مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

يوم دموي في قطاع غزة يرفع حصيلة القتلى الى 342، واشتباكات برية

فلسطينيون يشيعون ثلاثة قتلى من اسرة نصر خلال جنازة تسعة اشخاص في خانيونس في 19 تموز/يوليو 2014 afp_tickers

يوم دموي آخر شهده قطاع غزة السبت بسقوط 44 قتيلا على الاقل في غارات جوية اسرائيلية وعمليات قصف متواصلة منذ بدء الهجوم في الثامن من تموز/يوليو لترتفع حصيلة القتلى الفلسطينيين الى 342 رغم دعوات المجتمع الدولي للتهدئة.

وفي اليوم الثاني عشر للهجوم الاسرائيلي على القطاع المحاصر، وبعد بدء العملية البرية، قال الجيش الاسرائيلي انه صد محاولة تسلل عبر احد الانفاق من وسط قطاع غزة. ووقعت اشتباكات بين الطرفين قتل خلالها مقاتل فلسطيني وجرح جنديان اسرائيليان.

واعلن الجيش الاسرائيلي في وقت لاحق عن مقتل جنديين على يد مجموعة كوماندوس فلسطينية تسللت من احد الانفاق من قطاع غزة الى اسرائيل. ويرتفع بذلك الى ثلاثة عدد القتلى في صفوف الجيش الاسرائيلي بعد ان كان قتل جندي في وقت سابق ب”نيران صديقة” لدى بداية الهجوم البري.

وكان حادث مشابه وقع يوم الخميس بعد ساعات على بدء العملية البرية للجيش الاسرائيلي ضد القطاع واحد اهدافها تدمير انفاق حركة حماس التي يصل بعضها الى اسرائيل.

وفي بيان اصدرته في غزة في وقت سابق السبت، اعلنت كتائب عزالدين القسام الجناح المسلح لحركة حماس انها نفذت عملية انزال “خلف خطوط العدو” واشتبكت مع الجنود الاسرائيليين.

وفي غزة قتل 44 شخصا على الاقل السبت لترتفع حصيلة القتلى الفلسطينيين الى 342 بالاضافة الى حوالى 2400 جريح منذ بدء الهجوم الاسرائيلي. ووفق الامم المتحدة يشكل المدنيون اكثر من ثلاثة ارباع الضحايا الفلسطينيين، وتحدثت منظمة الامم المتحدة للطفولة عن مقتل 73 قاصرا على الاقل.

ومن الجهة الاسرائيلية قتل بدوي جراء انفجار صاروخ اطلق من قطاع غزة وسقط قرب مدينة ديمونا ليرتفع عدد القتلى المدنيين الاسرائيليين منذ بدء الهجوم في الثامن من تموز/يوليو الى اثنين

ومنذ يوم الخميس سقط حوالى 90 صاروخا من قطاع غزة في اسرائيل. اما القوات الاسرائيلية فاستهدفت 240 موقعا “ارهابيا” من بينها عشرة انفاق و22 مدخلا للانفاق. كما تحدث الجيش الاسرائيلي عن قتل حمار يحمل متفجرات في رفح (جنوب).

واعلنت اسرائيل عن توسيع عملياتها البرية وخصوصا ضد الانفاق التي لا يمكن استهدافها بالغارات الجوية. وتوقع رئيس الاركان الاسرائيلي بيني غانتز المرور “باوقات صعبة”، ولكنه اكد ان “حماس ومنظمات ارهابية اخرى ضربت بقوة”.

وقال مصدر عسكري للاعلام انه “اذا كانت حماس لا تريد وقف اطلاق النار فمن الممكن اتخاذ قرار باستراتيجية جديدة (…) قد نوسع العملية مع قوات اضافية”.

وحركت اسرائيل 53200 جندي من اصل 65 الف جندي احتياط وافقت عليهم الحكومة.

وبحسب متحدث عسكري فان القوات الاسرائيلية، من مدافع ودبابات، لا زالت في “ضواحي” المناطق المدنية القريبة من الحدود.

وشرح بيتر ليرنر ان “ذلك يمنحنا الافضلية من اجل احتلال الانفاق والحد من نقاط الاحتكاك”، مشيرا الى انه “تحت قطاع غزة، هناك غزة اخرى تحت الارض”.

وطلب الجيش الاسرائيلي من سكان مناطق البريج والمغازي (وسط) وحي التركمان (شمال) وحيي الجديدة والشجاعية في مدينة غزة اخلاء منازلهم في هذا القطاع الذي لا تتخطى مساحته 362 كلم مربعا ويعيش فيه 1,8 مليون نسمة في حالة من المعاناة الدائمة.

واعلنت الامم المتحدة في غزة انها استقبلت اكثر من 50 الف نازح وتخشى ان يرتفع العدد اكثر.

وعلى الصعيد الدبلوماسي لم يسجل اي تقدم من اجل التوصل الى وقف اطلاق نار، وكانت حركة حماس رفضت مبادرة مصرية للتهدئة.

ومنع الجيش المصري السبت قافلة تضم نشطاء وتحمل مساعدات طبية من الوصول الى معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة.

ولم يهدأ الحراك الدبلوماسي اذ يصل الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى الشرق الاوسط السبت او صباح الاحد لدعم جهود التهدئة.

واعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في القاهرة ان ارساء وقف اطلاق نار في غزة امر “عاجل وملح”، مجددا تأكيد “دعمه” للمبادرة المصرية للتهدئة بين اسرائيل وحركة المقاومة الاسلامية (حماس).

ومن عمان اعتبر فابيوس ان التوصل الى وقف لاطلاق النار يعد “اولوية مطلقة” لبلاده، مؤكدا ان المبادرة المصرية تحظى بدعم دولي.

ويلتقي فابيوس رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو مساء السبت في اسرائيل.

وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما اعرب الجمعة عن قلقه ازاء “مخاطر تصاعد العنف”.

اما اهل غزة فيرفعون اصواتهم ضد اسرائيل التي دمرت المباني والمنازل وحولتها الى انقاض. ويقول عدنان هاشم وهو يقف بين انقاض المبنى السكني الذي كان يقطنه “هذه جريمة (…) لم يقصفوا مقاتلين، بل اربعة طوابق تعود لمدنيين. هذا هو ارهاب دولة اسرائيل”.

وبرغم الدمار اكد رئيس الحكومة الاسرائيلية انه لا يضمن نجاح العملية العسكرية، وهي الرابعة منذ انسحاب اسرائيل من قطاع غزة في 2005.

ودعما لقطاع غزة، تظاهر الآلاف في لندن والمئات في باريس برغم حظر اقرته السلطات الفرنسية. واعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند السبت ان “الذين يريدون التظاهر باي ثمن سيتحملون المسؤولية”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية