة وفقا لإحصاء أعدته وكالة فرانس برس استنادا إلى مصادر رسمية.

وما زالت الولايات المتحدة الأكثر تضررا من حيث عدد الوفيات مع تسجيلها أكثر من 200 ألف وفاة تليها البرازيل والهند والمكسيك وبريطانيا.

وتجاوزت الهند، حيث يتم تسجيل ما بين 80 ألف و90 ألف إصابة جديدة يومية، عتبة ستة ملايين إصابة الاثنين.

ويضم البلد الذي يعد 1,3 مليار نسمة بعض مدن العالم الأكثر كثافة سكانية ولطالما كان من المتوقع أنه سيسجّل عددا قياسيا من الإصابات بكوفيد-19.

وضرب الفيروس في البداية المدن الأكبر بما فيها بومباي التي تعد مركزا ماليا، والعاصمة نيودلهي. لكنه تفشى لاحقا في المناطق الريفية حيث أنظمة الرعاية الصحية متهالكة.

وبات مليون شخص من سكان مدريد خاضعين لإغلاق جزئي الاثنين، مع تشديد السلطات القيود بهدف إبطاء انتشار عدوى فيروس كورونا المستجدّ، وهو قرار تعتبره الحكومة المركزية غير كاف داعية إلى تطبيق القيود في كل أنحاء العاصمة.

وفي ألمانيا، حض الناطق باسم المستشارة أنغيلا ميركل المواطنين على التزام الإجراءات الصحية الصارمة.

وقال شتيفن تسايبرت “ارتفاع أعداد المصابين مصدر قلق كبير لنا. يمكننا أن نرى من بعض أصدقائنا الأوروبيين إلى أين يمكن أن يؤدي ذلك”.

– من حلبة للتزلج إلى مشرحة –

دخلت خمسة لقاحات (ثلاثة تطور في الغرب واثنان من الصين) المرحلة الثالثة من الاختبار. وصدرت عن اللقاح الروسي المحتمل “سبوتنيك” نتائج أولية مشجعة.

لكن الأبحاث لا تزال غير قادرة في الوقت الحالي على مجاراة سرعة تفشي الفيروس.

في 11 آذار/مارس، عندما أعلنت منظمة الصحة العالمية أن فيروس كورونا المستجد أصبح “وباء” عالميا، سجلت 30 دولة ومنطقة 4500 وفاة، ثلثيها في الصين ولكن إيطاليا (800 وفاة) وإيران (300 وفاة) شهدتا ارتفاعا سريعا في حصيلة الوفيات.

ففي إيطاليا، التي كانت أول دولة بعد الصين تفرض تدابير العزل على سكانها، أثارت شهادات الأطباء المنهكين أمام تدفق المرضى حيث كان يتعين عليهم اختيار من يعالجون “كما في أيام الحرب” صدمة عارمة.

وتفشى الوباء سريعا في إسبانيا، التي أصبحت ثاني أكثر البلدان تضررا في أوروبا. ففي مدريد، تم تحويل حلبة تزلج على الجليد إلى مشرحة.

وفي الإكوادور، امتلأت شوارع غواياكيل، ثاني مدن البلاد، بالجثث المتحللة. وتم تشكيل قوة خاصة لنقلها.

– “قبل وبعد” –

عندما تجاوزت فرنسا عتبة 3 آلاف وفاة في نهاية آذار/مارس، كان باتريك فوغ، الطبيب في مولهاوس (شرق)، في الصف الامامي لمواجهة الوباء. وقال متأثرا “بدأ رصد وفيات بين الأطباء” مضيفا “هناك قبل (الوباء) وبعده”.

في المملكة المتحدة، باتت استراتيجية ترك الفيروس بانتظار تشكّل “مناعة القطيع” غير ممكنة ففرضت السلطات تدابير الإغلاق في 23 آذار/مارس.

وفي بداية شهر أيار/مايو، تجاوزت حصيلة الوفيات في بريطانيا تلك المسجلة في إيطاليا مع إعلانها أكثر من 30 ألف وفاة.

وتوالى تأجيل أو إلغاء الأحداث الرياضية والثقافية الكبرى، مثل دورة الألعاب الأولمبية بطوكيو ومهرجان كان السينمائي وبطولة أمم أوروبا 2020 وبطولة كوبا أميركا لكرة القدم وبطولة الدول الست للرغبي.

كما شل الوباء حركة الطيران في العالم بأسره تقريبا. وقدرت منظمة الطيران المدني الدولي أن يسجّل القطاع عجزا بنحو 419 مليار دولار عام 2020.

وما لبث أن تأثرت اقتصادات العالم الرئيسية، حيث سُجل انكماش غير مسبوق في الربع الثاني. ففي الولايات المتحدة، أكبر اقتصاد في العالم، بلغت نسبة التراجع 9,5%، وفقًا لمنظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي وتم إلغاء أكثر من 20 مليون وظيفة هناك في نيسان/أبريل.

أما الصين، ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم، فتمكنت من تفادي الركود من خلال الحد من انتشار الوباء.

– مانو ديبانغو وإليس مارساليس –

وطال الوباء رؤساء دول وحكومات، مثل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الذي نُقل إلى العناية المركزة من 6 إلى 9 نيسان/أبريل.

كما أودى بحياة شخصيات بارزة مثل الموسيقي الأميركي إليس مارساليس أو أسطورة الجاز الكاميروني الشهير مانو ديبانغو.

كما قضى على عائلات بأكملها. ويقول البيروفي خوان دياز “إنه كابوس”. وفقد هذا المدرّس (58 عاما) في أسابيع قليلة والده سيسيليو (80 عامًا) ووالدته إديث (77 عاما) وشقيقيه إرنستو (54 عامًا) وويلي (42 عامًا) وشقيقته ماريبل (53 عاما).

– “شرخ عميق” –

وأثر الوباء حتى على طريقة الوفاة. وأشارت عالمة الاجتماع الفرنسية الإسرائيلية إيفا إلوز إلى أنه “لم يعد بإمكان رجال الدين أو العائلة زيارة المحتضرين وهذا يمثل شرخًا عميقًا”.

وتقول مونيكا فارياس إنه أمر “مدمر”، إذ لم تتمكن هذه الأرجنتينية سوى من تبادل بضع كلمات عبر الهاتف مع والدها قبل وفاته.

وفي جنوب إفريقيا، ارتدى عمال الدفن ملابس واقية صفراء فاقعة. في سان كريستوبال في فنزويلا “لا يسمح سوى بحضور عمال الدفن”، وفق العامل في المقبرة فيرمين بيريز.

في الولايات المتحدة، الدولة الأكثر تضررا في العالم، يحتل الوباء، الذي قلل من شأنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مكانة بارزة في الحملة الانتخابية للاستحقاق الرئاسي المقرر في تشرين الثاني/نوفمبر.

وفي البرازيل، ثاني أكثر الدول تضررا، أعاد الوباء إحياء المخاوف في الأمازون، عندما أودت أمراض الأوروبيين بحياة 95% من السكان الأصليين في أميركا.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية