مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

اوبك تبقي على انتاجها كما هو وتعين امينا عاما جديدا

شعار منظمة اوبك afp_tickers

ابقت منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) على انتاجها من الخام خلال اجتماعها في فيينا الخميس، ونجحت في اختيار امين عام جديد لها هو النيجيري محمد باركندو.

وصرح الامين العام الحالي للمنظمة عبد الله البدري ان المنظمة لم تتفق على تحديد سقف جديد للانتاج مؤكدا “من الصعب جدا الاتفاق على كمية الانتاج. ولكن في الوقت ذاته فان الكمية التي ننتجها الان معقولة بالنسبة للسوق التي تتقبلها”.

ولم يكن الابقاء على سقف الانتاج دون تغيير مفاجئا للاسواق التي توقعت ان تبقي المنظمة على سقف انتاجها.

ففي وقت سابق من الخميس اعربت السعودية عن ثقتها بان اسعار النفط ستواصل انتعاشها معززة التوقعات بان تقرر المنظمة مواصلة انتاجها من النفط كالمعتاد في اجتماعها الذي تعقده في فيينا.

واكد وزير الطاقة السعودي خالد الفالح قبل اجتماع اوبك ان المنظمة “راضية جدا” عن سوق النفط مشيرا الى ان “عودة التوازن” الحالي الى السوق يساعد على دفع اسعار النفط الى الارتفاع.

وصرح الفالح للصحافيين “الجميع راضون عن السوق التي بدات في استعادة توازنها الان. والطلب صحي وقوي تماما، وامدادات الدول غير الاعضاء في اوبك تنخفض. وستستجيب الاسعار لعودة التوازن الى السوق”.

وتقليديا كانت المنظمة تلجأ الى خفض الانتاج لدفع الاسعار الى الارتفاع. الا انه ورغم انخفاض الاسعار الى اقل من النصف لتصل الى 25 دولارا للبرميل في كانون الثاني/يناير مقارنة مع اكثر من 100 دولار في 2014، اختارت اوبك بقيادة السعودية ان لا تخفض الانتاج.

ويقول خبراء ان المنظمة التي تضم 13 بلدا ابقت على انتاجها من النفط كما هو للضغط على منافسيها خاصة منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة، والمحافظة على حصتها في السوق.

ويبدو ان هذه الخطة بدأت تعطي ثمارها رغم انها استغرقت وقتا طويلا ووضعت ضغوطا مالية على السعودية وكذلك على فنزويلا.

ويشهد انتاج الدول غير الاعضاء في اوبك انخفاضا، وارتفعت اسعار النفط الاسبوع الماضي الى ما فوق 50 دولارا للبرميل لفترة وجيزة لاول مرة منذ ستة اشهر، رغم انها عادت الى الهبوط بعد ذلك.

وتعني الخصومة بين السعودية وايران العضوين في اوبك، انه من غير المستبعد التوصل الى اتفاق لخفض الانتاج على اية حال.

وتخلت اوبك في اجتماعها الاخير في كانون الاول/ديسمبر عن هدف انتاجها وهو 30 مليون برميل يوميا والذي عادة ما تتجاوزه المنظمة الى نحو 32 مليون برميل يوميا.

وزادت ايران انتاجها من النفط بشكل كبير منذ كانون الثاني/يناير بعد بدء سريان الاتفاق النووي الذي توصلت اليه مع الدول الكبرى في 2015، ويستبعد ان تكون مستعدة لوقف انتاجها الان.

والاربعاء قال وزير النفط الايراني بيجان زنقانة ان زيادة صادرات ايران النفطية بمقدار الضعف عقب رفع العقوبات الدولية عنها لم يؤثر سلبا على اسواق النفط العالمية.

والخميس قال ان تحديد سقف مشترك لانتاج دول الاوبك “لا يعني شيئا” دون الاتفاق على حصص انتاج الاعضاء.

وابدت دول اعضاء في المنظمة وهي فنزويلا والجزائر والعراق الخميس استعدادا لفرض سقف على انتاج كل منها.

وقال وزير النفط الفنزويلي يولوغيو ديل بونو “نقترح نظاما يحدد مدى للانتاج بسقف ادنى واقصى”. واكتفى الفالح بالقول ان ذلك هو مجرد خيار.

– +لا تهمنا الاسعار+ –

ولم تشارك ايران في الاجتماع بين الدول الاعضاء وغير الاعضاء في اوبك ومن بينها روسيا، والذي عقد في الدوحة في 17 نيسان/ابريل وفشل فشلا ذريعا. ولم يتم خلال الاجتماع الاتفاق على تجميد انتاج النفط الذي تم اقتراحه لرفع الاسعار.

وتشهد السعودية تغييرات كبيرة وسط مساعي ولي ولي العهد الشاب محمد بن سلمان الى اعادة هيكلة اقتصاد البلاد لخفض اعتماده على النفط. وطرحت السعودية “رؤية 2030” التي اشتملت على طرح حصة من شركة “ارامكو، النفطية العملاقة للاكتتاب العام وانشاء صندوق سيادي بقيمة الفي مليار دولار.

واعلنت شركة اوبر الاميركية الناشئة ان صندوق الاستثمارات العامة السعودي استثمر فيها 3,5 مليارات دولار.

وبعد فشل اجتماع الدوحة قام الامير الشاب (30 عاما) الشهر الماضي بتعيين خالد الفالح وزيرا للطاقة بدلا من علي النعيمي. ويعتقد ان الفالح اقل استعدادا لخفض انتاج بلاده من النفط.

وقد يعود الخلاف بين السعودية وايران الى السطح مرة اخرى في حال انخفاض اسعار النفط مجددا، مثلا اذا ارتفع سعر الدولار الاميركي.

ويقلق ذلك دول اوبك الافقر ومن بينها فنزويلا التي يعاني اقتصادها من النقص الحاد في الاغذية والتضخم الذي يتوقع ان يصل الى 700% في 2016.

الا انه من المستبعد ان يدفع ذلك بالسعوديين الى تغيير موقفهم.

وكان الامير محمد بن سلمان صرح في مقابلة مع بلومبرغ في نيسان/ابريل “لا تهمنا الاسعار 30 دولارا او 70 دولارا، انها جميعها ذاتها بالنسبة لنا”.

من ناحية اخرى اتفقت المنظمة على اختيار النيجيري باركندو الرئيس السابق لشركة النفط الوطنية النيجيرية خلفا لليبي عبد الله البدري الذي تولى هذا المنصب منذ 2007.

كان من المقرر ان تنتهي مهام البدري في 2012 الا انه بقي في منصبه نظرا لعدم اتفاق دول الاوبك على خليفة له.

وكان من المرشحين الاخرين للمنصب الفنزويلي علي رودريغرز الذي شغل منصب الامين العام في الفترة من 2001 حتى 2002، والاندونيسي ماهندرا سيرغار.

وصرح وزير الطاقة السعودي “اخترنا اخيرا امينا عاما، وهذا امر جيد. وهو شخص مرموق ومؤهل”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية