مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

إسرائيل تغلق معبر كرم أبو سالم على خلفية تواصل إطلاق بالونات حارقة من غزة

جندي إسرائيلي قرب دبابات ميركافا متوقفة قرب حدود قطاع غزة في السادس من أيار/مايو 2019 afp_tickers

أعلنت إسرائيل ليل الإثنين الثلاثاء إغلاق معبر كرم أبو سالم التجاري مع غزة ردا على استمرار إطلاق بالونات حارقة من القطاع باتجاه الأراضي الإسرائيلية.

وخلال الأسبوع الماضي، تم إطلاق بالونات حارقة مرات عدة من غزة إلى داخل إسرائيل، ما أدى إلى ضربات انتقامية على مواقع حماس.

وأعلنت اسرائيل إغلاق معبر كرم أبو سالم الاستراتيجي فجر الثلاثاء واستثنت “المساعدات الإنسانية الأساسية والوقود”.

قالت وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية (كوغات) في بيان إن “هذا القرار اتُخِذ بسبب الإطلاق المتواصل لبالونات حارقة من قطاع غزة باتجاه إسرائيل”، متهمة حركة حماس بأنها “مسؤولة” عن عمليات الإطلاق هذه بالنظر إلى سيطرتها على القطاع.

وقال رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الثلاثاء “سيدفع الطرف الآخر ثمنًا باهظًا للغاية على إرهاب البالونات، نحن لن نتسامح مع ذلك، بل سنتحرك لكي نكبّده ثمنًا باهظًا. وقد قمنا بذلك سابقًا، فمن الجدير لهم أن يتذكروا ذلك لأننا سنقوم به الآن أيضًا”.

وأضاف خلال جولة أمنية في قاعدة سلاح الجو “إن سلاح الجو يعمل على كل الجبهات التي تحيط بدولة إسرائيل ضد التهديدات التي تواجهنا”.

واعتبر أنّ إيران تهدّد أيضًا “من خلال وكلائها في لبنان وغزة وفي أماكن أخرى”. وقال “دعوني أوضح أنّ جميع وكلاء إيران، بمن فيهم أولئك في غزة، سيدفعون ثمنًا باهظًا للغاية على إرهاب البالونات”.

غير أنّ إغلاق معبر كرم أبو سالم لم يوقِف موجة إطلاق بالونات حارقة من غزّة. فقد أفاد رجال الإطفاء الإسرائيليّون بإطلاق نحو 60 بالونًا حارقًا باتّجاه جنوب إسرائيل خلال يوم الثلاثاء وحده، من دون أن يتحدّثوا عن سقوط ضحايا.

وندّدت حركة حماس في بيان بإغلاق معبر كرم أبو سالم، قائلة “إنّ إغلاق الاحتلال الإسرائيلي المعبر التجاري”كرم أبو سالم” ومنع دخول البضائع إلى غزّة، سلوك عدواني، وإمعان في الجريمة بحق مليوني فلسطيني في القطاع؛ يتحمل نتائجها وتداعياتها كافة”.

وأضافت “من حقّ أبناء شعبنا وأهلنا في غزة التعبير عن حالة الغضب، وإسماع صوتهم مجددا إلى العالم الذي لم يحرّك ساكنًا إزاء استمرار هذه المعاناة وتفاقم أوضاعهم المعيشية والإنسانية”.

وفقًا للبنك الدولي، كان 53% من سكان غزة يعيشون تحت خط الفقر قبل أزمة كوفيد -19، لكنّ هذه النسبة قد ترتفع إلى نحو 64% بسبب التباطؤ الاقتصادي المرتبط بالوباء.

من جهة ثانية، أعادت السلطات المصرية صباح الثلاثاء فتح معبر رفح الحدودي استثنائيًا لثلاثة أيام للمرّة الأولى في كلا الاتجاهين بعدما بقي مغلقاً منذ آذار/مارس الماضي بسبب فيروس كورونا المستجد، بحسب ما أعلنت وزارة داخلية حماس.

وفي نيسان/أبريل الماضي، سمحت حماس بإعادة فتح معبر رفح فقط لعودة العالقين من مصر إلى غزة لثلاثة أيام أيضا .

منذ حرب 2014، توصلت حماس وإسرائيل بوساطة مصرية لتفاهمات للتهدئة، في القطاع الذي تحاصره إسرئيل منذ عقد، لكن بقيت هذه التهدئة هشة، إذ تم اختراقها مرارا.

وصباح الإثنين أطلقت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس دفعة صواريخ “تجريبية” من غزة باتجاه البحر، ومساء اليوم نفسه قالت مصادر إسرائيلية إن بالونات حارقة سقطت في مناطق بجنوب إسرائيل دون أن تسفر عن ضحايا.

وخلال العام الماضي، تم إطلاق صواريخ من غزة على أمل الضغط على اسرائيل لإعطاء الضوء الأخضر للسماح بإدخال مساعدة مالية من قطر، بحسب محللين فلسطينيين.

وقال الدكتور جمال الفاضي المحلل واستاذ العلوم السياسية في غزة لوكالة فرانس برس “إن هذه الصواريخ والبالونات الحارقة عبارة عن رسائل من حماس لإسرائيل لتحسين الظروف الاقتصادية التي يعيشها قطاع غزة … ولتخفيف حدة الحصار المفروض على القطاع وتنفيذ جزء من التفاهمات التي تم التوصل إليها بين الطرفين بوساطة مصر”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية