مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

المعتمرون عادوا إلى مكة في شكل محدود

عمال سعوديون يضعون الكسوة الجديدة على الكعبة والمصنوعة من الحرير الأسود والمطرزة بآيات قرآنية، في 29 تموز/يوليو 2020 في مدينة مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية afp_tickers

أدى معتمرون يضعون كمامات الأحد العمرة في مكة المكرمة ملتزمين بمسارات تحترم تدابير التباعد الاجتماعي وسط احتياطات صحية مكثفة، مع استئناف السلطات السعودية جزئيا المناسك التي تم تعليقها قبل سبعة أشهر بسبب جائحة كوفيد-19.

ودخل آلاف المصلين على دفعات المسجد الحرام في مكة المكرمة للطواف حول الكعبة المشرفة.

وتجذب العمرة، التي يمكن أداؤها في أي وقت طوال العام، ملايين المسلمين من جميع أنحاء العالم كل عام ولكن تم تعليقها في آذار/مارس في إطار إجراءات احترازية غير مسبوقة اتُخذت للحدّ من تفشّي الجائحة.

وفي 23 أيلول/سبتمبر الماضي، أعلنت وزارة الداخلية السعودية أنها ستسمح باستئناف العمرة من خلال ثلاث مراحل تبدأ بالسماح بأداء العمرة للمواطنين والمقيمين في داخل المملكة في 4 تشرين الأول/اكتوبر، وبعده بشهر للمعتمرين والزوار من خارجها.

وفي خطوة أولى، سيؤدي العمرة 6 آلاف معتمر في اليوم.

والاسبوع الماضي، قال وزير الحج والعمرة محمد بنتن لقناة الإخبارية التلفزيونية السعودية “في المرحلة الأولى سيكون أداء العمرة دقيقاً وخلال فترة محددة” مشيرا إلى أن المعتمرين “سيتم تقسيمهم على مجموعات للدخول إلى المسجد الحرام”.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي اتخذت “العديد من الإجراءات الاحترازية”.

وسيتم تعقيم المسجد الحرام عشر مرات يوميا، وتعقيمه قبل دخول كل فوج وبعد خروجه منه. وسيمنع أيضا الوصول إلى الكعبة والحجر الأسود.

وسيتم أيضا “تجهيز أماكن مخصصة للعزل في حال ظهور أعراض كورونا” على أحد المعتمرين.

وسيواكب كل مجموعة من 20 أو 25 معتمرا مرافق صحي وسيتم تخصيص فرق طبية للتدخل إن اقتضى الأمر.

وذكرت السلطات في مكة أنه تم تركيب اجهزة لقياس درجات حرارة المعتمرين.

وكتبت وزارة الحج والعمرة على تويتر الأحد “في أجواءٍ إيمانية، وبقلوبٍ مطمئنة.. أول فوج من أفواج المعتمرين يبدأ النسك وفق الإجراءات الاحترازية المتّبعة”.

ونشرت الوزارة مقطع فيديو يظهر معتمرين يضعون كمامات ينتظرون دورهم لدخول المسجد الحرام وآخرين يطوفون حول الكعبة تاركين مسافات كبيرة بينهم.

وأعرب معتمر مصري عن مدى تأثره بالسماح باستئناف مناسك العمرة، وقال إن تعليق العمرة والحج كان “كابوسا”.

وعادة ما يفيض صحن الكعبة بالمعتمرين الآتين من كل بقاع الأرض.

وأكدت رئاسة شؤون الحرمين أنّ أمن وراحة وصحة المعتمرين أولوية لدى المملكة، مشيرة إليهم “بضيوف الرحمن”.

-“تطلعات المسلمين”-

وفي 18 من تشرين الأول/اكتوبر، سيُزاد عدد المعتمرين من المواطنين والمقيمين داخل المملكة ليصبح نحو 15 ألف معتمر، وسيسمح بدخول 40 ألف مصل إلى الحرم المكي لأداء الصلاة.

وفي الأول من تشرين الثاني/نوفمبر، سيسمح للقادمين من الخارج بالدخول، وسيتم رفع الطاقة الاستيعابية لتصبح 20 ألف معتمر في اليوم ويسمح لـ60 ألف شخص بأداء الصلاة في الحرم.

وستقرر وزارة الصحة السعودية الدول التي يمكن القدوم منها بناء على عدم وجود مخاطر صحية تتعلق بفيروس كورونا المستجد.

وكانت وزارة الداخلية السعودية أوضحت أن القرار اتّخذ “استجابة لتطلّع كثير من المسلمين في الداخل والخارج لأداء مناسك العمرة والزيارة”.

وأكدت الوزارة أن المرحلة الرابعة لن تبدأ سوى “عندما تقرّر الجهة المختصّة زوال مخاطر الجائحة” وحينئذ سترفع النسبة إلى 100% من “الطاقة الاستيعابية الطبيعية” للحرمين الشريفين.

علَّقت المملكة “موقتاً” في مطلع آذار/مارس أداء مناسك العمرة في إطار إجراءات احترازية غير مسبوقة اتّخذتها للحدّ من تفشّي الجائحة.

كما شملت الإجراءات الاحترازية غير المسبوقة فريضة الحج التي اقتصر أداؤها هذا العام على حوالى 10 آلاف حاج، جميعهم من داخل المملكة، في حين شهد العام الماضي أداء حوالى 2,5 مليون حاج الفريضة.

والأحد بلغت حصيلة كوفيد-19 في السعودية 336 ألفا و387 إصابة، بينها 4875 وفاة. وأكدت السلطات في الأيام الأخيرة تراجع وتيرة الإصابات اليومية، في حين تسجّل دول عدة تزايدا كبيرا في أعداد المصابين.

وتجني السعودية في العادة مليارات الدولارات سنويا من السياحة الدينية.

وغالبا ما يمثّل هذا الحدث تحديًا لوجستيًا ضخمًا حيث تكتظ الحشود الضخمة في الأماكن المقدسة الصغيرة نسبيًا، ما يجعل الحاضرين عرضة للعدوى.

والسياحة الدينية حيوية بالنسبة لجهود السعودية في وقف الارتهان للنفط وتطوير مصادر دخل بديلة، كونها تساهم في ضخ 12 مليار دولار في الاقتصاد كل عام، وفقا لأرقام حكومية.

وتسعى “رؤية 2030” التي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى وقف اعتماد اقتصاد المملكة، أكبر مصدّر للخام في العالم، كلياً على النفط.

وتأمل الحكومة في استقبال 30 مليون حاج سنويا بحلول عام 2030.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية