مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الانفصاليون في جنوب اليمن يتوقون لاستعادة الاستقلال الضائع

طفل وجهه مطلي بالوان علم اليمن الجنوبي خلال تظاهرة في عدن في تشرين الثاني/نوفمبر 2016 afp_tickers

اتهم رئيس الوزراء اليمني احمد بن دغر الاحد الانفصاليين الجنوبيين بقيادة انقلاب في عدن بعد سيطرتهم على مقر الحكومة المعترف بها.

وطالب رئيس الحكومة بتدخل التحالف العربي بقيادة السعودية الذي يقاتل المتمردين الحوثيين المدعومين من ايران بعد معارك شرسة بين القوات الحكومية والقوات المؤيدة للانفصاليين المعروفة باسم “الحزام الامني” المدربة على ايدي الامارات.

وفي ما يلي خلفيات للاحداث الاخيرة التي شهدها النزاع في اليمن:

– اتحاد –

كان جنوب اليمن، المستعمرة البريطانية السابقة حتى عام 1967، دولة مستقلة قائمة بذاتها عاصمتها عدن حتى عام 1990 عندما تم توحيد الشمال والجنوب بقيادة الرئيس (السابق) علي عبدالله صالح.

وبعد اربع سنوات قامت في جنوب اليمن حركة تمرد انفصالية انتهت باحتلال القوات الشمالية للجنوب.

ولم تندمل بعد ندوب تلك الحرب، ولا تزال تداعياتها تغذي الميول الانفصالية.

– فراغ في السلطة –

وفي خضم الفوضى التي اعقبت تنحي صالح في 2012 على وقع التظاهرات المعارضة، دعم الحراك الجنوبي القوات الحكومية التابعة للرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف به دوليا في المعارك ضد الحوثيين والموالين لصالح الذي قتل في 2017 بأيدي الحوثيين.

وفي اذار/مارس 2015 تقدم الحوثيون باتجاه عدن ثاني مدن البلاد حيث كان لجأ الرئيس هادي بعد هروبه من الاقامة الجبرية في صنعاء.

وساعد التحالف العربي بقيادة السعودية القوات الموالية لهادي على طرد المتمردين من عدن في تموز/يوليو 2015، ومن خمس محافظات اخرى.

وتلقى القوات الموالية لهادي دعم لجان “المقاومة الشعبية” ومسلحي القبائل الذين حملوا السلاح بوجه تقدم المتمردين باتجاه مناطقهم.

ويطالب الحراك زمن بانفصال جنوب اليمن، وقد وضعوا شروطا عدة مقابل دعمهم لهادي.

– مجلس انتقالي جنوبي –

وجاءت اعمال العنف التي سجلت الاحد في اعقاب تظاهرات دعا اليها “المجلس الانتقالي الجنوبي” وهو هيئة مستقلة تطالب بالحكم الذاتي في المحافظات الجنوبية.

يحتج هؤلاء على الاوضاع المعيشية في المدينة، وكانوا منحوا الرئيس، عبر من يمثلهم سياسيا، مهلة زمنية للقيام بتغييرات حكومية، متهمين سلطته بالفساد.

ولا تعترف حكومة هادي بالمجلس المكون من 26 عضوا، بينهم حكام خمس محافظات جنوبية ووزيرين في الحكومة.

وكان محافظ عدن عيدروس الزبيدي اعلن عن هذه الحركة الانفصالية في الجنوب في ايار/مايو الماضي ردا على اقالته قبل شهر من قبل هادي.

وكان هادي اقال الزبيدي والوزير في الحكومة هاني بن بريك في خطوة اعتبرت انها تعكس الانقسامات في صفوف مناصريه.

وقد لعب الرجلان دورا اساسيا في اعادة الامن الى عدن والمحافظات المجاورة بعد الهجوم الذي شنه الحوثيون.

ويحظى القادة الجنوبيون بدعم الامارات، الشريك القوي في التحالف العربي بقيادة السعودية الذي بدوره يدعم هادي.

وقد ساهمت الامارات في تمويل وتسليح وتدريب قوات الامن الجنوبية التي قاتلت الجهاديين في المنطقة والتي تتهمها المنظمات الحقوقية بممارسة تجاوزات وانتهاكات.

ونقلت وكالة الانباء السعودية عن التحالف العربي دعوته “كافة المكونات السياسية والاجتماعية اليمنية إلى التهدئة وضبط النفس، والتمسك بلغة الحوار الهادئ”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية