مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

احياء العيد الوطني في اسبانيا في خضمّ الأزمة الكاتالونية

انصار استقلال كاتالونيا يستمعون لخطاب رئيس الاقليم على شاشة في برشلونة، مساء الثلاثاء 10 تشرين الاول/اكتوبر 2017 afp_tickers

شارك نحو 65 الف شخص، بحسب الشرطة، الخميس في برشلونة في تظاهرة تدعو الى وحدة اسبانيا المهددة بالازمة في كاتالونيا، في وقت خيم فيه الحزن على احياء العيد الوطني مع مقتل طيار في حادث تحطم طائرة حربية.

وحضر رئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي والملك فيليبي السادس العرض العسكري التقليدي في شوارع مدريد لاحياء ذكرى اكتشاف كريستوفر كولومبوس للقارة الأميركية عام 1492.

وكالعادة لم يشارك في الاحتفال رؤساء حكومات كاتالونيا وبلاد الباسك ونافاري في حين دعيت الشرطة الوطنية للمرة الاولى للمشاركة في العرض اعترافا بدورها اثر اعتداءاي آب/اغسطس في كاتالونيا.

وبعد اقل من اسبوعين من اتهمامهم بالتدخل بعنف اثناء استفتاء تقرير المصير في كاتالونيا، صفق الحضور لهم ولوحوا بالعلم الاسباني بحماسة.

لكن الاجواء العامة لا تميل الى الاحتفال في اسبانيا التي تواجه اخطر ازمة سياسية منذ عودة الديموقراطية في 1977 مع رغبة الاستقلاليين الحاكمين في كاتالونيا في الانفصال.

وعزز هذا الشعور الحزن الذي ساد بعد مقتل طيار في حادث تحطم طائرة “يوروفايتر” بعدما شاركت في العرض الجوي بناسبة العيد الوطني. وتحطمت الطائرة خلال مناورتها للهبوط في قاعدة لوس يانوس الجوية بالقرب من مدينة البسيط على بعد 300 كلم جنوب شرق العاصمة حيث توجه راخوي.

-“الى السجن”-

في الوقت نفسه، تظاهرة آلاف في شوارع برشلونة وهم يرددون شعارات مناهضة للقادة الاستقلاليين في كاتالونيا.

وهتف المتظاهريون “بوتشيمون الى السجن”. وهم يشيرون الى كارليس بوتشيمون رئيس حكومة كاتالونيا الذي نظم في الاول من تشرين الاول/اكتوبر استفتاء تقرير مصير على الرغم من اعتراض مدريد وينوي جعل هذه المنطقة التي يبلغ عدد سكانها 7,5 ملايين نسمة والمنقسمة بشأن الانفصال، جمهورية مستقلة.

ووجهت مدريد الأربعاء انذارا الى بوتشيمون أمهلته فيه حتى حتى الساعة 10,00 (08,00 ت غ) من الإثنين لتوضيح موقفه من مسألة اعلان استقلال الاقليم.

اذا أصر بوتشيمون على موقفه، فان الحكومة ستمنحه مهلة اضافية تنتهي عند الساعة العاشرة من الخميس 19 تشرين الاول/أكتوبر للعودة عن قراره، قبل تفعيل المادة 155 من الدستور التي تجيز لمدريد فرض سيطرة مباشرة على مناطقها التي تتمتع بحكم ذاتي.

وسيكون تعليق الحكم الذاتي وهو امرغير مسبوق منذ 1934، بالنسبة للكثير من الكاتالونيين اهانة. وقد يؤدي هذا الإجراء الى اضطرابات في المنطقة الحريصة جدا على لغتها وثقافتها واستعادت حكمها الذاتي بعد موت الديكتاتور فرانشيسكو فرانكو (1939-1975).

وكتب بوتشيمون مساء الأربعاء على حسابه على موقع تويتر “نطلب الحوار، يأتينا الجواب بوضع المادة 155 على الطاولة. مفهوم”. واضاف في تغريدة ثانية “يخافون من الحوار أكثر مما يخافون من العنف”.

واراد معارضو استقلال كاتالونيا الخميس اظهار ان “كاتالونيا ليست ملك” الانفصاليين، بحسب ما قالت لاورا بينا (26 عاما) احدى المتظاهرات في برشلونة.

وعلى هامش التظاهرة احرق متطرفون يمينيون علم كاتالونيا. ووقعت معركة شارع بين مجموعتين من مشجعي كرة القدم في وسط بروشلونة، بحسب شرطة كاتالونيا.

وفي مدريد ايضا هناك غضب على بوتشيمون. وقال بيدرو غارسيا (طالب-22 عاما) “يجب ان يودع السجن بسبب ما يحاول فعله. بالنسبة لي الامر اشبه بانقلاب وعلى الحكومة ان تكون قاسية اكثر”.

-“حذر وتناسب”-

وتصاعد التوتر بين المعسكرين منذ اجراء استفتاء تقرير المصير في الأول من تشرين الأول/أكتوبر وتخللته أعمال عنف ارتكبتها الشرطة. ويؤكد الانفصاليون انهم فازوا في الاقتراع بحصولهم على اكثر من 90% من أصوات الناخبين في الاستفتاء الذي بلغت نسبة المشاركة فيه 43%، ما يكفي برأيهم لاعلان استقلال المنطقة.

وأعلن بوتشيمون مساء الثلاثاء أمام برلمان كاتالونيا انه حصل على “تفويض من مواطني كاتالونيا” لاعلان الاستقلال من طرف واحد.

وبعد أن وقع النص علق اعلان الاستقلال لترك فرصة اجراء حوار ووساطة.

ورفض رئيس الحكومة المحافظ طلب الحوار الذي تقدم به بوتشيمون، ورد بالقول “ليس هناك وساطة ممكنة بين القانون الديموقراطي والعصيان، واللاشرعية”. وحصل على دعم الحزب الاشتراكي، وهو الحزب المعارض الرئيسي، قبل بدء تطبيق المادة 155 من الدستور.

وصرّح وزير الخارجية الاسبانية الفونسو داستيس الخميس أن تحرك الدولة “سيعتمد الحذر والتناسب”.

واضافت وزيرة الدفاع ماريا دولوروس دو كوسبيدال “انا على قناعة شبه تامة بان تدخل القوات المسلحة لن يكون ضروريا”.

واتخذت حكومة مدريد في أيلول/سبتمبر اجراء استثنائيا بحق كاتالونيا. فقد أخضعت مالية الإقليم لإشرافها الخاص وقررت ادارة النفقات الأساسية فيها.

ونقلت عدة شركات وبنوك مقارها الى خارج كاتالونيا بفعل القلق حيال التداعيات المحتملة.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية