مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ابن المدونة المالطية المقتولة يتهم رئيس الوزراء بـ”التواطؤ”

شرطيون ومحققون في موقع اغتيال المدونة المالطية دافنه كاروانا غاليزيا بواسطة سيارة مفخخة قرب منزلها في 16 تشرين الاول/اكتوبر 2017. afp_tickers

اتهم ابن المدونة المالطية المكافحة للفساد التي قتلت الاثنين، رئيس الوزراء جوزيف موسكات بالتواطؤ في مقتل والدته التي سبب اغتيالها بواسطة سيارة مفخخة صدمة في مالطا وفي اوروبا على حد سواء.

وأكد ماثيو كاروانا غاليزيا، الذي يعمل صحافيا أيضا وشارك في اعداد وثائق بنما، أن والدته المدونة دافنه كاروانا غاليزيا اغتيلت بسبب تأديتها عملها في الكشف عن وقائع فساد محتملة.

وفي تدوينة تفيض بالمشاعر على صفحته على فيسبوك، اتهم ابن المدونة رئيس الحكومة موسكات، باحاطة نفسه بالمحتالين وتحويل مالطا إلى “جزيرة للمافيا”.

ومن المتوقع أن تزيد هذه القضية من تدقيق شركاء مالطا في الاتحاد الأوروبي في بعض الملفات الحرجة بالجزيرة، إذ عبر بعضهم بالفعل عن قلقه من الاجراءات التنظيمية المبسطة للسلطات المالطية في قطاع البنوك، ومشروعها الاستثماري المثير للجدل الذي يسمح لأشخاص اثرياء بالحصول على جواز سفر اوروبي.

وعبرت المفوضية الأوروبية عن فزعها مما وصفته ب”اعتداء متعمد” ضد المدونة التي ساهمت بكفاءة في كشف الفضائح السابقة في الجزيرة..

وقالت الناطقة باسم المفوضية مارجريتيس شيناس “هذا حادث مفزع، أمر كبير يحتاج للتحقيق فيه وتوضيحه، وينبغي تحقيق العدالة”.

واستخدمت الصحافية المحنكة دافنه كاروانا غاليزيا التي توصف بأنها “شبكة ويكيليكس المعتمدة على امرأة واحدة” مدونتها التي تُقرأ على نطاق واسع لنشر سلسلة تحقيقات مفصلة عن مزاعم فساد بحق الدائرة المقربة من موسكات، بعضها يعتمد على تسريبات “أوراق بنما”.

وتسبب مقتل كاروانا غاليزيا بسيارة مفخخة قرب منزلها في حالة صدمة وحزن في الجزيرة الصغيرة البالغ سكانها 430 ألف شخص، ومن المتوقع أن يخرج آلاف الناس الى الشوارع بعد ظهر الثلاثاء في العاصمة فاليتا تكريما لذكراها.

والصحافية كاروانا غاليزيا هي رابع شخص يغتال في مالطا بواسطة سيارة مفخخة في عام ونيف، لكن الاعتداءات السابقة ارتبطت جميعها بخلافات مرتبطة بالجريمة ولم تسبب أي صدمة مثلما سبب مقتل المدونة كاروانا غاليزيا.

– “الاشلاء حولي” –

وكتب ابنها ماثيو كاروانا غاليزيا “لن انسى ابدا كيف كنت قرب السيارة المحترقة في موقع الحادث احاول ايجاد طريقة لفتح باب (السيارة) التي كان بوقها لا يزال يعمل من دون توقف، وانا اصرخ بشرطيين كانا معي يحملان مطفأة حريق واحدة”.

وتابع “تطلع بي قبل ان يقول احدهما +انا اسف ليس هناك شيء يمكن فعله+”.

وأضاف “نظرت إلى اشلاء أمي التي تناثرت حولي. ادركت انهما على صواب. لم يكن هناك من أمل” في بقائها حية.

والاثنين، دان موسكات الجريمة ووصفها بالعمل “الهمجي” واصدر اوامر الى اجهزة الامن لتخصيص اكبر قدر من الموارد لتقديم المسؤولين عن الجريمة الى العدالة مشيرا إلى الاستعانة بمحققين من مكتب التحقيقات الفدرالي.

لكن ماثيو رفض هذا التعهد الحكومي، مشيرا إلى أن أحد المحققين المنخرطين في التحقيق احتفل بمقتل والدته على الانترنت.

وندد ماثيو ب”السماح لثقافة الافلات من العقاب بالازدهار في مالطا”.

واضاف “لو كانت المؤسسات تعمل بالفعل، لما وقع الاغتيال. ولكنت وأخواتي لا يزال لدينا أم”.

– اسانج يعرض مكافأة –

وتنحت القاضية المسؤولة عن التحقيق الثلاثاء بعد اعتراض عائلة الصحافية القتيلة عليها بسبب قربها من قيادات حزب العمل الحاكم.

وسبق واتهمت الصحافية القتيلة القاضية كونسولو سيري هيريرا بسوء التصرف، والتي ردت بتهديد الصحافية برفع قضية تشهير بحقها.

ويأتي مقتل غاليزيا بعد اربعة اشهر من فوز حزب العمل بزعامة موسكات في الانتخابات العامة التي دعا اليها في وقت مبكر نتيجة سلسلة من الفضائح هزت اوساطه المقربة التي ركزت عليها اتهامات المدونة.

وكان موسكات، وهو رئيس لمجلس الوزراء منذ عام 2013، قرر التوجه الى انتخابات عامة مبكرة بعد بروز اسم زوجته في احدى قضايا الفساد الناجمة عن تسريبات ما يسمى “اوراق بنما”.

وقد نفى دائما ارتكاب مخالفات ووعد بتقديم استقالته اذا ظهرت ادلة على ان اسرته لديها حسابات مصرفية سرية تستخدم للرشى، كما اتهمته غاليزيا.

بدوره، عرض مؤسس موقع ويكيليكس جوليان اسانج مكافأة قدرها 20 ألف يورو لمن يقدم معلومات عن الاعتداء تؤدي لإدانة المسؤولين عنه.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية