مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الانتربول توافق على طلب السلطة الفلسطينية الانتساب إليها

افتتاح اعمال الجمعية العامة لمنظمة الانتربول في بكين في السادس والعشرين من ايلول/سبتمبر afp_tickers

سجل الفلسطينيون انتصارا دبلوماسيا جديدا الأربعاء في اتجاه الاعتراف بدولتهم، بعد موافقة منظمة الانتربول على طلبهم انتساب فلسطين الى منظمة الشرطة الجنائية الدولية كدولة كاملة العضوية، رغم معارضة اسرائيل الشديدة.

وأعلنت الانتربول في تغريدة على حسابها على موقع تويتر “انضمام دولتي فلسطين وجزر سولومون الى مجموعة الدول الأعضاء” في المنظمة. وبهذا يرتفع عدد الدول الاعضاء الى 192 دولة.

واتخذت الدول الأعضاء في الانتربول القرار خلال الجمعية السنوية العامة للمنظمة التي تستضيفها بكين.

ويندرج طلب عضوية السلطة الفلسطينية ضمن سعيها للانتساب الى مؤسسات دولية من أجل الاعتراف بها كدولة مستقلة.

ولطالما عارضت إسرائيل هذه المساعي ومارست ضغوطا لاحباطها.

وتتمتع فلسطين بوضعية دولة مراقب في الأمم المتحدة منذ العام 2012 وقد انضمت منذ ذلك التاريخ الى أكثر من 50 منظمة واتفاقية دولية بحسب وزارة الخارجية الفلسطينية. من بين هذه المنظمات المحكمة الجنائية الدولية واليونيسكو.

ويأتي الانضمام بعد رفض الانتربول طلب السلطة الفلسطينية الانضمام اليها في أواخر عام 2016.

ولم يتمّ الإعلان رسميا عن نتائج التصويت الذي أجري الأربعاء فيما يحتاج طلب العضوية الى غالبية الثلثين من مجموع الأصوات.

– “التلاعب الساخر” –

وأشارت منظمة التحرير الفلسطينية على حسابها على موقع “تويتر” إلى أن “أكثر من 75% من الدول الأعضاء في الانتربول صوتت دعما لانتساب” فلسطين.

واعتبر وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي في بيان أن “هذا الانتصار تحقق بسبب الموقف المبدئي لغالبية اعضاء الانتربول الذين دافعوا اليوم عن السبب الوجودي لهذه المنظمة ومبادئها الاساسية، حيث رفضوا بشكل واضح محاولات التلاعب والتسلط السياسي. (…) اليوم، تغلبت الحقائق، والمبادئ على جميع الاعتبارات الاخرى”.

ونددت اسرائيل على لسان رئيسها رؤوفين ريفلين بقرار الانتربول.

وقال ريفلين في مؤتمر عبر الهاتف مع مسؤولي ابرز المنظات اليهودية الاميركية ان “هذا القرار سيقوض قدرة الانتربول على مكافحة الارهاب الدولي”.

واضاف بحسب بيان نشره مكتبه “هذا ليس قرارا مستندا الى ضرورة مهنية. هذا قرار سياسي محض”.

وتابع “من المحزن جدا ان يكون الفلسطينيون قد تمكنوا من تسييس مؤسسة اخرى في اطار حملتهم لنسف مفاوضات السلام ونزع الشرعية عن اسرائيل”.

وتتيح منظمة الانتربول، ومقرها في ليون الفرنسية، تبادل المعلومات بين اجهزة الشرطة في دولها الاعضاء. وتصدر المنظمة “نشرات حمراء” تبلغ فيها الدول الأعضاء بمذكرات التوقيف الصادرة عن دولة ما بحق شخص ما.

وكان المسؤول الفلسطيني الكبير جبريل الرجوب قال لوكالة فرانس برس السبت “نسعى إلى الانتساب الى كل المنظمات الدولية، من بينها الانتربول، كدولة مستقلة”.

– رؤيتان متناقضتان –

وأشار الرجوب الى أن “هدفنا هو مساهمة دولة فلسطين الايجابية في مجال الأمن والاستقرار في المنطقة وفي إطار المجتمع الدولي”.

ورأى أن معارضة اسرائيل هي نتيجة “عدم رغبة” الدولة العبرية “في أن تحقق دولة فلسطين أي تقدم”. وقال “اسرائيل لا تريد أن نكون عضوا في الاتحاد الدولي لكرة القدم. هل سترغب بأن نكون في الانتربول؟”.

واعتبر الان باكر، وهو دبلوماسي اسرائيلي كبير سابق وخبير قضائي، أن الفسطينيين “لا يهمهم التفاوض (مع اسرائيل). يريدون الوصول الى هدفهم النهائي وهو قيام دولة، عن طريق (الانتساب) الى المنظمات الدولية”.

ورأى أن “محاولة الفلسطينيين تسييس هذه المنظمة المهنية للغاية، مضرة للانتربول”، مؤكدا ان الفلسطينيين لن يتمكنوا من خلال انضمامهم الى الانتربول من اصدار مذكرات توقيف بحق مواطنين اسرائيليين.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية