مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

بعد ست سنوات من الهجوم على “شارلي إيبدو” حادثة طعن تعيد مشاهد الرعب إلى المنطقة

عناصر من الشرطة في باريس بعد هجوم رجل بالسلاح الأبيض في العاصمة الفرنسية أسفر عن إصابة شخصين في 25 أيلول/سبتمبر 2020 afp_tickers

نفّذ رجل الجمعة هجوما بسلاح أبيض أسفر عن إصابة شخصين في الشارع المجاور للمقر السابق لشارلي إيبدو في باريس، في عملية تزامنت مع محاكمة شركاء مفترضين لمنفذي الهجوم الذي استهدف الصحيفة الساخرة قبل خمس سنوات ونصف السنة.

واستلمت النيابة العامة الفرنسية لمكافحة الإرهاب التحقيق في القضية التي أحيت ذكرى العام 2015 المؤلمة في فرنسا التي شهدت خلاله هجمات في كانون الثاني/يناير على شارلي إبدو وتلك الأكثر دموية في 13 تشرين الثاني/نوفمبر.

ورجّح وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان أن يكون الهجوم “عملا إرهابيا إسلاميا”، وأوضح الوزير في تصريح لمحطة “فرانس 2” التلفزيونية الفرنسية أن الهجوم وقع “في الشارع الذي كان يضم مقر شارلي إيبدو، وهذا هو النهج المتبع من قبل الإرهابيين الاسلاميين ومما لاشك فيه هو هجوم دام جديد على بلدنا”.

ويعمل الجريحان في وكالة “بروميير لينيه” لكن حالتهما “ليست في خطر” على ما أعلن رئيس الوزراء جان كاستيكس الذي تفقد موقع الحادث في شارع نيكولا أبّير في شرق باريس الذي انتشر فيه عناصر من الشرطة.

وكتب الأمين العام لمنظمة “مراسلون بلا حدود” كريستوف ديلوار على تويتر “إنه أمر مأسوي أن نرى مجددا صور هجوم في (شارع) نيكولا أبّير بعد خمس سنوات ونصف السنة على الهجوم ضد شارلي (إيبدو). هذا العنف يشكل خطرا علينا جميعا، في فرنسا وأماكن أخرى” من العالم.

وأكد جان كاستيكس “التزام” الحكومة “حرّية الصحافة وإرادتها محاربة الإرهاب بكل الوسائل الممكنة”.

دعا رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الجمعة إلى مكافحة الإسلاموفوبيا، منتقدا صحيفة “شارلي إيبدو” الأسبوعية الساخرة في خطاب مسجل منذ عدة أيام لا رابط واضح بينه وبين الهجوم المنفذ في باريس الجمعة.

ودان خان وجود “نزعات فاقمت الإسلاموفوبيا” وكذلك “استمرار استهداف المسلمين دون أي عقاب في عدد من الدول”.

– توقيف المشتبه به الرئيسي –

وعبّرت إدارة صحيفة شارلي إبدو التي انتقلت إلى مقر سري وتحت حماية مشددة منذ الهجوم الذي أودى بحياة 11 من هيئة تحريرها عبر تويتر “عن دعمها وتضامنها مع جيرانها السابقين والأشخاص المتضررين من هذا الهجوم البغيض”.

وأوضح المدعي العام في باريس ريمي هيتز الذي حضر على الفور إلى مكان الحادث أن “المشتبه به الرئيسي أوقف وهو الآن في الحبس لدى الشرطة”، ولفت إلى أنه تم القبض على شخص ثان للتحقق من “علاقته بالمنفذ الرئيسي” للهجوم.

وقالت النيابة العامة الفرنسية لمكافحة الإرهاب إنها فتحت تحقيقا بشأن “محاولة اغتيال مرتبطة بعمل إرهابي” و”جمعية إرهابية إجرامية”.

وأوضح رئيسها جان-فرانسوا ريكار أن المشتبه به شاب يبلغ من العمر 18 عاما وتشير الدلالات الأولية إلى أنه ولد في باكستان وأوقف في حزيران/يونيو لحيازته سلاحا أبيض.

وأضاف أن شخصا آخر جزائري الجنسية يبلغ من العمر 33 عاما أوقف في ساحة باستيل في وقت لاحق لاستجوابه وتحديد صلات محتملة بـ “الجاني الرئيسي”.

وروت شاهدة تعمل في وكالة “بروميير لينيه” التي يقع مقرها في هذا الشارع “كان اثنان من زملائي يدخنان أسفل المبنى في الشارع. سمعت صراخا. ذهبت إلى النافذة ورأيت أحدهما ملطخا بالدماء يطارده رجل يحمل ساطورا”.

وكانت وكالة الأنباء هذه المجاورة لصحيفة شارلي إيبدو شاهدة على الهجوم الذي نفذه الأخوان كواشي في العام 2015 في مقر هيئة تحرير الصحيفة الأسبوعية.

– منطقة مغلقة –

وقال حساني عروان (23 عاما) وهو مصفف شعر يعمل في صالون قرب مكان الحادث “قرابة الظهر، ذهبنا لتمضية استراحة الغداء في مطعم. عندما وصلنا، راحت صاحبة المطعم تصيح +انصرفوا انصرفوا حدث هجوم+… خرجنا مسرعين ودخلنا الصالون وأغلقناه وبقينا فيه حيث كانت أيضا أربع زبونات”.

في السابع من كانون الثاني/يناير 2015، قتل الأخوان شريف وسعيد كواشي 11 شخصا في هجوم استهدف هيئة تحرير الصحيفة الأسبوعية الساخرة قبل أن يلوذا بالفرار ويقتلا شرطيا.

في اليوم التالي، قتل أميدي كوليبالي شرطية في مونروج في ضواحي باريس، وفي التاسع من كانون الثاني/يناير، قتل أربعة أشخاص، جميعهم يهود، عندما احتجز رهائن في متجر “إيبر كاشير” على أطراف باريس الشرقية.

وقتلت الشرطة كوليبالي بعدما اقتحمت المتجر وقُتل الأخوان كواشي على أيدي القوات الخاصة في الشرطة الفرنسية في مطبعة لجآ إليها في دامارتان-اون-جول شمال شرق باريس.

وأدت سلسلة الاعتداءات التي شهدتها فرنسا منذ كانون الثاني/يناير 2015 إلى مقتل 258 شخصا. وما زال مستوى التهديد الإرهابي “مرتفعا جدا” بعد خمس سنوات على ذلك كما تقول وزارة الداخلية.

– تهديدات جديدة –

ويأتي هذا الهجوم في الوقت الذي تتعرض فيه هيئة تحرير صحيفة شارلي إيبدو لتهديدات جديدة منذ إعادة نشر الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد في 2 أيلول/سبتمبر تزامنا مع بدء المحاكمة التي تستمر حتى 10 تشرين الثاني/نوفمبر بشأن هجمات كانون الثاني/يناير 2015.

وبعد تعليق قصير للمحاكمة، استؤنفت الجلسة دون أن تذكر محكمة الجنايات الخاصة في باريس هذا الهجوم، وفق صحافية من وكالة فرانس برس.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، نقلت ماريكا بريت مديرة الموارد البشرية في شارلي إيبدو من منزلها بمرافقة الشرطة بسبب تهديدات اعتبرت خطيرة.

وعقب هذه التهديدات، طلب دارمانان “إعادة تقييم التهديدات التي يتعرض لها الصحافيون والمتعاونون مع شارلي إيبدو”.

ونشرت مئة وسيلة إعلامية من صحف ومجلات وقنوات تلفزيونية وإذاعية الأربعاء، رسالة مفتوحة تدعو الفرنسيين إلى التعبئة من أجل حرية التعبير.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية