مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

اردوغان يهدد باجراءات عقابية بحق إقليم كردستان

متظاهرون يلوحون بالعلم التركي في 24 ايلول/سبتمبر في اسطنبول خلال تجمع للتعبير عن رفضهم الاستفتاء في اقليم كردستان العراق. afp_tickers

أعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الاثنين أن بلاده ستغلق حدودها البرية مع إقليم كردستان العراق ردا على استفتاء الاثنين على استقلال المنطقة التي هدد بوقف صادراتها النفطية عبر تركيا.

ورغم علاقاتها القوية مع حكومة إقليم كردستان، تخشى أنقرة من أن ينمي استفتاء الاثنين التطلعات الانفصالية للأقلية الكردية التركية.

وتطرق اردوغان كذلك إلى استعداد الجيش التركي للتحرك في حال لزم الأمر.

وقال خلال منتدى في اسطنبول “سنوقف حركة الدخول والخروج” عند معبر خابور الحدودي، وهو المعبر البري الوحيد بين تركيا والعراق.

وأشار إلى أن العبور حاليا مسموح إلى الجانب العراقي فقط، ولكن سيتم ايقاف الحركة من الاتجاهين هذا الأسبوع.

واضاف اردوغان “لنرى بعد ذلك من اين سيتمكن (أكراد العراق) تصدير النفط (…) وإلى من سيبيعونه. الصمامات عندنا. وسيتوقف العمل بمجرد ان نغلقها”، في ما يبدو انه تهديد بوقف الصادرات النفطية وهو اجراء من شأنه تضييق الخناق على اقتصاد كردستان العراق.

ويصدر كردستان العراق نحو 550 الف برميل من أصل 600 الف ينتجها في اليوم عبر انبوب يصب في مرفأ جيهان التركي (جنوب) على البحر المتوسط، وهو ما يشكل طوق نجاة لاقتصاد الإقليم.

– “جميع الخيارات مطروحة” –

وقال الرئيس التركي “بغض النظر عن النتيجة، نرى أن هذا (الاستفتاء) باطل ولاغ ونعتبره غير شرعي”.

وتابع “سنتخذ كل الاجراءات اللازمة على الاصعدة السياسية والاقتصادية والتجارية والامنية”، فيما بدا أنه لا يستبعد تحركا عسكريا.

وبدأ الجيش التركي الأسبوع الماضي تدريبات في المنطقة المحيطة ببلدة سيلوبي الحدودية شاركت فيها مئة عربة عسكرية فيما استمرت تعزيزاته خلال عطلة نهاية الأسبوع. وأكد اردوغان أن “القوات المسلحة لم تتخذ اجراءات ضرورية في سيلوبي دون مبرر، لا مساومة”.

وحذر حكومة اقليم كردستان من إمكانية شن عملية عبر الحدود كتلك التي نفذها الجيش التركي في شمال سوريا العام الماضي ضد تنظيم الدولة الإسلامية ومسلحين أكراد.

وخلال العملية التي أطلق عليها “درع الفرات”، دعمت أنقرة مقاتلي المعارضة السوريين في شمال سوريا في محاولتهم لاستعادة أراض من تنظيم الدولة الإسلامية ومنع مجموعات كردية سورية مسلحة من تأمين استمرارية جغرافية لمناطقهم في شمال سوريا. وبدأت العملية في آب/اغسطس العام الماضي حتى آذار/مارس.

وتعتبر تركيا كلا من وحدات حماية الشعب الكردي وحزب الاتحاد الديموقراطي في سوريا “مجموعات إرهابية” مرتبطة بحزب العمال الكردستاني المحظور، والذي نفذ تمردا للانفصال في تركيا منذ العام 1984 ويحافظ على قواعد خلفية له في شمال العراق.

وقال اردوغان إن على حكومة كردستان “التراجع خطوة. لن نسمح على الإطلاق بدولة فدرالية. وبنفس الطريقة، لن نسمح بدولة إرهاب في سوريا”.

وأضاف مذكرا بطريقة انطلاق عملية درع الفرات، “كما قلت، بإمكاننا القدوم فجأة خلال الليل”.

وتابع “فعلنا ذلك مع درع الفرات. جميع الخيارات مطروحة في الوقت الحالي (…) عند الضرورة، لن نمتنع عن اتخاذ خطوات كهذه في العراق”.

– حماية التركمان –

وشمل التصويت الاثنين مدينة كركوك، التي يعيش فيها عرب وتركمان كذلك، وحيث يتنازع الأكراد على السلطة مع الحكومة الفدرالية في بغداد.

وحذر وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو لاحقا من أن أي تدخل ضد “إخواننا التركمان” سيدفع أنقرة إلى القيام بعملية عسكرية فورية.

ونقلت وكالة أنباء الأناضول الرسمية عنه قوله إنه “واجبنا الطبيعي أن نحافظ على حقوق التركمان”.

ووافق البرلمان التركي السبت بأغلبية ساحقة على تمديد تفويض يجيز للجيش التدخل في سوريا والعراق لعام إضافي.

وأما رئيس الحكومة بن علي يلديريم فأكد أن أنقرة ستتخذ الاجراءات المتعلقة بمجالها الجوي وادارة حدودها “قبل فوات الاوان”، رغم أن تقارير أفادت بأن لا تغيرا طرأ على الرحلات الجوية من كردستان العراق إلى تركيا.

ولكنه أضاف أن انقرة “لا تدخل في حرب” بل يمكن ان تقوم فقط بـ”عمليات محددة الاهداف” ضد عناصر يمكن ان يشكلوا تهديدا امنيا لتركيا.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية