مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

بايدن يأسف لقوله إنّ الأميركي الاسود “ليس كذلك” في حال اختار ترامب رئيساً

جو بايدن في مدينة ولمينغتون بولاية ديلاوير، 12 آذارا/مارس 2020 afp_tickers

أعرب المرشح الديموقراطي إلى البيت الأبيض جو بايدن الجمعة عن أسفه لتصريحات أثارت ضجة بقوله لمقدّم برامج إذاعية إنّه “ليس أسود” إذا كان يتطلع للتصويت لمنافسه دونالد ترامب في تشرين الثاني/نوفمبر.

وقال نائب الرئيس الأميركي السابق (77 عاما)، “ما كان علي أن أكون قليل حياء إلى هذه الدرجة”، متراجعاً عن هذه التصريحات “المؤسفة”.

وشدد على أنّه “لا يتوجب على أحد أن يصوّت لحزب بالاستناد إلى عرقه، دينه، أصوله”، وذلك في اتصال أجراه مع رجال أعمال سود.

ووقعت المسألة خلال مقابلة أجراها بايدن مع “شارلمان ذا غود” الذي يشارك في تقديم حصة إذاعية شهيرة عبر أثير راديو “ذي برايكفست كلوب” في نيويورك وبثّت الجمعة.

وحين قال بايدن إنّه يتوجب عليه إنهاء المقابلة، بعد مرور نحو 17 دقيقة، أجابه محاوره “اسمعني، عليك أن تأتي لزيارتنا حين تأتي إلى نيويورك (…) لدينا المزيد من الأسئلة” لنطرحها عليك قبل انتخابات 3 تشرين الثاني/نوفمبر.

فقال جو بايدن “لديكم المزيد من الأسئلة؟ سأقول لك شيئاً، إذا كانت لديك مشكلة في تحديد خيارك بيني وبين ترامب، إذاً أنت لست أسود”.

واعتبر فريق ترامب الانتخابي، عبر تويتر، أنّ هذا الحديث “مثير للاشمئزاز”، فيما قال ابن الملياردير الجمهوري دونالد ترامب جونيور، إنّ لبايدن “عقلية عنصرية، مثيرة للاشمئزاز ومهينة (للقيم) الإنسانية”.

وعلّق تيم سكوت السناتور الجمهوري الأسود الوحيد، بأنّه “سبق ل1,3 مليون من الأميركيين السود أن صوّتوا لترامب في 2016. وصباح هذا اليوم، قال جو بايدن إلى كل واحد منا إننا +لسنا سود+”.

وتابع “يمكن القول إنني متفاجئ، ولكن للأسف فإنّ ما قيل يتطابق مع نزعة الديموقراطيين في الاعتقاد بأنّ أصوات السود مضمونة”.

ويمكن لهذه الحجة أن تثير ضجة بين بعض الناخبين السود الذي يعربون عن أسفهم لأنّ الديموقراطيين وهيلاري كلينتون اعتقدوا في 2016 أنّ اصواتهم مضمونة ما جعلهم غير مبالين بتعزيز الحملات الانتخابية التي تستهدفهم، وفي الواقع أدى إلى تراجع نسبة مشاركتهم مقارنة بعهدي باراك اوباما.

بيد أنّ اجتذابهم أمر حيوي بالنسبة إلى بايدن للفوز بالانتخابات الرئاسية في 3 تشرين الثاني/نوفمبر.

وقال بايدن في سياق اعتذاره: “لم أعتبر أبداً، أبداً، انّ (اصوات) الاميركيين الافارقة مكتسبة مسبقاً”.

وشدد على أنّه جاهز في اي وقت لمقارنة سجّله بالخصوص مع سجل دونالد ترامب، وذكّر بتصريحات فضائحية للأخير على غرار تصنيفه دولا إفريقية بكونها “دول قذرة”. كما أنّه اتهم ترامب بتنفيذ سياسات تسيء للسود.

ويتهم دونالد ترامب باستمرار بالعنصرية وبأنّه يحافظ على الغموض تجاه القوميين البيض. وشعبيته متدنية لدى الناخبين السود.

– “خوف من ترامب” –

لدى سؤال المحاور الإذاعي عن الجدال، قال إنّ “السود استثمروا كثيراً في هذا الحزب (الديموقراطي) عندما لم يكن الاستثمار عظيماً”.

وتابع في بيان على موقع “ميديايت” أنه، “لا يمكن أن يُطلب إليّ أن أخاف ترامب أكثر من الرغبة في تحقيق شيء لمجتمعي”.

ويحظى جو بايدن المعروف كثيرا بهفواته، بشعبية بين السود، وقد ساهمت كتلة ناخبة في تأمين فوزه في الاقتراع التمهيدي للحزب الديموقراطي إثر منحه فوزا كبيراً في ولاية كارولاينا الجنوبية في نهاية شباط/فبراير. وسمح له ذاك الفوز بتصدّر السباق مجدداً في واحدة من أكثر عمليات الاستنهاض إثارة في التاريخ السياسي الأميركي.

وندد المرشح الديموقراطي خلال المقابلة نفسها بكيفية تعامل إدارة ترامب مع الوباء. وقال إنّ “هذه الأزمة تفضح العنصرية المؤسساتية التي لا تزال سائدة في مجتمعنا”.

وكان المحاور توجه إلى بايدن بأنّ البعض يحثونه على اختيار مرشحة سوداء لمنصب نائب الرئيس إذ إنّ “السود أنقذوا حياتك السياسية خلال الانتخابات التمهديدية” للحزب الديموقراطي.

وردّ جو بايدن بأنّه يفكر ب”عدة نساء سوداوات”. وتبرز ضمن التكهنات عضو مجلس الشيوخ والمرشحة السابقة إلى الانتخابات الرئاسية كامالا هاريس، كما المرشحة السابقة إلى منصب حاكم جورجيا ستايسي ابرامز أو حتى النائب فال دمينغس.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية