مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

المبعوث الاممي الجديد للصحراء الغربية مصمم على حل النزاع

مبعوث الامم المتحدة للصحراء الغربية هورست كولر يزور مخيم اسورد للاجئين الصحراويين قرب تندوف جنوب غرب الجزائر في 18 تشرين الاول/اكتوبر 2017. afp_tickers

اكد مبعوث الامم المتحدة الجديد الى الصحراء الغربية هورست كولر، الاربعاء في اول زيارة للمنطقة منذ تعيينه، تصميمه على حل قضية الصحراء الغربية وذلك اثناء زيارة مخيمات اللاجئين الصحراويين في الجزائر.

وبدأ كولر المكلف إعادة اطلاق المحادثات بين الرباط والجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو)، جولته الاثنين من المغرب الذي يبسط سيادته على جزء كبير من هذه المستعمرة الاسبانية السابقة.

وتطالب جبهة بوليساريو المدعومة من الجزائر، والتي اعلنت قيام “الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية” من جانب واحد في 1976، باستفتاء لتقرير المصير كانت قررته الامم المتحدة.

وبعد 15 عاما من النزاع توصلت الرباط والبوليساريو الى اتفاق لوقف اطلاق النار عام 1991 لكن استفتاء تقرير المصير تم تاجيله باستمرار منذ 1992 بسبب خلافات حول من يحق لهم التصويت.

ورفضت الجبهة مقترحا مغربيا في 2007 يمنح الصحراء الغربية حكما ذاتيا تحت سيادتها.

وشيد المغرب ابان ثمانينات القرن الماضي “حائط الدفاع” بطول 2700 كلم الذي يقسم المستعمرة السابقة من الشمال الى الجنوب ويفصل بين الأقاليم التابعة للمملكة وتلك (حوالي 20%) التي تسيطر عليها بوليساريو.

واستقبل كولر قبيل ظهر الاربعاء من قبل مسؤولي البوليساريو في مخيم اوسرد وهو احد مخيمات اللاجئين القريبة من تندوف (1800 كلم جنوب غرب الجزائر) ويعيش فيه بين مئة ومئتي الف لاجىء صحراوي، والارقام تختلف بحسب المصادر في ظل غياب احصاء رسمي.

وقال المبعوث في تصريح صحافي مقتضب “جئت لاستمع الى طرفي النزاع والتعرف مباشرة على الظروف في مخيمات اللاجئين ولفهم المزيد من القضية وخصوصا لوضع رؤيتي الخاصة”.

وابدى تفاؤله “ازاء مستقبل المفاوضات حول خطة تسوية نزاع الصحراء الغربية الذي تقيمه الامم المتحدة” مضيفا مع ذلك “لست ساحرا”.

والتقى كولر الاهالي وخصوصا مجموعات من النساء. وبعد الظهر نص البرنامج على اجتماعات مغلقة مع مسؤولي البوليساريو في مخيم آخر هو رابوني، مقر السلطات التي اعلنتها البوليساريو.

-“ديناميكية جديدة”؟-

ومن المقرر ان يتفقد كولر الذي لم يزر رسميا الاراضي التي تخضع لسلطة المغرب من الصحراء الغربية، الخميس في تندوف قوة الامم المتحدة المكلفة مراقبة وفق اطلاق النار.

والصحراء الغربية منطقة شاسعة تبلغ مساحتها 266 الف كلم مربع تطل على المحيط الاطلسي وتحدها موريتانيا جنوبا، وهي الاقليم الوحيد في افريقيا الذي لازال النزاع حوله مستمرا بعد رحيل المستعمر.

وبعد سنوات من الجمود، اكد الامين العام للامم المتحدة انتونيو غوتيريش في نيسان/ابريل 2017 انه يريد اطلاق “ديناميكية جديدة” حول هذا النزاع الذي يوتر العلاقات بين الجزائر والرباط ويعرقل التعاون بين دول المغرب العربي.

وفي هذه الأثناء، اتخذ مجلس الامن قرارا يدعم استئناف المفاوضات ويمدد حتى نهاية نيسان/ابريل 2018 مهمة قوات الامم المتحدة (مينورسو).

عين كولر (74 عاما) في آب/اغسطس مبعوثا جديدا للامم المتحدة الى الصحراء الغربية خلفا للاميركي كريستوفر روس الذي استقال في ايار/مايو بعد ثماني سنوات من الجهود غير المثمرة. وكان موضع انتقادات من المغرب.

والثلاثاء التقى الرئيس الالماني الاسبق العاهل المغربي الملك محمد السادس في الرباط. واكتفى الديوان الملكي ببيان مقتضب يعلن عن هذا اللقاء، من دون ان يأتي على ذكر ما دار خلاله من مباحثات.

واعتبر ممثل بوليساريو في الامم المتحدة، أحمد بخاري، ان “نوعية الاستقبال الذي حظي به (كولر في الرباط) مع تعتيم اعلامي، يعد دليلا على ان المغرب متمسك بمواقفه وسيشكل عائقا لجهوده”، كما صرح للصحافة مساء الثلاثاء في تندوف.

وبحسب بخاري، فان مهمة كولر ستواجه عقبات “أولا، بسبب نقص الارادة السياسية لدى المملكة المغربية ومحاولتها (ابقاء) الوضع كما هو” أما “العائق الثاني فهو موقف فرنسا في مجلس الامن” والتي ب”دعمها” للمغرب تدفعه، بحسب المسؤول في بوليساريو، الى “التعنت”.

كما ينتطر ان يزور كولر في الايام القادمة الجزائر ونواكشوط.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية