مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

المبعوث الاممي الجديد للصحراء الغربية يحيط جولته الاولى بالكتمان

الرئيس الألماني السابق هورست كولر في صورة ملتقطة في 10 كانون الثاني/يناير 2017 afp_tickers

أحاط المبعوث الجديد للأمم المتحدة الى الصحراء الغربية هورست كولر جولته الاولى على المنطقة والتي بدأها الاثنين في الرباط بكتمان شديد، وذلك في مسعى منه لإحياء الوساطة بين المغرب وجبهة بوليساريو والخروج من الطريق المسدود في هذا النزاع القديم.

وأجرى الرئيس الالماني السابق الذي عينه في آب/اغسطس الماضي الامين العام الجديد للامم المتحدة انطونيو غوتيريش، لقاءات عديدة بينها اجتماع مع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، كما ذكر مصدر دبلوماسي.

ومن المقرر ان يواصل كولر لقاءاته الثلاثاء قبل ان يغادر صباح الاربعاء الى منطقة تندوف، بحسب المصدر نفسه.

وهذه الجولة الاولى للمبعوث الاممي تستمر حتى 25 الجاري وستقوده ايضا الى الجزائر وموريتانيا، قبل ان يقدم تقريرا الى مجلس الامن في نيويورك.

وأحيطت جولة كولر بتعتيم كامل لدرجة ان برنامج لقاءاته وتنقلاته لم ينشر باستثناء ما اعلنته جبهة البوليساريو من ان المبعوث الاممي سيزور تندوف، في اقصى جنوب غرب الجزائر، حيث يعيش في مخيمات 100 الى 200 الف لاجئ كما تقول المصادر، في غياب أرقام رسمية.

وسيلتقي كولر خلال زيارته الأربعاء والخميس سكان هذه المخيمات وسيجري محادثات مغلقة مع المسؤولين عن الجبهة، كما اعلنت المندوبية الصحراوية في الجزائر العاصمة.

– احياء الاتصالات-

ولم تسهب الصحافة المغربية في الحديث عن الجولة. واكدت صحيفة “اخبار اليوم” بالاستناد الى مصدر دبلوماسي مغربي، ان هذه الزيارة “البروتوكولية” تهدف اساسا الى “فتح خط تواصل”.

من جهتها، ذكرت صحيفة “لو ماتان” الصادرة باللغة الفرنسية ان المغرب يحتفل هذا الاثنين بالذكرى الثانية والاربعين لاعلان الملك الحسن الثاني عن “المسيرة الخضراء” في 16 تشرين الاول/اكتوبر 1975 التي “أسفرت عن تحرير ولايات الجنوب”.

ومنذ ذلك الحين، يسيطر المغرب على قسم كبير من هذه المستعمرة الاسبانية السابقة التي تغطي منطقة صحراوية شاسعة تبلغ مساحتها 266 الف كلم مربع. وتطالب البوليساريو، المدعومة من الجزائر، والتي اعلنت قيام جمهورية عربية ديموقراطية، باستفتاء لتقرير المصير.

ومنذ 2007، تقترح الرباط منح الصحراء الغربية حكما ذاتيا تحت سيادتها من اجل التوصل الى حل للأزمة.

وبعد سنوات من الجمود، اكد الامين العام الجديد للامم المتحدة في نيسان/ابريل انه يريد اطلاق “ديناميكية جديدة” حول هذا النزاع الذي يوتر العلاقات بين الجزائر والرباط ويعرقل التعاون بين دول المغرب العربي.

في هذه الأثناء، اتخذ مجلس الامن قرارا يدعم فيه استئناف المفاوضات ويمدد حتى نهاية نيسان/ابريل 2018 مهمة قوات الامم المتحدة (مينورسو) المكلفة خصوصا الاشراف على وقف اطلاق النار الموقع في 1991.

– توترات –

ويخلف كولر بصفته مبعوثا، كريستوفر روس الذي قدم استقالته في ايار/مايو بعد مهمة استمرت ثماني سنوات، اتسمت بالتوتر بين المغرب والامم المتحدة.

وكانت الرباط التي تتهمه ب “الانحياز” سحبت في 2012 ثقتها من الدبلوماسي الأميركي، ثم عادت مرغمة عن قرارها.

وكان المغرب الذي صدم بمشروع قرار اميركي ينص على توسيع مهمة قوة (مينورسو) للاشراف على حقوق الانسان، اعرب بعد ذلك عن غضبه في 2016 بعد زيارة لبان كي-مون الى تندوف تحدث خلالها عن “احتلال الصحراء الغربية”.

وردا على ذلك، طردت الرباط القسم الاكبر من عناصر قوة مينورسو قبل ان توافق على عودة قسم منهم.

وتأتي مهمة المبعوث الجديد في اطار من التساؤلات حول دور الأمم المتحدة وايضا الرهانات الامنية المستمرة في الشريط الساحلي-الصحراوي الذي شهد هجمات شنها جهاديون.

وتشدد الرباط التي قامت في الاشهر الاخيرة بنشاط دبلوماسي كثيف حول موضوع الاستقرار الاقليمي، على ضرورة تجنب اي شكل من اشكال البلقنة.

وقد نوقش الملف خلال الزيارتين الاخيرتين اللتين قام بهما الى الرباط رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف ووزير الخارجية الفرنسي جان-ايف لو دريان. وكرر لو دريان موقف باريس التي ترى ان اقتراح الحكم الذاتي الذي طرحه المغرب “أساس جيد للتفاوض”.

والفصل الأخير من التوترات بين المغرب والبوليساريو يعود الى 2016 حول منطقة مختلف عليها على الحدود مع موريتانيا، على محور استراتيجي يقود إلى افريقيا جنوب الصحراء.

والصحراء الغربية الواقعة على الساحل الاطلسي، هي المنطقة الوحيدة في القارة الافريقية التي لم تتم تسوية وضعها بعد الاستعمار. وأقيم في الثمانينات “جدار دفاعي” كما تسميه السلطات المغربية، ويبلغ طولة 2700 كلم. ويقسم المستعمرة السابقة من الشمال الى الجنوب.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية