مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

إصابة أسقف يقيم في مقرّ سكن البابا في الفاتيكان بكورونا المستجد

ساحة القديس بطرس في الفاتيكان في 10 آذار/مارس 2020 afp_tickers

نقل رجل دين إيطالي يعمل في الفاتيكان ويقيم في نفس مكان سكن البابا فرنسيس إلى المستشفى بعد ثبوت إصابته بفيروس كورونا المستجد، فيما بيّن فحص خضع له الحبر الأعظم خلوّه من الفيروس بحسب وسائل إعلام إيطالية.

وأفادت صحف إيطالية عدة موثوقة المصادر في الفاتيكان أن رجل الدين المصاب بالفيروس أقام لسنوات في “بيت القديسة مارثا”، وهو بيت ضيافة يضم بين مساكنه شقة صغيرة يستخدمها البابا البالغ 83 عاما لتناول الطعام وعقد اجتماعاته الخاصة، وفق وكالة “أنسا” الإيطالية.

وذكرت صحيفتا “إيل ميساجيرو” و”فاتو كوتيديانو” في الفاتيكان أن الحبر الاعظم خضع الاربعاء لفحص أثبت عدم إصابته بفيروس كورونا المستجد، كذلك الأمر مع مساعديه الخاصين وجميع المقيمين في الحاضرة.

واتّصلت وكالة فرانس برس مساء الأربعاء بمدير دار الصحافة في الفاتيكان ماتيو بروني للتحقّق من صحّة هذه المعلومات لكنّه لم يردّ في الحال.

ولم يعلق الكرسي الرسولي على خبر نشرته الصحافة مطلع الشهر الجاري عن خضوع البابا فرنسيس لفحص أول لفيروس كورونا عندما كانت لديه أعراض الإصابة بالرشح.

– خوف المسنّين –

واستقبل البابا فرنسيس صباح الخميس أربعة أشخاص بعدما أحيا وحيدا كما في كل يوم قداسه الصباحي في الكنيسة الصغيرة في مقره. وبات هذا القداس يُنقل مباشرة بالفيديو بعدما كان يقام بعيدا من الأنظار.

وتطرق الحبر الأعظم إلى “الخوف” المتأتي من وباء كورونا “لدى الأشخاص المسنين والوحيدين”.

كذلك صلى على نية “العمال الذين لا يتمتعون بوظيفة ثابتة ويفكرون بكيفية إطعام أطفالهم ويرون الجوع يدنو منهم”.

وكان البابا الأرجنتيني فضّل إثر انتخابه الإقامة في هذه الشقة المتواضعة التي لا تزيد مساحتها عن 50 متراً مربعاً بدلاً من الإقامة في القاعات الفسيحة والفخمة والمعزولة التي تزخر بها حاضرة الفاتيكان.

ويضمّ “بيت القديسة مارثا” شققاً فندقية ينزل فيها عدد من الأساقفة حين يكونون في زيارة إلى الكرسي الرسولي.

ونقلت صحيفة “أميركا” اليسوعية الأميركية عن صحافي متخصّص بشؤون الفاتيكان وقريب من الحبر الأعظم قوله إنّ الأسقف المصاب بفيروس كورونا هو المونسنيور جيانلوكا بيتزولي (58 عاماً) مدير القسم الإيطالي في أمانة سر دولة الفاتيكان، مشيراً إلى أنّ هذا الأسقف يقيم بصورة دائمة في “بيت القديسة مارثا”، على غرار حوالى عشرة كهنة آخرين يعملون في دوائر الفاتيكان، لكنّه لم يكن على اتصال مباشر بالبابا.

وبذلك يرتفع إلى خمسة عدد الإصابات التي سجّلت لغاية اليوم بفيروس كورونا المستجدّ في الفاتيكان، علماً بأنّ الإصابات الأربع السابقة لم تكن قريبة إلى هذا الحدّ من البابا.

وقالت صحيفة لا ستامبا إن الشخص الذي لم يكشف اسمه، أدخل المستشفى في روما وقد تم تطهير مكتبه.

وبقي البابا معزولا بدرجة كبيرة في مقره إثر إصابته بنزلة برد الشهر الماضي.

وقالت لا ستامبا إن البابا فرنسيس “يتناول الطعام وحيدا في غرفته منذ بعض الوقت” على سبيل احترازي.

وكتبت “إنه يمضي الكثير من وقته في شقته وعندما يتنقل داخل مقره يبقي على المسافة الآمنة الضرورية”.

وأضافت “تم تشديد طوق منع العدوى حول البابا منذ أسابيع”.

– غير متوقع –

والحياة في الفاتيكان تحاط بالسرية عادة ولا يعرف الكثير عن تفاصيل تمضية الباباوات أيامهم.

لكن البابا الأرجنتيني المولد سعى للتواصل أكثر مع الناس وتخلى عن بعض تقاليد الفاتيكان الأكثر رسمية.

ويتمتع البابا بصحة جيدة رغم خضوعه عندما كان شابا لاستئصال جزء من رئته ومعاناته من داء النسا الذي يسبب له ألما في الورك.

وذكرت تقارير إخبارية إيطالية إنه لا يفكر حاليا في الانتقال إلى موقع أكثر عزلة بسبب الحالات الأربع في الفاتيكان.

وكتبت لا ستامبا “في كل الأحوال، إن البابا حاليا محاط بموظفين مجهزين بوسائل التعقيم”.

– التحلي بالشجاعة –

وذكرت صحيفة مجلس الاساقفة الإيطاليين “أفينيري” الأربعاء أن 67 كاهنا إيطاليا توفوا بوباء كوفيد-19 منذ بدء انتشار فيروس كورونا المستجد في ايطاليا.

ونشرت الصحيفة أسماء الكهنة وغالبيتهم متقدمون بالسن وفي بعض الأحيان نشرت صورهم.

وكتبت الصحيفة أن “الكهنة يمرضون ويموتون مثل الآخرين، وربما أكثر من الآخرين”.

قبل أسبوعين طلب البابا فرنسيس من الكهنة التحلي “بالشجاعة للخروج والذهاب لرؤية” المرضى. وجاء هذا الطلب في 10 آذار/مارس في وقت طلبت الحكومة الايطالية من المواطنين الحد من تنقلاتهم وتجنب التواصل مع مرضى كورونا المستجد.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية