مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

اليونسكو تبدأ اجراءات انتخاب مدير جديد

صورة لمديرة اليونسكو ايرينا بوكوفا التقطت في كانون الثاني/يونيو 2017 في باريس afp_tickers

تستعد اليونسكو لتعيين مدير عام جديد لهذه الوكالة التابعة للامم المتحدة يكلف بصورة أساسية إعادة التوافق إلى منظمة أضعفتها الخلافات السياسية.

ينتخب المجلس التنفيذي الذي يعقد اجتماعا اعتبارا من الاربعاء وحتى 18 تشرين الاول/اكتوبر الحالي خلفا للبلغارية ايريكا بوكوفا التي تنهي ولايتها الثانية على رأس منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة.

خاض غالبية المرشحين الثمانية للمنصب حملة تدعو الى مقاربة متعددة الاطراف للمشاكل والعمل من اجل اصلاحات ضرورية وتعزيز الجهود المركزة على التعليم واكتساب المهارات في مختلف مراحل الحياة والتي يخصص لها حيز كبير من ميزانية اليونسكو.

وفي هذا السياق، ترى المصرية مشيرة خطاب ان التعليم “الطريق الاساسي نحو ثقافة السلام”، بينما يعتبر الصيني كيان تانغ انه “حق اساسي” والفرنسية اودري ازولاي انه “اساس النمو والمساواة بين الجنسين”، بحسب الوثائق التي تحدد رؤيتهم الاستراتيجية للمنظمة.

من جهتها، تشير المرشحة اللبنانية فيرا الخوري دون مواربة الى التحديات التي تواجهها اليونسكو “لتحافظ على مصداقيتها” وهي “الحد من التسييس المفرط لنشاطاتها ما حولها الى مكان خلاف”.

– القدس والخليل –

ويشدد مصدر دبلوماسي على ان “كل المرشحين متفقون على ضرورة ايجاد سبل للخروج من حالة التسييس”.

يظل الملف الاسرائيلي الفلسطيني مع مواقف اليونسكو المتناقضة حيال القدس والخليل ماثلا وانضمام فلسطين الى المنظمة العام 2011 ما حمل الولايات المتحدة على وقف تمويلها.

وتشكل مساهمة الولايات المتحدة نحو ربع ميزانية المنظمة “التي باتت في وضع هش بسبب الوسائل المالية والبشرية المحدودة في تصرفها”، بحسب مصدر دبلوماسي.

وبات الاتحاد الاوروبي ودوله الممول الاول للمنظمة (40% من الميزانية).

يقول فرنسوا شوبيه استاذ التاريخ المعاصر “احد التحديات الكبرى تكمن في اعادة الولايات المتحدة الى صفوف الممولين”، مضيفا ان “المنظمة شهدت دائما صراعات نفوذ خصوصا خلال الحرب الباردة وفترات ما بعد الاستعمار. الا ان الخلافات اقل حدة عما كانت عليه قبل عشرين عاما”.

– حاجة الى “مقدرة قيادية” –

لمواجهة هذا الوضع يدعو المرشحان الفرنسية والصيني الى حل بسيط “اظهار مقدرة قيادية على رأس اليونسكو عند مخاطبة الجميع”، بحسب مصادر دبلوماسية فرنسية، وتعيين “مدير قوي لديه رؤية تحتاج اليها اليونسكو”، بحسب تانغ.

لكن من سيكون هذا المدير؟ يحظى كل من تانغ وازولاي وخطاب بحظوظ جيدة.

تطالب الدول العربية بالمنصب اذ لم تحصل عليه ابدا لكن النصوص لا تفرض اي مداورة كما ان المرشحين العرب موزعين بين مصر والعراق ولبنان وقطر.

وأعرب المسؤولون عن حملة خطاب عن الاسف ل”غياب الاجماع الذي يضعف الكتلة العربية”.

وتخشى مصر خصوصا فوز القطري حمد بن عبد العزيز الكواري بعد ان قطعت اربع دول عربية بينها مصر علاقاتها الديلوماسية مع قطر في حزيران/يونيو الماضي.

يقول مصدر دبلوماسي لبناني ان لبنان يحاول اقناع “المسؤولين في العراق ومصر وقطر التشديد اولا على حق الدول العربية في شغل المنصب”.

لكن هذا المصدر يضيف ان المنافسة ستكون حادة امام مرشحي فرنسا والصين اللتين تتمتعان بنفوذ كبير على الساحة الدولية.

قدمت فيتنام واذربيجان مرشحين ايضا لكن المرشح التاسع من غواتيمالا خوان الفونسو فوينتيس انسحب من السباق في 25 ايلول/سبتمبر الماضي.

ويحاول كل مرشح كسب الدعم بين الدول ال58 الاعضاء في المجلس التنفيذي للمنظمة الذين سيحال خيارهم امام الجمعية العامة (195 دولة عضو) لتوافق عليه في 10 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.

سيتم التصويت على مرحلة او عدة مراحل اعتبارا من الاثنين وذلك بعد يوم عمل للمجلس التنفيذي. ويمكن اجراء حتى اربع دورات اقتراع في حال لم يحصل اي مرشح على الغالبية القصوى. واذا اضطرت الحاجة لاجراء دورة خامسة فستكون بين المرشحين اللذين تصدرا الدورة الرابعة.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية