مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

اسرائيل تشدد الاغلاق بعد تسارع في تفشي الإصابات بكوفيد-19

ممرضة تعمل في موقف المركبات التابع لمستشفى رمبام في حيفا بعد تحويله إلى مرفق لعلاج مرضى فيروس كورونا المستجد في 2 أيلول/سبتمبر 2020 afp_tickers

شددت إسرائيل إجراءات مكافحة وباء كوفيد-19 الخميس مع اقتراب انتهاء الأسبوع الأول من إغلاق تام في البلاد فشل حتى الآن في تخفيض معدل العدوى الذي يسجله الفيروس وهو الأعلى في العالم قياساً على عدد السكان.

وتشمل التدابير الجديدة إغلاق غالبية أماكن العمل والأسواق ومزيداً من القيود على أداء الصلاة والتجمعات.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في وقت متأخر من الخميس في مستهل اجتماع للحكومة لإقرار التدابير الجديدة “سمعنا في اليومين الأخيرين من خبراء أنه في حال لم نتخذ خطوات فورية قاسية سنصل إلى قعر الهاوية”.

وأتت التدابير الجديدة في وقت تستعد فيه البلاد لدخول الأسبوع الثاني من إغلاق تام مقرر لثلاثة أسابيع بوشر به يوم الجمعة الماضي ويشمل إغلاق المدارس وقيوداً على النشاطات المهنية والترفيهية.

وأقر البرلمان مساء الخميس من القراءة الأولى القيود الجديدة التي لن يُسمح بموجبها بفتح المعابد اليهودية إلا في يوم “الغفران” اليهودي الذي يبدأ بعد ظهر الأحد.

أما في الأوقات العادية، فيُسمح فقط بالصلاة في الهواء الطلق بحضور 20 شخصًا كحد أقصى. وتطبق التدابير نفسها على التظاهرات أيضا.

وقد يُتخذ قرار في الساعات المقبلة بشأن إغلاق مطار بن غوريون الدولي.

وخلال مؤتمر صحافي نقل مباشرة على شاشات التلفزيون، قال نتنياهو مساء الخميس، مبررا قرار تشديد القيود دون أن يفصل الإجراءات، إن “إنقاذ الأرواح هو أولويتنا، نحن نعيش لحظة أزمة وطنية … دولة إسرائيل ستتغلب على الوباء وسنخرج منه أقوى”.

وكان صرح في وقت سابق أنه “من أجل إنقاذ أرواح مواطنينا يتوجب علينا فرض إغلاق كامل لمدة أسبوعين. هذا ضروري أيضا من أجل الاقتصاد. يُخطئ من يظن أن بالإمكان العمل مع جائحة مستعرة وارتفاع الوفيات والإصابات من دون أن يؤثر ذلك على الاقتصاد”.

وتسجل في إسرائيل أعلى معدلات الإصابة بكوفيد-19 في العالم نسبة إلى عدد السكان على ما يظهر تعداد لوكالة فرانس برس في الأسبوعين الأخيرين.

وفقا لوزارة الصحة الإسرائيلية سجلت 6808 إصابات جديدة بكورونا المستجد الأربعاء. لتحصي حتى اليوم أكثر من 200 ألف إصابة و1335 وفاة.

ويبلغ تعداد سكان إسرائيل نحو تسعة ملايين نسمة.

– دمار شامل –

وباتت بعض المستشفيات عاجزة عن استيعاب الإصابات فيما يضطر بعض المرضى إلى الانتظار لساعات في سيارات الإسعاف، وفقًا لخدمة الطوارئ الطبية.

من جهة ثانية، تفيد إحصائيات كل من وزارة الصحة الإسرائيلية وخدمة الطوارئ الطبية “نجمة داوود الحمراء”، بوجود 4454 عنصرا من الكادر الطبي في الحجر الصحي. ووجه رئيس نقابة الأطباء لصحة الجمهور الإسرائيلي، حجاي ليفين أصابع الاتهام بالحالة التي وصلت إليها إسرائيل على مستوى كورونا، لرئيس الوزراء بسبب تخفيفه للقيود التي كانت مفروضة.

وقال ليفين الذي يعد عضوا في لجنة متابعة ملف مكافحة كورونا في إسرائيل “طلب رئيس الوزراء نتانياهو من الجمهور الخروج والاستماع بأوقاتهم بمجرد أن انخفضت أعداد الإصابات”.

وأضاف “هذا خطأ، التعامل مع الوباء الحالي أشبه بالسباق، إذ علينا مواكبة التطورات طوال الوقت”.

ويرى ليفين أن قرارات نتانياهو الخاصة بملف كورونا استندت إلى “الفكر السياسي” لا إلى “المنطق المهني” وبالتالي أضرت تبعاته بالجميع.

وبحسب ليفين “تفقد ثقة الجمهور عند غياب الخطة والمنطق”.

وحذر ليفين من فتح المعابد اليهودية خلال يوم الغفران لأن ذلك سيسرع من انتشار الفيروس، مضيفا أن هذه الخطوة ستؤدي إلى “دمار شامل”.

وواجه نتانياهو انتقادات شديدة من سياسيين معارضين يتهمونه بتشديد القيود لإنهاء احتجاجات مستمرة منذ أسابيع أمام مقر إقامته في القدس.

وقالت أييليت شاكيد عضو الكنيست عن حزب “يمينا” اليميني المتطرف في بيان إن القيود الجديدة “مدمرة وغير عقلانية”.

وأضافت “بسبب التظاهرات يدفعون مئات الآلاف من الناس إلى البطالة ويسحقون الاقتصاد”.

وأكدت شاكيد إنها ستضغط لتغيير التدابير عند عرضها على إحدى اللجان البرلمانية للموافقة عليها في وقت لاحق الخميس.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية