البابا يزور هولغوين مهد المسيحية في كوبا الاثنين
وصل البابا فرنسيس الاثنين الى هولغوين احدى نقاط انطلاق المسيحية في كوبا ومسقط راس الاخوين كاسترو وذلك عشية توجهه الى الولايات المتحدة.
والمدينة الواقعة في جنوب شرق الجزيرة مشهورة بصليبها الذي يبلغ علوه خمسة امتار واقيم على سفح تلة في العام 1790.
وياتي البابا ليصلي في المكان الرمزي المعروف باسم "تلة الصليب" ويبارك رابع مدن البلاد التي لم يزرها اي حبر اعظم من قبل.
واشاد البابا فرنسيس امام حشد في هولغوين ب"جهود" الكنيسة و"تضحياتها في مجتمع كوبي في اوج مرحلة انتقالية.
ويقيم البابا خلال الصباح قداسا في الهواء الطلق في ساحة الثورة كاليكستو غارسيا حيث من المتوقع حضور 150 الف شخص.
وقبل ساعات من الموعد المحدد للقداس في الساعة 10,30 بالتوقيت المحلي (14،00 ت غ) امتلأت الساحة بالمصلين الاتين من المنطقة ومن المناطق الاخرى ايضا.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال نوراليس مندوزا (45 عاما) الذي امضى تسع ساعات على الطريق ليصل من غوانتانامو في اقصى الغرب "جئنا لنراه لاننا نحبه بسبب كل ما فعله من اجل السلام ومن اجل كوبا".
من جانبه، اكد كارلوس بيريانو الذي وصل من منطقة غرانما المجاورة، تعليقا على التقارب الاميركي-الكوبي الجاري، وعلى هذه الزيارة البابوية الى كوبا والى الولايات المتحدة، ان "البابا فرنسيس مبشر، والان سيذهب الى الولايات المتحدة، انه يريد توحيد الشعبين".
وهالغوين هي ايضا المنطقة الاولى التي نزل فيها كريستوف كولومبوس في 1492. وفي خليجها ظهرت في 1612 الصورة العائمة لعذراء المحبة دل كوبري التي باتت شفيعة كوبا.
وسيزور البابا بعد الظهر مدينة سانتياغو، المرفأ الكبير في شرق كوبا الذي لقب خلال فترة الثورة الكوبية "المدينة البطلة" لان فيدل كاسترو اعلن فيها في الاول من كانون الثاني/يناير 1959 نجاح الثورة.
وفي المساء، سيلتقي فيها البابا الاساقفة ويصلي في مزار عذراء المحبة دل كوري التي يتخطى تكريمها الاوساط الكاثوليكية.
واجرى البابا الذي بدا عليه التعب بسبب الحرارة والرطوبة لقاءات عدة الاحد في هافانا مع مؤمنين ورجال دين وشبيبة والرئيس راوول كاسترو وشقيقه الاكبر فيدل.
وتم اللقاء مع اب الثورة الذي قاد البلاد طيلة نصف قرن (1959-2008) بعيدا عن الاضواء على غرار لقاء سابق بينه وبين البابا بنديكتوس السادس عشر في 2012 وتم في اجواء "غير رسمية" وتناول شؤونا دولية ابرزها البيئة.
وتحادث البابا مع فيدل التلميذ السابق للاباء اليسوعيين والذي فرض نظاما ملحدا في البلاد بعد اعلان الثورة وحتى العام 1992 الا انه يبدي اهتماما بالمقاربة التي تلجا اليها الكنيسة لمواجهة المشاكل الدولية كما اوضح ذلك في السابق لبنديكتوس السادس عشر في 2012.
وقدم البابا فرنسوا لفيديل عدة كتب دينية وحصل في المقابل على كتاب يتضمن حوارا مع عالم اللاهوت البرازيلي فراي بيتو.
وفي تسجيل عرضه التلفزيون الكوبي بدا فيدل كاسترو متحمسا في حديثه مع البابا وكان يرتدي زيه الرياضي المعتاد وقميصا ابيض.
وخلال المساء، كان حديث البابا الى الشبيبة مقتضبا اكثر من المعتاد في الكاتدرائية حيث ركز على ثقافة الحوار ودعاهم الى "الحلم" بمستقبل افضل يمكن ان يلعبوا دورا فيه.
وفي وقت سابق، وجه البابا امام رجال الدين الكوبيين انتقادا صارما بنبرة غاضبة ضد انشغال الكنيسة بالشؤون الدنيوية وحث على الفقر والرحمة.
ومنذ وصوله الى كوبا، امتنع البابا عت توجيه النقد الى النظام الكوبي الا انه اشار الى ان "خدمة" الاخرين يجب الا تكون "ايديولوجية مطلقا".
وشدد البابا بشكل خاص على التزام الكاثوليك ازاء الاكثر ضعفا في المجتمع.
وتشتكي بعض اوساط المعارضة من ان المصالحة بين النظام الشيوعي والكنيسة تتم على حسابها وياخذون على البابا عدم قبوله على غرار سلفه بنديكتوس السادس عشر بان يلتقي مع اي وفد من المعارضين.
وصرح المتحدث باسم البابا فيديريكو لومباردي امام صحافيين مساء الاحد ان الفاتيكان اقام اتصالات مع بعض المعارضين معربا عن اهتمام البابا بقضيتهم لكن ذلك لم يترجم الى لقاء فعلي.
ويغادر البابا الثلاثاء سانتياغو بعد ان يتراس قداسا اخيرا في ساحة الثورة متوجها الى الولايات المتحدة.
وهناك سيعقد لقاءات مهمة في الكونغرس وفي البيت الابيض والامم المتحدة قبل ان يختتم جولته بلقاء دولي لعائلات في فيلادلفيا.