مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الاوروبيون ينتظرون مقترحات “ملموسة” من لندن في رابع جولة مفاوضات بريكست

محتج مناصر للاتحاد الاوروبي يرفع العلم الاوروبي امام قصر ويسمينستر في قلب لندن في 13 ايلول/سبتمبر 2017. afp_tickers

بعد ثلاث جولات تفاوض لم تشهد اختراقا يذكر، ينتظر الاوروبيون مقترحات “ملموسة” من جانب نظرائهم البريطانيين الذين يجتمعون معهم الإثنين في بروكسل، في رابع جولة مفاوضات حول “بريكست”، كي يتمكن فعليا النهج “البناء” الذي اعتمدته رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي من حلحلة المفاوضات.

والوقت يضغط على الطرفين اللذين يحاولان في مرحلة أولى تسوية ثلاثة ملفات ذات أولوية وهي ضمان حقوق مواطنين معنيين مباشرة بخروج المملكة من الاتحاد و”تصفية الحسابات” المالية والمسألة الإيرلندية.

عند بدء المفاوضات كان الهدف الانتهاء من هذه المرحلة الاولى بحلول خريف 2017 بغرض الانتقال الى مفاوضات حول طبيعة العلاقة المستقبلية بين الجانبين، غير ان الأمل في احترام الجدول الزمني يبدو ضئيلا.

وأشار الوزير الاستوني ماتي ماسيكاس الإثنين، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي، إلى “تحقيق تقدم ما لكن يجب أن نتقدم فعليا. الوقت يمرّ”.

وكان مسؤول أوروبي رفيع المستوى اعلن الأسبوع الماضي أن الدول الأعضاء ال27 ستتخذ “كل الوقت الذي تحتاجه” قبل بدء المرحلة الثانية من المفاوضات التي تتطلع لندن الى اطلاقها.

واضاف المصدر ذاته “حاليا لا احد يعتقد اننا سنكون جاهزين في تشرين الاول/اكتوبر” دون ان يستبعد مع ذلك تقدما في آخر لحظة قبل القمة الاوروبية يومي 19 و20 تشرين الاول/اكتوبر.

ويعود تقييم مستوى تقدم المفاوضات واقتراح الانتقال للمرحلة الثانية الى كبير المفاوضين الاوروبيين الفرنسي ميشال بارنييه.

ودعت تيريزا ماي الجمعة في ايطاليا الى خروج “سلس” مع مرحلة انتقالية من عامين وذلك في محاولة لاعطاء زخم للمفاوضات.

-العقبة المالية-

واكدت ماي “الالتزام” بالتعهدات المالية للمملكة باعتبارها عضوا في الاتحاد الاوروبي.

غير انها لم تقترح اي رقم بهذا الشأن. ومع ان الاوروبيين لم يطالبوا بتحديد المبلغ قبل الانتقال الى المرحلة التالية من المفاوضات فانهم طالبوا بتحديد “منهجية” لحساب قيمة الالتزامات المالية البريطانية.

وقالت مصادر عدة ان الجانب الاوروبي قدر ان يتراوح المبلغ اللازم لانجاز الانفصال بين 60 ومئة مليار يورو.

في حين ذكرت صحيفة “تايمز” ان لندن قبلت دفع 45 مليار يورو نصفها قيمة مساهماتها في الميزانية الاوروبية حتى 2020 والنصف الآخر لتسوية التزامات اخرى، اكد الوزير البريطاني المكلف المفاوضات ديفيد ديفيس ان هذه الارقام “من اختراع” الصحيفة.

وقال ديفيس الاحد لبي بي سي “لن اقدم رقما على الهواء، من السخيف فعل ذلك لكن لدينا فكرة واضحة نسبيا عن توجهنا” في هذا المجال.

واشاد نظيره الاوروبي بارنييه بالخطاب “البناء” لتيريزا ماي الذي “يعكس رغبة في التقدم في وقت يمر فيه الوقت” سريعا.

لكنه طالب في الوقت نفسه ب “ترجمة” هذه التصريحات الى “مواقف تفاوضية من اجل احراز تقدم حقيقي”.

وحول وعد ماي بشأن الفاتورة قال بارنييه ان على الاتحاد “ان يتاكد (…) من ان هذه الضمانة تغطي كافة التزامات المملكة المتحدة بوصفها عضو” في الاتحاد الاوروبي.

كما لاحظ ان ماي لم تقدم توضيحات بشأن الطريقة التي تنوي وفقها المملكة ضمان اتفاقيات السلام في ايرلندا.

من جهته، قال وزير الخارجية البلجيكي ديدييه ريندرز الإثنين “نرى الأمور بوضوح أكثر لكن ليس لدينا عناصر محددة حتى الساعة”.

وكان تم تأخير جولة مفاوضات ايلول/سبتمبر اسبوعا لتعقد بعد خطاب ماي. وكانت الجولة الاخيرة نهاية آب/اغسطس 2017 انتهت بتبادل الطرفين المسؤولية عن ضآلة التقدم المحرز.

ويعقد بارنييه وديفيس الإثنين عند الساعة 17,30 (15,30 ت غ) مؤتمرا صحافيا لافتتاح جولة المفاوضات الجديدة التي تستمر حتى الخميس.

ومن المقرر ان يعقد اجتماع الثلاثاء في لندن بين ماي ودونالد توسك رئيس المجلس الاوروبي.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية