مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الكرملين ينتقد “تسرع” الأطباء الألمان في استنتاجهم أن نافالني تعرض للتسميم

صورة من الارشيف التقطت بتاريخ 16 كانون الثاني/يناير 2018 تظهر المعارض أليكسي نافالني خلال مقابلة مع فرانس برس في موسكو afp_tickers

اعتبر الكرملين الثلاثاء أن الأطباء الألمان تسرّعوا في الاستنتاج أن المعارض الروسي أليكسي نافالني تعرض للتسميم، في قضية تعرض روسيا لانتقادات دولية.

وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن “التحليلين الطبيين لأطبائنا والأطباء الألمان يتفقان تماماً. لكن خلاصاتهما تختلف. لا نفهم هذا التسرّع لدى الزملاء الألمان”.

واعتبر أن التسميم هو “أحد الخيوط المحتملة. لكن هناك كثير من الاحتمالات الطبية الأخرى”.

وأعلن الأطباء الذين يعالجون المعارض الروسي في برلين مساء الاثنين أنهم خلصوا إلى أن نافالني “تسمم بمادة من مجموعة مثبطات استيراز الأستيل كولين” من دون التمكن من تحديدها على الفور.

وتُستخدم هذه المواد التي تحدث عنها الأطباء الألمان بجرعات خفيفة لمعالجة مرض ألزهايمر لكنها تصبح خطيرة لدى تناولها بجرعات كبيرة ويصبح تأثيرها مماثلا لمادة “نوفيتشوك”.

ووضع نافالني في غيبوبة اصطناعية وحالته لا تزال خطرة. ورفض الأطباء في مستشفى برلين التكهن حول تطور وضعه الصحي.

وشدّد بيسكوف على واقع أن الأطباء الألمان والروس “لم يرصدوا أي مادة”.

ولفت إلى أن الأطباء الروس لاحظوا أن نافالني كان يعاني انخفاض مستوى انزيم استيل كولين استريز، لكن لم يكن بالامكان الاستنتاج من ذلك أن تسمماً قد حصل.

وقال “هذا الانخفاض (في الكولين استريز) قد يكون ناجما عن أسباب كثيرة خصوصاً تناول بعض الأدوية. يجب تحديد السبب وهذا السبب لم يحدده أطباؤنا ولا الألمان” مشيراً إلى أن روسيا ستكون “ممتنة” في حال تم اكتشاف مادة ما في جسم نافالني في ألمانيا.

وختم “لا نعرف إذا حصل تسمم أم لا”.

ويؤكد القريبون من نافالني تعرضه للتسميم منذ الوعكة التي ألمت به الخميس في الطائرة التي كانت تقله من سيبيريا إلى موسكو.

وبعدما نقل إلى المستشفى في مدينة أومسك السيبيرية، رفض الأطباء الروس هذه الفرضية ثم عرقلوا في البداية نقله إلى مستشفى أجنبي.

ويشتبه أنصار المعارض بأن يكون سبب التأخير جعل عملية رصد السموم في جسم نافالني أكثر صعوبة.

– سوابق عديدة –

لا مجال للشك بالنسبة إلى برلين خصوصا والاتحاد الأوروبي عموما. ودعت أنغيلا ميركل روسيا إلى”تسوية الملف بشكل عاجل في أدق تفاصيله وبشفافية تامة”.

كما دعا وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل موسكو إلى فتح “تحقيق مستقل وشفاف في ما يعتبر أنه مساس بحياة نافالني”.

من جهتها عبرت فرنسا الثلاثاء عن “قلقها العميق من عمل إجرامي يرتكب بحق شخصية مهمة في الحياة السياسية الروسية”.

واعتبرت الخارجية الفرنسية ان “من الضروري أن تفتح السلطات الروسية تحقيقا سريعا وشفافا” لكشف ظروف ما حصل.

واعرب وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو في بيان الثلاثاء عن “قلقه الكبير” حيال فرضية التسميم الذي تعرض له نافالني، وقال “إذا تأكد ذلك، فإن الولايات المتحدة تؤيد دعوة الاتحاد الاوروبي الى إجراء تحقيق مسهب وهي مستعدة لدعم هذا الجهد”.

واضاف أن “عائلة نافالني والشعب الروسي يستحقون تحقيقا كاملا وشفافا وأن تتم محاسبة المسؤولين” عن ذلك، آملا في “أن يتعافى (المعارض الروسي) تماما”.

وتعرض العديد من معارضي السلطات الروسية للقتل في السنوات الماضية كبوريس نيمتسوف والصحافية آنا بوليتكوفسكايا بدون كشف الحقيقة.

وتعرض آخرون للتسميم كالعميل الروسي المزدوج السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا في بريطانيا في آذار/مارس 2018 بواسطة مادة نوفيتشوك. ووجه التحقيق والعواصم الغربية أصابع الاتهام إلى الاستخبارات الروسية، لكن الكرملين رفض هذه الاتهامات.

كما نفت روسيا أي مسؤولية لها في تسميم ألكسندر ليتفيننكو العميل في الاستخبارات الروسية في 2006 في لندن بمادة البولونيوم-210 المشعة، بعدما انتقل إلى صفوف المعارضة.

وقال معارضون آخرون إنهم تعرضوا للتسميم كبيوتر فيرزيلوف الناشط في مجموعة بوسي رايوت الذي عولج أيضا في برلين في 2018.

وكان نافالني تعرض سابقا لهجمات جسدية. ففي 2017 تم رشه بمادة مطهرة في عينيه. وفي تموز/يوليو 2019 عندما كان يمضي عقوبة قصيرة بالسجن عولج في المستشفى بعد اصابته فجأة بدمل في القسم العلوي من جسده.

ودان المعارض محاولة لتسميمه في حين أشارت السلطات إلى “حساسية”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية