مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الموالون لهادي يسيطرون على اكبر قاعدة جوية يمنية في ضربة جديدة للمتمردين

مقاتلون موالون للرئيس عبدربه منصور هادي في عدن في 3 اب/اغسطس 2015 afp_tickers

استعادت القوات الموالية للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا الثلاثاء قاعدة العند الجوية، الاكبر في البلاد، من ايدي المتمردين الحوثيين وحلفائهم في ثاني تقدم تحققه بعد احكامها السيطرة على مدينة عدن الجنوبية الشهر الماضي.

وتأتي سيطرة القوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي على قاعدة العند اثر هجوم استمر يوما كاملا واستخدمت خلاله مدرعات ثقيلة زودها بها التحالف العسكري وغداة نشر مئات الجنود من دول الخليج في عدن.

وحيت وزارة الدفاع اليمنية المعترف بها دوليا في بيان هذا “النصر” الذي حققه المقاتلون الموالون لهادي.

واضافت “نؤكد لكم عزمنا واصرارنا ومعنا التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية على دعمكم واسنادكم في كل جبهات النضال والمقاومة حتى استعادة الشرعية في كل الأرض اليمنية”.

وتتمتع قاعدة العند الجوية التي تبعد 60 كلم شمال عدن، بموقع استراتيجي على الطريق الرئيسي شمالا الذي يصل الى جبهتي القتال في مدينة تعز والعاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون.

وافادت مصادر عسكرية ان القوات الموالية تقوم بحملة تمشيط واسعة في القاعدة الضخمة خوفا من بقاء جيوب للحوثيين.

وشكلت قاعدة العند التي تبلغ مساحتها 15 كيلومترا مربعا، مقرا للقوات الاميركية التي كانت تشن منها غارات بواسطة طائرات من دون طيار ضد تنظيم القاعدة في اليمن، حتى وقت قصير قبل سقوطها في يد الحوثيين وحلفائهم في اذار/مارس.

وتعتبر خسارتها ضربة قاسية للحوثيين، الذين اكد زعيمهم عبد الملك الحوثي الاحد قبل سقوط قاعدة العند ان “الخرق الذي حققه العدو في عدن سيفشل، (انه) عارض وقتي سيزول”.

وواصل الموالون للحكومة الثلاثاء تقدمهم اذ شنوا هجوما على معسكر لبوزة العسكري في محافظة لحج الذي يسيطر عليه الحوثيون على بعد عشرة كيلومترات شمال قاعدة العند، وتمكنوا من دخوله.

وافادت مصادر عسكرية موالية “ان المقاومة الشعبية الجنوبية والجيش الوطني اليمني استعادا السيطرة على معسكر لبوزة في محافظة لحج بعد حصار دام اكثر من أسبوع” مضيفة ان “المقاومة والجيش يتواجدان حاليا في مقر قيادة معسكر لبوزة”.

واضاف المصدر نفسه ان “غالبية الحوثيين الذين كانوا متمركزين في المعسكر قتلوا ويقدر عددهم بالعشرات” واقر بوجود “خسائر بشرية” في صفوف المقاومة والجيش الموالي لهادي بدون تحديد عدد معين.

من جهة ثانية، اعلن العقيد عادل الحليمي قائد القوات الموالية لوكالة فرانس برس سقوط مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج. وقال “اننا نسيطر على غالبية المباني الرسمية والسوق” مشيرا الى “بقاء بعض الجيوب المقاومة في الضاحية الشمالية للمدينة”.

وتدخل طيران التحالف العسكري بقيادة السعودية لدعم المقاتلين الموالين لهادي في المعارك العنيفة في القاعدة الجوية. وافادت مصادر موالية ان نحو 70 حوثيا قتلوا كما اسر 10 اخرون، في حين قتل 24 عنصرا من القوات الموالية للرئيس اليمني واصيب 23 اخرون.

وقال عسكريون شاركوا في الهجوم انهم صادفوا “مقاومة شديدة” من قبل الحوثيين الا ان الغارات الجوية للتحالف ساعدت في تدمير مدرعاتهم.

ونشر الموالون لهادي مئات المقاتلين والعسكريين في محيط القاعدة تؤازرهم الدبابات والمصفحات والعربات العسكرية المتطورة التي وفرتها قوات التحالف.

وشاهد مراسل لوكالة فرانس برس ارتالا من الدبابات والمدفعيات تضرب دفاعات الحوثيين في القاعدة.

ورافق تلك التعزيزات اعداد كبيرة من المقاتلين الجنوبيين الموالين للحكومة والذين شكلوا اساس المواجهة ضد الحوثيين قبل نشر تعزيزات من قوات مدربة ومجهزة من السعودية.

ورفع البعض اعلام الحراك الجنوبي، المطالب بانفصال جنوب اليمن، ويقاتل بعض مؤيديه الى جانب حكومة هادي بسبب عدائهم المشترك للحوثيين.

ومن شأن استعادة قاعدة العند ان تشكل دفعا للقوات الموالية لهادي في احكامها السيطرة على عدن. وتفتح الطريق امام احتمال عودة الحكومة اليمنية الى هذه المدينة، التي شكلت آخر ملجأ لها قبل ان تجبر على الفرار الى السعودية امام تقدم الحوثيين جنوبا في اذر/مارس.

والاحد، دخلت مئات من قوات دول الخليج الاعضاء في التحالف العسكري الى عدن مع عشرات من الدبابات والمدرعات الاخرى للمساعدة في “تأمين” المدينة، وفق ما قال مصدر عسكري لوكالة فرانس برس.

وتعرضت عدن لدمار كبير جراء اربعة اشهر من غارات التحالف العسكري فضلا عن المعارك على الارض، الى ان باتت المدينة اليوم عبارة عن مبان مدمرة وانابيب صرف صحي محطمة، كما انها محرومة من امدادات المياه والكهرباء.

ولا يزال بعض العتاد العسكري والالغام غير المنفجرة التي تركها المتمردون خلفهم يشكل خطرا على المدنيين.

وقالت مصادر طبية الثلاثاء ان 18 شخصا قتلوا على الاقل واصيب العشرات خلال الساعات الـ24 الماضية، قتلوا غالبيهم في الاحياء الواقعة شمال المدينة التي شهدت آخر المعارك قبل انسحاب الحوثيين في منتصف تموز/يوليو.

وبدأت المساعدات الانسانية تنقل الى المدينة منذ سيطرة القوات الموالية للحكومة عليها.

ويحتاج نحو 80 % من السكان في اليمن اي 21 مليون شخص لمساعدات، في حين ان اكثر من عشرة ملايين يجدون صعوبة في ايجاد الطعام والماء، بحسب الامم المتحدة.

واعلن تيري غوفو منسق المشاريع في عدن في منظمة اطباء بلا حدود غير الحكومية خلال مؤتمر صحافي في باريس الثلاثاء ان “السكان في اليمن يعانون نقصا في الطعام والقطاع الصحي على وشك الانهيار. لم ار في حياتي مثل هذا المستوى من العنف”.

واعلنت جيبوتي الاثنين حاجتها الى المساعدات الانسانية بعد تدفق جديد للاجئين الهاربين من النزاع في اليمن الذي اسفر عن مقتل اربعة آلاف شخص، نصفهم من المدنيين وفق الامم المتحدة.

وبحسب مفوضية الامم المتحدة للاجئين فان حوالى 10 آلاف يمني وصلوا الى جيبوتي منذ بداية النزاع، بينهم العديد من الجرحى.

وذكرت المفوضية الثلاثاء ان حوالى مئة الف يمني فروا من البلاد منذ نهاية اذار/مارس.

وبالرغم من خسارتهم عدن، الا ان الحوثيين يسيطرون على مناطق واسعة من اليمن، من ضمنها العاصمة صنعاء التي وضعوا يدهم عليها في ايلول/سبتمبر الماضي.

ودعت الامم المتحدة مرارا الى وقف اطلاق النار كما استضافت محادثات سلام في جنيف في حزيران/يونيو. الا ان تلك المحادثات باءت بالفشل حتى ان الاطراف المتنازعة لم تلتق في غرفة واحدة.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية