مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

اعتقال شخصية معارضة للنظام في زيمبابوي عقب تظاهرات

المعارض الزيمبابوي ايفانم مواريري لدى خروجه من محكمة هراري في 26 ايلول/سبتمبر 2017 afp_tickers

أوقف القس إيفان مواريري رمز المعارضة في زيمبابوي الأربعاء، في اليوم الثالث من اضراب عام واسع احتجاجا على ارتفاع اسعار المحروقات، الذي تحول الى انتفاضة سياسية ضد الرئيس إيمرسون منانغاغوا.

وكان القس مواريري، حامل لواء التظاهرات المعارضة للنظام في 2016، أوقف صباحا من منزله بهراري.

وقالت محاميته بياتريس متيتوا للصحافيين “يؤكدون أنه حرض على العنف… عبر تويتر وشبكات التواصل الاجتماعي”.

ودعت ابرز نقابة في زيمبابوي الى اضراب عام يستمر ثلاثة ايام، بعد اعلان الرئيس ايمرسون منانغاغوا مساء السبت عن رفع كبير لأسعار المحروقات في بلد دمرته الأزمة الاقتصادية.

وزاد ايفان مواريري، المعروف بانتقاداته لنظامي روبرت موغابي وخلفه ايمرسون منانغاغوا، من دعواته الى الاضراب.

وكتب الأحد على تويتر “حان الوقت لتعبئة جميع الذين يحبون زيمبابوي فعلا”.

وقد اندلعت تظاهرات عنيفة منذ الاثنين في كل أنحاء البلاد، خصوصا في هراري وبولاوايو (جنوب)، المدينة الثانية في البلاد ومعقل المعارضة.

ومنذ الاثنين، تباطأت الحركة في أبرز مدينتين بزيمبابوي، إذ توقفت فيهما وسائل النقل المشترك وأقفلت المحال التجارية، وتعرضت أعداد كبيرة من المتاجر للنهب والسلب، وأحرق سكان غاضبون مباني وسيارات.

– القوة القاتلة-

وقمعت قوى الامن بقسوة المحتجين. وذكرت منظمات غير حكومية ان الشرطة اطلقت الرصاص الحي على المتظاهرين وأوقعت ما بين 5 و8 قتلى وعددا من الجرحى الذين أصيب بعض منهم بجروح خطرة.

واعتبرت ديوا ماهفينغ المتحدثة باسم هيومن رايتس ووتش، أن “المسؤولين عن استخدام القوة القاتلة، يجب ان يخضعوا للتحقيق ويُحاسَبوا”، مشيرة إلى “الإفراط في استخدام القوة”.

وشجب مجمع الكنائس الاربعاء “استخدام العنف والتخويف ضد من يمارسون حقوقهم الديموقراطية وحرياتهم الأساسية”.

واكدت المتحدثة باسم الشرطة شاريتي شارامبا الثلاثاء مقتل ثلاثة اشخاص، أحدهم شرطي، مشيرة الى ان 200 شخص على الاقل قد أوقفوا.

وذكرت وزيرة الاعلام مونيكا موتسفانغوا ان “هذه الأحداث ليست عفوية على الاطلاق، انها هجمات متعمدة ضد الزيمبابويين المسالمين”. واضافت ان “محاولات اسقاط الحكومة… ستفشل”.

وما زال الوصول الى شبكات التواصل الاجتماعي محدودا جدا الاربعاء في زيمبابوي، لليوم الثاني على التوالي.

ونفى نائب الرئيس كونستانتينو شيفينغا الثلاثاء اصدار امر الثلاثاء بقطع شبكة الانترنت. لكن شركة إيكونت اصدرت بعد ذلك اعلانا يؤكد أنها اضطرت الى ذلك “بناء على أمر من وزير الدولة لدى الرئاسة…”.

ولليوم الثالث، بقيت قسم كبير من المتاجر والشركات الأربعاء مغلقاً في وسط هراري وبولاوايو مغلقاً، ولا تزال خدمة النقل العام معطلة.

-“عليه أن يرحل”-

في بولاوايو، يقوم جنود مسلحون ببنادق رشاشة بدوريات في الشوارع، ويوقفون السيارات القليلة المارة ويفتشونها، كما ذكر مراسل لوكالة فرانس برس.

ورث منانغاغوا الذي تولى الحكم منذ استقالة روبرت موغابي اواخر 2017، بلدا يواجه وضعا اقتصاديا وماليا كارثيا، مع نقص حاد على صعيد السيولة وتضخم متسارع.

وسجلت الأزمة مزيدا من التدهور في الأشهر الأخيرة، تسبب بنقص شمل معظم المواد الأساسية بما فيها النفط.

واعلنت الحكومة زيادة اسعار البنزين مرتين ونصف، آملة في خفض استهلاكه ووقف أعمال التهريب المتصلة بخفض قيمة العملة.

وباتت زيمبابوي البلد الذي يشهد اعلى سعر للمحروقات في العالم (3،31 دولارات لليتر البنزين)، كما ذكر موقع غلوبال بترولبرايسز المتخصص.

ويتخوف الناس من ان يؤدي هذا الارتفاع الكبير الى ارتفاع شامل لأسعار المنتجات الأخرى، ويحملون رئيس الدولة الذي انتخب في 2018 مسؤولية الوضع.

وفي تصريح لوكالة فرانس برس قال مولونغيسي تشابالالا، احد سكان بولاوايو “لا نستطيع ان ندفع كل يوم 3 دولارات مقابل ركوب سيارة الأجرة”. واضاف “لقد تعبنا من منانغاغوا… عليه أن يرحل”.

وقد تعهد رئيس الدولة باصلاح الوضع، لكن الامور على حالها. وسيشارك الرئيس الذي يقوم بجولة خارجية منذ الاثنين، في المنتدى الاقتصادي بدافوس (سويسرا) آملا في اقناع المستثمرين بالعودة الى بلاده.

ولخص ديريك ماتيزاك الوضع لفرانس برس “الاستثمارات التي كان الناس يأملونها لم تتحقق ولا يبدو أن في الأفق حلاً للأزمة الاقتصادية على المدى المنظور. وتعطيل الانترنت يسجل عودة إلى السياسات القمعية في عهد موغابي”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية