اسبوع جديد من التوترات حول المسجد الاقصى
اندلعت صدامات صباح الاحد بين فلسطينيين وقوات الامن الاسرائيلية في باحة المسجد الاقصى في القدس الشرقية المحتلة في اخر ايام عيد الاضحى، بينما تبدأ مساء الاحد الاحتفالات بعيد المظلات (سوكوت)اليهودي،وهو من الاعياد التي تدفع عددا اكبر من اليهود الى التوجه الى المسجد الاقصى.
وقالت الشرطة في بيان ان شبانا فلسطينيين "رشقوا بالحجارة الشرطة" التي استخدمت وسائل لمكافحة الشغب من اجل تفرريقهم في الباحة. لكنها اكدت انها "سيطرت على الوضع" حاليا.
وقالت الشرطة ومراسلة لفرانس برس في الموقع ان المواجهات توقفت بعد فترة قصيرة وعاد الهدوء الى باحة المسجد الاقصى والبلدة القديمة.
ومنعت الاحد زيارات غير المسلمين الى المسجد الاقصى بسبب عيد الاضحى وتم رفع القيود العمرية على الرجال المسلمين.
واكد الشيخ كمال الخطيب نائب زعيم الحركة الاسلامية في اسرائيل والتي تحشد المسلمين خارج ابواب المسجد الاقصى لوكالة فرانس برس ان "الاقصى مكان مقدس ولكنه ايضا يعد رمزا وطنيا للفلسطينيين والعرب".
وتنظم الحركة الاسلامية منذ عشرين عاما تجمعا سنويا باسم "الاقصى في خطر" ولكن الخطيب اكد انه "في هذا العام فان الاقصى في خطر كبير جدا".
واضاف الخطيب المبعد عن المسجد الاقصى منذ تسعة اشهر "يرغب يهود متطرفون في تدمير الاقصى لبناء الهيكل الثالث ويتلقون الان دعما من الحكومة" الاسرائيلية التي تضم ائتلافا يعد الاكثر تشددا في تاريخ الدولة العبرية.
ويضم الائتلاف احزابا دينية وقومية متطرفة.
ومن جانبه قال الشيخ خيري اسكندر من قيادات الحركة "نحن خائفون من رغبتهم في تقسيم المسجد الاقصى لان المتطرفين اليهود يريدون السيطرة على الاقصى".
وقال لوكالة فرانس برس "هدفنا اليوم هو منعهم من تدنيس الاقصى بزيارته" مؤكدا ان "في الايام القادمة، سيكون لدينا اشخاص سيبقون هنا".
ويشهد مجمع المسجد الاقصى ومحيطه توترا كبيرا منذ اسابيع.
الحرم القدسي الذي يضم المسجد الاقصى وقبة الصخرة هو اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين. ويعتبر اليهود حائط المبكى (البراق) الواقع اسفل باحة الاقصى آخر بقايا المعبد اليهودي (الهيكل) الذي دمره الرومان في العام 70 وهو اقدس الاماكن لديهم.
ويبدأ اليهود مساء الاحد الاحتفال بعيد المظلات (سوكوت) الذي يستمر سبعة ايام ويعد من العطل التي تدفع عددا اكبر من اليهود الى التوجه للحرم القدسي.
ويستغل يهود متطرفون سماح الشرطة الاسرائيلية بدخول السياح الاجانب لزيارة الاقصى عبر باب المغاربة الذي تسيطر عليه، للدخول الى باحة الاقصى لممارسة شعائر دينية والاعلان انهم ينوون بناء الهيكل مكان المسجد.
ويقع المسجد الاقصى في القدس الشرقية المحتلة منذ عام 1967 والتي ضمتها اسرائيل في خطوة غير معترف بها دوليا وهي في قلب الصراع الفلسطيني-الاسرائيلي.
وتعترف إسرائيل التي وقعت معاهدة سلام مع الاردن في 1994 باشراف المملكة الاردنية على المقدسات الاسلامية في مدينة القدس.
ويخشى الفلسطينيون محاولة اسرائيل تغيير الوضع القائم في المسجد منذ حرب 1967 والذي يسمح بمقتضاه للمسلمين بدخول المسجد الاقصى في اي وقت في حين لا يسمح لليهود بذلك الا في اوقات محددة وبدون الصلاة فيه.
واكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو مرارا تمسكه بالحفاظ على الوضع القائم في المسجد الاقصى مع التشديد على عدم منع زيارات اليهود للموقع.
ودعت الحركة الاسلامية في شمال اسرائيل ولجنة المتابعة العربية العليا المسلمين للذهاب الى الاقصى.
وكان هناك 150 شخصا في الاقصى يرتدون قبعات خضراء يعتمرهاعادة اعضاء أو أنصار الحركة الاسلامية.
وقالت هالة التي قدمت من بلدة الفريديس شمال اسرائيل وتخطط للبقاء حتى الثلاثاء لوكالة فرانس برس "سنبقى هنا كل اليوم، نريد ان نمنع اليهود من مهاجمة الاقصى".
وداخل المسجد،ردد الموجودون هتافات "بالروح بالدم نفديك يا اقصى".
ومن جهته، ندد رئيس القائمة العربية المشتركة في البرلمان الاسرائيلي ايمن عودة الذي كان حاضرا في التظاهرة بالحكومة الاسرائيلية مؤكدا انها "المجرم الاساسي" فيما يحدث في المسجد الاقصى.
وقالت الشرطة الاسرائيلية انه تم نشر الاف من رجال الامن داخل وحول البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة.
ويقول شاب فلسطيني ملثم يبلغ من العمر 21 عاما اطلق على نفسه اسم ابو عبيدة موجود داخل المسجد الاقصى "سندافع عن مسجدنا".
وبحسب الشاب فانه سينام كل ليالي هذا الاسبوع خلال احتفالات اليهود بعيد المظلات (سوكوت) داخل المسجد ترقبا لزيارات اليهود.
ويسمح لليهود وغير المسلمين بزيارة المسجد الاقصى خمسة ايام في الاسبوع من الساعة السابعة والنصف صباحا وحتى الحادية عشر صباحا.
واوضح الشاب ردا على سؤال حول الشرطة الاسرائيلية وزيارات اليهود "نحن هنا، جاهزون للرد على هجمات المستوطنين".