مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

إيران: حصيلة ضحايا الاضطرابات التي نشرت في الخارج “محض أكاذيب”

مشيعون خلال جنازة قائد الحرس الثوري مرتضى إبراهيمي الذي قتل خلال اضطرابات تشرين الثاني/نوفمبر 2019 وأكدت السلطات الإيرانية وفاته afp_tickers

رفضت إيران الثلاثاء الحصيلة غير الرسمية للضحايا التي أوردتها منظمات غير حكومية إثر العنف الذي اندلع في تشرين الثاني/نوفمبر خلال تظاهرات احتجاجاً على الزيادة المفاجئة لأسعار الوقود.

وعلّق الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي ينتهج خطاً سياسياً متشدداً حيال الجمهورية الإسلامية، الثلاثاء على حصيلة القتلى الأخيرة التي أفادت بها منظمة العفو الدولية الاثنين وبلغت “208 أشخاص على الأقل”، واعتبر في مؤتمر صحافي في لندن أن “كثيرا من الأشخاص يُقتلون في إيران لمجرد الاحتجاج” مضيفا ” إنه أمر مروع”.

واندلعت الاحتجاجات في إيران في 15 تشرين الثاني/نوفمبر بعد إعلان رفع أسعار البنزين بما يصل إلى 200 في المئة مع مفعول فوري.

وردت السلطات بالقمع على الاحتجاجات التي أُحرقت خلالها مصارف ومحطات وقود ونُهبت متاجر، وفرضت تعتيماً على الإنترنت لمدة أسبوع تقريبا.

وقال المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية غلام حسين إسماعيلي “أعلن بوضوح أن الأرقام والأعداد التي صدرت عن مجموعات معادية هي محض أكاذيب وتختلف الأرقام بشكل كبير عمّا أعلنوه”.

وأضاف في تصريحات بثها التلفزيون الحكومي “أعلنوا بعض الأرقام وكذلك بعض الأسماء (…) أرقامهم المزعومة محض أكاذيب وملفقة”.

وقال إسماعيلي “الأسماء التي ذكروها هي أيضًا أكاذيب”، مضيفًا أنها تضم أشخاصًا لا يزالون على قيد الحياة وآخرين توفوا بشكل طبيعي.

ولم تعلن السلطات بعد عدد القتلى الإجمالي بسبب الاضطرابات.

– “مواجهة صعبة” –

أفادت منظمة العفو الدولية ومقرها في لندن الاثنين أن 208 أشخاص على الأقل قتلوا خلال حملة القمع.

وقالت إن “عدد الأشخاص الذين يُعتقد أنهم قتلوا خلال التظاهرات في إيران التي اندلعت في 15 تشرين الثاني/نوفمبر ارتفع إلى 208 على الأقل، بناءً على تقارير موثوق بها تلقتها المنظمة”.

وأضافت منظمة العفو التي نشرت سابقاً حصيلة من 161 قتيلاً، أن العدد الفعلي للقتلى من المرجح أن يكون أكبر.

واتهم إسماعيلي المنظمات ووسائل الإعلام الأجنبية بممارسة “الدعاية” والوقوف وراء عمليات القتل.

وقال إن 300 شخص اعتقلوا خلال الاضطرابات ما زالوا رهن الاحتجاز في طهران، بدون إعطاء أرقام على مستوى البلاد.

وأضاف أنه تم إطلاق سراح الكثير منهم بعدما تبين أنهم أبرياء. وقال “نحن بصفتنا السلطة القضائية لا نصنف بأي شكل من الأشكال من خرجوا إلى الشوارع لمجرد التعبير عن اعتراضهم على أنهم بلطجية أو مثيرو شغب، رغم أنه لم يكن لديهم تصريح قانوني للتجمع في الشوارع”.

وجاءت تصريحاته بعدما قال التلفزيون الحكومي مساء الاثنين في تقرير إن قوات الأمن الإيرانية لم يكن لديها خيار سوى “مواجهة الأمر بحزم” عندما اندلع العنف. كما رفض التلفزيون ما نشرته وسائل الإعلام الأجنبية التي “ضخمت” عدد القتلى.

وقال التقرير “لم يكن أمام قوات الأمن خيار سوى اللجوء إلى مواجهة الأمر بحزم من أجل إنقاذ الناس من أيدي مثيري الشغب، وقُتل عدد من مثيري الشغب”.

– “الناس رهائن” –

وقال التلفزيون إن “البلطجية ومثيري الشغب” هاجموا مواقع حساسة، بينها قواعد عسكرية، بالأسلحة النارية والسواطير و”في بعض المناطق أخذوا الناس رهائن”.

وأضاف أن الحوادث وقعت في مدن بندر ماهشار وفارديس ومالارد وصدرة وسرجان وشريار وشهر القدس.

وصنف التقرير أولئك الذين لقوا حتفهم في الاضطرابات على أنهم “بلطجية ومثيرو شغب” ومن قوات الأمن والمارة والمتظاهرين المسالمين.

ودانت حكومات الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا إيران بسبب سقوط قتلى.

وكانت الاضطرابات بدأت بعد ساعات من إعلان رفع سعر البنزين من 10 آلاف ريال لكل لتر إلى 15 ألفاً (12 سنتاً أميركياً) لأول 60 لتراً، وإلى 30 ألف ريال عن أي وقود إضافي يتم شراؤه بعد ذلك كل شهر.

ودخل الاقتصاد الإيراني في حالة أزمة منذ العام الماضي، عندما اعلن الرئيس دونالد ترامب وبشكل منفرد سحب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع إيران، وفرض عقوبات مشددة عليها.

وقالت الحكومة إن عائدات رفع أسعار الوقود ستذهب إلى أكثر الناس حاجة في البلاد.

وقالت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) إن المدفوعات سددت منذ ذلك الحين على ثلاث دفعات بين 18 و23 تشرين الثاني/نوفمبر.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية