استمرت الهجمات ضد الاسرائيليين الاثنين مسفرة عن مقتل اسرائيلي وثلاثة فلسطينيين من المهاجمين بما في ذلك في القدس، فيما اعلنت اسرائيل تعزيز الاجراءات الامنية في الضفة الغربية المحتلة، وذلك عشية زيارة لوزير الخارجية الاميركي جون كيري.

وقتل ثلاثة فلسطينيين بينهم فتاة برصاص القوات الاسرائيلية بعدما قاموا بعمليات طعن او محاولات طعن بالسكين.

ويصل وزير الخارجية الاميركي في ظل تصعيد في اعمال العنف ادى الى مقتل خمسة اسرائيليين وستة فلسطينيين واميركي في خمسة ايام بعد فترة وجيزة من الهدوء النسبي.

ويلتقي كيري صباح الثلاثاء رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس عصرا ليبحث معهما اجراءات عملية من شانها تهدئة الاوضاع.

غير ان نتانياهو اعلن تدابير ستنعكس مباشرة على الحياة اليومية للفلسطينيين اذ سيطلق يد القوات الامنية لتطبيقها واكد "لن نفرض اي قيود على انشطة جيش الدفاع والاجهزة الأمنية".

وتتضمن هذه الاجراءات تشديد اجراءات تفتيش السيارات الفلسطينية وشق طرق التفافية خاصة بالاسرائيليين والغاء اجازات العمل في اسرائيل لعائلات منفذي اعتداءات.

وتحض الولايات المتحدة والاسرة الدولية الاسرائيليين والفلسطينيين على اتخاذ تدابير عملية للتهدئة من اجل الحد من موجة اعمال العنف التي اوقعت اكثر من 110 قتلى منذ مطلع تشرين الاول/اكتوبر.

- عودة العنف الى القدس -

ومن اولويات الادارة الاميركية ايضا تعزيز موقع سلطة فلسطينية في وضع صعب سياسيا وماليا خشية ان يؤدي انهيارها الى فراغ خطير.

وتشهد القدس والاراضي الفلسطينية واسرائيل موجة من اعمال العنف تستمر منذ اسابيع باعثة مخاوف من قيام انتفاضة.

وقتل الاثنين جندي اسرائيلي واصيب اخر بجروح في عملية طعن نفذها فلسطيني عند محطة وقود قرب بلدة نعلين على محور مهم يربط بين القدس وتل ابيب ويعبر قسما من الضفة الغربية المحتلة، على ما افاد الجيش الاسرائيلي مشيرا الى مقتل الفلسطيني وهو بحسب وزارة الصحة الفلسطينية احمد جمال طه من بلدة قطنة.

كما قتل الجيش الاسرائيلي فلسطينيا حاول طعن جندي بالسكين عند حاجز حوارة، جنوب مدينة نابلس بالضفة الغربية. وافادت مصادر امنية فلسطينية ان الفتى هو علاء خليل خشاش من مخيم عسكر شرقي مدينة نابلس.

وبعدما شهدت اضطرابات استمرت اسابيع بقيت القدس منذ 10 تشرين الثاني/نوفمبر بمنأى من المواجهات في ظل انتشار مكثف للشرطة والجيش واثر اتفاق تم التوصل اليه في نهاية تشرين الاول/اكتوبر بين الاردن واسرائيل برعاية كيري نص على اتخاذ تدابير جديدة بخصوص المسجد الاقصى.

غير ان القدس شهدت مجددا اعمال عنف الاثنين مع مقتل فتاة فلسطينية في الـ16 من العمر واصابة اخرى في الـ14 بجروح بالغة بعد ان اطلقت الشرطة النار عليهما اثر طعنهما رجلا يناهز السبعين بالمقص قرب سوق محانيه يهودا في وسط القدس الغربية.

وتبين لاحقا ان الرجل الذي اصيب بجروح طفيفة فلسطيني من الضفة الغربية لا يعرف ما اذا تم استهدافه خطأ.

- فتاتان ببدلة مدرسية -

وبعد وقوع الهجوم اظهر شريط فيديو صورته كاميرا مراقبة الفتاتين ترتديان على ما يبدو زيا مدرسيا وتحملان حقيبتين مدرسيتين وقد بدا عليهما الاضطراب، تشهران مقصين في مواجهة ثلاثة رجال يحاصرونهما على مسافة بضعة امتار شاهرين عليهما مسدسات.

وتثب احدى الفتاتين متوعدة صوب احد الرجال فيما تستند الثانية الى جدار على مسافة وتواصل التلويح بالمقص وهي الاولى التي قتلت.

وقام الشرطي ذاته على ما يبدو بعد ذلك بقتل الفتاة الثانية وتظهر الفتاتان ممددتين ارضا. ولا يسمح الصوت المنخفض للغاية في الفيديو الذي التقطته كاميرا مراقبة بالجزم ما اذا كان واصل اطلاق النار على الفتاتين بعدما سقطتا ارضا.

ومنذ الاول من تشرين الاول/اكتوبر، قتل 92 فلسطينيا بينهم عربي اسرائيلي واحد و17 اسرائيليا اضافة الى اميركي واريتري، بحسب حصيلة اعدتها وكالة فرانس برس، في اعمال عنف تخللتها مواجهات بين فلسطينيين واسرائيليين واطلاق نار وعمليات طعن.

وتقول الشرطة الاسرائيلية ان نحو نصف الفلسطينيين قتلوا برصاص عناصرها او الجيش خلال تنفيذهم هجمات بسكاكين على اسرائيليين.

وبحسب واشنطن فان كيري لا يطمح خلال زيارته هذه الى اعادة الطرفين الى طاولة مفاوضات السلام بل يحاول فقط حضهما على احتواء حدة التوتر.