الدنمارك تحيي الذكرى الاولى لاعتداءات كوبنهاغن
احيت الدنمارك وسط اجراءات امنية مشددة الاحد الذكرى الاولى لاعتداءات كوبنهاغن التي ارتكبها شاب متطرف من اصل فلسطيني قتل شخصين قبل ان ترديه الشرطة.
وقال رئيس الوزراء لارس لوك راسموسن للصحافيين "علينا ان نحيا بانسجام (...) علينا حماية الديموقراطية والتقليد الذي لدينا منذ اعوام في الدنمارك لجهة العيش جنبا الى جنب".
وبعدما وضع اكليلا من الزهور امام مركز ثقافي وكنيس استهدفهما الاعتداءان اللذان نفذهما عمر الحسين، وهو دنماركي من اصل فلسطيني (22 عاما)، شارك راسموسن في نشاط نظمته جمعية "فين نورغارد" التي تحمل اسم المخرج الذي قتل في احد الاعتداءين وتدعم خصوصا الشبان المهاجرين.
وقال السفير الفرنسي في الدنمارك فرنسوا زيمراي الذي كان موجودا في المركز الثقافي قبل عام ان "تحدينا هو الانتقال من العاطفة الى التفكير ومن التفكير الى الفعل. اعتقد ان ذلك هو هدف هذه المبادرة".
- "مدينة مختلفة" -
وصرح مؤسس الجمعية يسبير لينغوس لفرانس برس "نريد عبر الجمعية ان نتاكد من ان هذا العمل المجنون الذي حرمنا (المخرج) فين لن يتكرر"، معتبرا ان "كوبنهاغن اليوم هي مدينة مختلفة عما كانت عليه قبل عام".
وعلق رئيس الوزراء "لن نخضع ولن نستسلم. نحن في وضع لا تزال الدنمارك فيه مهددة في شكل خطير. الامر لم يتبدل. لكننا ايضا تحركنا (...) لقد عززنا اجهزة استخباراتنا وشرطتنا".
وفي 14 شباط/فبراير 2015، اطلق الحسين النار من سلاح رشاش على مركز ثقافي حيث كان عدد من الشخصيات يشاركون في مؤتمر حول "الفن والتكفير والحرية".
وبين هذه الشخصيات، سفير فرنسا فرنسوا زيمراي ورسام الكاريكاتور السويدي لارس فيلكس الذي يشكل هدفا للاسلاميين منذ رسومه الكاريكاتورية للنبي محمد التي نشرتها صحيفة "يلاندس بوستن" الدنماركية المحافظة العام 2005.
وقتل المخرج الدنماركي فين نورغارد (55 عاما) واصيب ثلاثة من رجال الشرطة. وتمكن المهاجم من الهرب. ومساء اليوم نفسه قتل يهوديا (37 عاما) هو دان اوزان، امام كنيس واصاب اثنين من عناصر الشرطة بجروح.
لكن الحسين قتل بعد ساعات في تبادل لاطلاق النار مع الشرطة في حي نوربرو الشعبي.
- العيش مع تهديد الارهاب -
وكان الحسين خرج من السجن قبل اسابيع من تنفيذه الهجمات، حيث كان يمضي حكما بسبب حادث طعن. واعلن ولاءه لتنظيم الدولة الاسلامية على صفحته على فيسبوك يوم الهجوم.
وواجهت اجهزة الاستخبارات الدنماركية انتقادات بسبب عدم تحركها لدى تلقيها معلومات من اجهزة السجن بان الحسين قد يتبنى نهجا متطرفا، وبعد ان قال زملاؤه السابقون في المدرسة انهم حاولوا تحذير الشرطة في عام 2012.
واتهم اربعة رجال بمساعدة الحسين وسيمثلون امام المحكمة الشهر المقبل.
وقال ماغنوس رانستروب الخبير في الحركات الاسلامية المتطرفة في كلية الدفاع السويدية الوطنية والذي ساعد المسؤولين في كوبنهاغن على وضع خطة ضد التطرف، ان الدنماركيين "اصبحوا معتادين على العيش مع تهديد الارهاب، لكنهم لا يجعلونه يهيمن على حياتهم".
واصبح خطاب الدنمارك حيال المهاجرين المسلمين اكثر تشددا خلال العام الماضي، لاسباب من بينها الهجمات ولكن كذلك بسبب ازمة اللاجئين في اوروبا.
وقد سجلت الدنمارك 21 الفا من طالبي اللجوء في عام 2015، لتصبح، بالنسبة الى عدد سكانها، احدى الدول الاوروبية التي تستضيف اكبر عدد من اللاجئين، مع المانيا والسويد والنمسا وفنلندا.
والمملكة الصغيرة التي كانت تستقبل اللاجئين برحابة صدر، غيرت موافقها بشكل تدريجي بدافع من الحزب الشعبي المعادي للهجرة والداعم في البرلمان للحكومات اليمينية.
وتؤكد استطلاعات الرأي ان غالبية الدنماركيين تعتبر الهجرة الهاجس الاكبر.
ومساء الاحد، تقام امسية بين مكاني الاعتداءين وتضاء سلسلة من 1800 شمعة وسط انتشار كثيف للشرطة.