مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ارجاء جديد وطويل للحكم على صحافيي الجزيرة الثلاثة في مصر

الصحفي باهر محمد خلال جلسة المحاكمة في سجن طرة 2 أغسطس 2015 afp_tickers

ارجأت محكمة مصرية الاحد من جديد الى 29 آب/اغسطس النطق بالحكم على ثلاثة صحافيين في قناة الجزيرة القطرية اعتبروا التأجيل الجديد “اهانة وعدم احترام” لمصيرهم.

وكان يفترض ان يصدر الحكم الخميس الماضي لكن الجلسة تأجلت الى الاحد بسبب اصابة القاضي حسن فريد بوعكة صحية.

وذكر صحافي من وكالة فرانس برس ان القاضي فريد لم يحضر الاحد. وفي جلسة قصيرة لم تستغرق اكثر من خمس دقائق، اعلن المستشار احمد يسري الذي رأس الجلسة “تعذر احضار المتهمين بسبب الظروف الامنية وقررت المحكمة مد اجل النطق بالحكم لجلسة 29 اغسطس مع استمرار التدابير الامنية”.

وفي حزيران/يونيو 2014، صدرت احكام بالسجن سبع سنوات على محمد فهمي وعشر سنوات على باهر محمد اللذين افرج عنهما بكفالة في انتظار الحكم الجديد وسبع سنوات على الاسترالي بيتر غريست الذي تم ترحيله الى بلاده في شباط/فبراير واعيدت محاكمته غيابيا.

وادانت المحكمة صحافيي الجزيرة بنشر “معلومات كاذبة” وبالعمل في القاهرة من دون الحصول على تصريح.

وطغت مشاعر الاحباط والقلق على المعد المصري باهر محمد واقارب المتهمين بسبب استمرار تاجيل القضية خشية ان تكون هناك اسباب سياسية خلف قرار التاجيل الثاني للنطق بالحكم في القضية.

لكن شعبان سعيد محامي اربعة من المتهمين المصريين في القضية قال لوكالة فرانس برس داخل قاعة المحكمة فور صدور قرار التأجيل “لا اعتقد ان هناك اي اسباب سياسية وراء التاجيل. رئيس الدائرة مريض ولا يمكنه الحضور وبالتالي لا يجوز قانونا ان يصدر الحكم من دائرة بها قاض جديد لم ينظر اجراءات القضية”.

واعتبر باهر محمد الذي بدا القلق والتوتر واضحا على وجهه وهو يقف يحتمي من القيظ في ظل شجرة خارج مقر المحكمة ان قرار التاجيل يعد “اهانة لحياتنا”.

وقال محمد وهو اب لثلاثة اطفال “انها اهانة اخرى لحياتنا. شيء مزعج ان تظل حياتنا على المحك بهذا الشكل. اشتاق لحياتي واشتاق لمهنتي”.

وتابع “اخشى حكما بالادانة (…) الانتظار قاتل. سيكون شهرا اخر من المعاناة”.

من جانبه، كتب الصحافي الكندي محمد فهمي على حسابه على موقع تويتر دقائق عقب تاجيل النطق بالحكم من جديد “الحكم تأجل حتى 29 اغسطس (آب) الوقاحة وعدم الاحترام المستمرين لحقوقنا غير مسبوقين”.

ويتزامن ارجاء صدور الحكم مع زيارة وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى مصر لاطلاق الشراكة “الاستراتيجية” مجددا.

وسيسبب حكم بالادانة للصحافيين احراجا جديدا للحكومة المصرية التي تستعيد العلاقات القوية مع واشنطن بعد توتر دبلوماسي اعقب الاطاحة بمرسي في تموز/يوليو 2013.

واستعادت مصر والولايات المتحدة الاحد في القاهرة “الحوار الاستراتيجي” الذي عقد للمرة الاخيرة في 2009، بعد سنوات من اضطراب علاقتهما منذ الانتفاضة الشعبية التي اطاحت الرئيس المصري الاسبق حسني مبارك في شباط/فبراير 2011.

وسبق ان قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي العام الماضي في تصريحات نقلتها صحف محلية “كنت أتمنى ترحيل هؤلاء (الصحافيين) فور القبض عليهم بدلا من محاكمتهم”.

وفي اليوم الاول من كانون الثاني/يناير الفائت، الغت محكمة النقض الحكم وقضت بمحاكمة الصحافيين مجددا بعد ان قالت ان الحكم “يخلو من ادلة على الاتهامات التي دينوا بها وعدم احترامه حق المتهمين في الدفاع”.

وفي شباط/فبراير الفائت، جرى ترحيل بيتر غريست بموجب قانون يسمح بترحيل الاجانب الى بلدانهم لكنه يحاكم حاليا غيابيا في القضية.

اما محمد فهمي وباهر محمد فقد اطلق سراحهما في اولى جلسات اعادة المحاكمة في 12 شباط/فبراير الماضي بعدما امضيا اكثر من 400 يوم في السجن.

وتخلى فهمي الذي يحمل الجنسية الكندية، عن هويته المصرية على امل ترحيله على غرار غريست دون جدوى.

واذا ما ادينوا مجددا، يمكن للصحافيين الطعن في الحكم مرة اخرى واخيرة امام محكمة النقض المصرية، اعلى محكمة في مصر، والتي ستؤكد الحكم نهائيا او تلغيه. واذا ما الغت الحكم حينها فانها ستصدر حكما جديدا بنفسها.

واعتبرت محامية فهمي أمل كلوني في بيان الاحد ان “الرئيس السيسي يجب ان يتدخل فورا لتصحيح هذا الظلم” اذا ما ادين المتهمون مجددا.

وقالت منظمة صحافيون بلا حدود غير الحكومية ومقرها باريس في بيان ان التاجيل الثاني في اسبوع للقضية يثبت ان “القضية لم تعد اولوية على اجندة (السلطات) المصرية”، وتابعت ان “الضغوطات الدولية (بخصوصها) ظلت عديمة الفائدة”.

وفي ايار/مايو، اقام فهمي دعوى قضائية في كندا ضد القناة القطرية لمطالبتها بتعويض 100 مليون دولار معتبرا ان “اهمالها” تسبب بحبسه وادانته.

وكان صحافيو الجزيرة الثلاثة اعتقلوا في كانون الاول/ديسمبر 2013 اثناء حملة قمع استهدفت انصار الرئيس الاسلامي السابق محمد مرسي الذي اطاحه الجيش بعد تظاهرات الثلاثين من حزيران/يونيو 2013.

وجرت محاكمة هؤلاء الصحافيين فيما كانت العلاقات متوترة بين القاهرة والدوحة التي ساندت مرسي. وتقول قناة الجزيرة باستمرار ان محاكمة الصحافيين الثلاثة “سياسية”.

وكان نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي يلوم قطر وشبكة الجزيرة القطرية لدعمهما لجماعة الاخوان المسلمين بعد اطاحة مرسي وما تبعها من قمع دام للاسلاميين في مصر.

ويقول تقرير للجنة حماية الصحافيين ومقرها نيويورك ان “18 صحافيا على الاقل يقبعون في السجون المصرية”، وهو رقم قياسي منذ بدات اللجنة تسجيل بيانات حول الصحافيين المحتجزين في البلاد.

واضاف التقرير ان الصحافيين في مصر “يواجهون تهديدات لا سابق لها”.

لكن وزير الخارجية المصري سامح شكري قال في مؤتمر صحافي مع نظيره الاميركي الاحد في القاهرة انه “لا يوجد صحافيون محبوسون في مصر بسبب طبيعة عملهم”، وتابع “لا يوجد أي من أولئك الصحافيين محبوس بسبب أي مشكلة متعلقة بحرية التعبير”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية