مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

البابا يزور للمرة الأولى الامازون للقاء السكان الاصليين

البابا فرنسيس عند نزوله من الطائرة في قاعدة جوية في ليما عاصمة البيرو في 18 كانون الثاني/يناير 2018 afp_tickers

تسود اجواء احتفالية مدينة بويرتو مالدونادو بجنوب شرق البيرو التي تدفق اليها آلاف السكان الاصليين في الامازون قبل ساعات من وصول البابا فرنسيس احد اشد المدافعين عن هذه المنطقة التي تشكل رئة العالم.

وقال خوسيه ترينيداد (69 عاما) الذي جاء من ليما لحضور هذه المناسبة، لوكالة فرانس برس “انها المرة الاولى التي تجتمع فيها في هذه المدينة كل مجموعات السكان الاصليين من كل اميركا الجنوبية، لذلك فهذا حدث تاريخي”.

وليل الخميس الجمعة، ترددت في الساحة المركزية اصداء الاغاني وإيقاعات رقص السكان الأصليين، قبل تطواف في منتصف الليل للصور المقدسة حتى معهد يورغي باسادري التكنولوجي، حيث سيعقد الجمعة اللقاء مع السكان.

وسيلتقي الحبر الأعظم 3500 من السكان الأصليين البيروفيين والبرازيليين والبوليفيين. وسيتناول الغداء ايضا في اطار مجموعة صغيرة تضم بعض ممثليهم. ورفعت في مدخل المدينة لافتات كتب على واحدة منها “الامازون تستقبل البابا فرنسيس”.

في اجواء من الحر والرطوبة الشديدين، انتشر في الشوارع باعة القطع التذكارية التي تحمل صور البابا، على غرار إيليو ثاريفولو الذي يقول ان “الناس هنا مبتهجون”.

– “شعب سلبت اراضيه” –

سيقدم السكان الاصليون البيروفيون الى البابا فرنسيس هدية رمزية تتمثل بقوس ونشاب ليدافع عنهم ويطالب بأن يستعيدوا اراضي اجدادهم التي حرموا منها.

“نحن شعب سلبت أراضيه الاصلية”، هذا ما يقوله سيزار جويايي ايريني (43 عاما) رئيس قبيلة “إيسي ايخا دي بالما ريال”، بينما كان يضبط على رأسه تاجه من ريش الببغاء ويرتب قلادته التقليدية المصنوعة من أسنان النمر والخنزير البري.

وينظر سيزار الى زيارة البابا “نظرة أمل، حتى تعيد إلينا الدولة البيروفية اراضينا” بواسطته، كما قال. واضاف “إنها النافذة الوحيدة”.

وكان آلاف من هؤلاء الذين وصلوا بحافلات او طائرات او سفن عبر الادغال، شاركوا الخميس في لقاء بين كنائس الامازون في جامعة المدينة للتحضير لزيارة البابا وكذلك للمجمع العالمي للاساقفة (سينودس) الذي دعا اليه.

ويؤكد البابا فرنسيس ان هذا الحدث سيشكل بداية قوية تمهد للسينودس العالمي للأساقفة الذي سيخصص لمنطقة الامازون الكبرى في تشرين الاول/اكتوبر 2019، ولاسيما “سكانها المنسيون والمحرومون من افق مستقبل هادىء في اغلب الاحيان”.

وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال انخيلتون ارارا (33 عاما) “نحن شعب واحد”. وقد احتاج الى ثلاثة ايام بالحافلة للمجيء من ماتو غروسو في وسط غرب البرازيل.

وكان البابا انتقد في واحدة من رسائله استغلال غابات الامازون الذي تقوم به “مصالح اقتصادية دولية هائلة”. واكد ان الارض ليست مجرد سلعة اقتصادية لمجموعات السكان الاصليين “بل وايضا مكان دفن فيه اجدادهم ويحتاجون الى التفاعل معه لدعم هويتهم وقيمهم”.

وستوزع هذه الرسالة التي ترجمت الى عدد من لغات السكان الاصليين الجمعة.

وتعي الكنيسة التاريخ الدموي لنشر المسيحية في اميركا اللاتينية في القرن السادس عشر، وتعترف بانها لم تعامل شعوب الامازون باحترام. لكنها تؤكد انها تساهم اليوم في عدد من المشاريع لمساعدة شعوب الامازون على استعادة هويتهم.

وتشكل الأمازون 43 بالمئة من مساحة اميركا الجنوبية، و20 بالمئة من المياه العذبة غير المتجمدة على الكرة الارضية، و34 بالمئة من الغابات العذراء التي تؤوي ما بين 30 و50 بالمئة من الحيوانات والنباتات في العالم.

وقد توزعت هذه الرئة الخضراء على تسعة من بلدان اميركا الجنوبية الاثني عشرة، خصوصا البرازيل (67 بالمئة) وبوليفيا (11 بالمئة) والبيرو (13 بالمئة). ويعيش فيها حوالى ثلاثة ملايين من السكان الاصليين الذين ينتمون الى 390 شعبا مختلفا…

وقالت ستيفاني اوشوا استرادا (46 عاما) التي جاءت من مدينة سوزكوز التي تبعد سبع ساعات بالسيارة، “نأمل في أن يعطي البابا هنا بركته لجميع هؤلاء الناس الذين يعانون كثيرا، وأيضا حتى يتوقف الاتجار بالناس الذي يحصل كثيرا هنا في بويرتو مالدونادو”.

من جانبه، قال خوسيه مونوز توريس (66 عاما) الذي جاء من اريكيبا بالحافلة مع وفد من 35 شخا منهم كاهن الرعية، ان “الرحلة استغرقت 17 ساعة”. وخلص الى القول “سنسر كثيرا” برؤية البابا.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية