مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

بوتين يتعهد بدعم عسكري للرئيس البيلاروسي لوكاشينكو لكنه يدعو الى الحوار

متظاهرون بيلاروسيون ضد الرئيس لوكاشينكو في مينسك afp_tickers

اعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس عن استعداده لنشر قوات في بيلاروس في حال تفاقم الوضع أكثر بعد الانتخابات الرئاسية، داعيا الاطراف الى ايجاد حل عبر التفاوض.

واكد رئيس بيلاروس الكسندر لوكاشينكو الذي يواجه منذ ثلاثة أسابيع احتجاجات غير مسبوقة، انه تلقى وعدا من موسكو ب”المساعدة” للحفاظ على امن البلاد.

وفي حديث مع التلفزيون الروسي قال بوتين ان روسيا مستعدة للتدخل في بيلاروس اذا دعت الحاجة في اطار اتفاقات امنية وعسكرية قائمة.

واعلن ان “الكسندر لوكاشينكو طلب مني تخصيص احتياطي من قوات الامن وفعلت ذلك” مضيفا انه يأمل في الا يضطر الى استخدامهم.

واضاف “اتفقنا على عدم استخدام احتياطي القوات قبل ان يخرج الوضع عن السيطرة وان تتخطى عناصر متطرفة بعض الحدود : ان يضرموا النار بالسيارات والمنازل والمصارف وان يحاولوا السيطرة على مبان ادارية”.

ودعا بوتين “كل اطراف هذه العملية الى ايجاد حل” للازمة.

ووصفت المعارضة تشكيل الاحتياط بانه “غير مقبول ومخالف للقانون الدولي”.

ودانت بولندا تصريحات بوتين ودعت موسكو الى “العدول فورا عن مخططاتها للتدخل عسكريا تحت ذرائع زائفة”.

من جهته دعا الامين العام لحلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبرغ موسكو الى “عدم التدخل” في بيلاروس.

وتؤكد المعارضة انها تريد التحاور مع لوكاشينكو وتطالب أيضا برحيله، في حين يرفض الرئيس اي تفاوض مكتفيا بالتحدث عن مشروع لمراجعة الدستور.

ويواجه لوكاشينكو احتجاجات غير مسبوقة منذ وصوله الى سدة الحكم في 1994. وتُنظم تظاهرات ضخمة للتنديد باعادة انتخابه لولاية رئاسية سادسة في التاسع من الجاري وحصوله على 80% من الاصوات. ويعتبر المحتجون ان المعارضة سفيتلانا تيخانوفسكايا التي لجأت الى ليتوانيا، هي الفائزة.

– ملاحقات “غير مقبولة” –

وفي العاصمة مينسك ومدن اخرى في البلاد تنظم التجمعات يوميا رغم تصريحات لوكاشينكو واعمال القمع.

وفي 16 و23 من الجاري تظاهر 100 الف شخص ضد لوكاشينكو ويأمل منتقدوه التظاهر مجددا الاحد.

ولا تزال السلطات أيضا تمارس الضغوط.

واستدعى المحققون الخميس ماريا كوليسنيكوفا في اطار ملاحقات اطلقت بحق “مجلس التنسيق” الذي شكل للترويج للعملية الانتقالية السياسية وهي عضو فيه.

وكما مرشحة جائزة نوبل للآداب سفيتلانا اليكسيفيتش امس رفضت كوليسنيكوفا الاجابة على اسئلتهم: “مارست حقي الدستوري بعدم تقديم شهادة تدينني”.

ومساء الخميس تم اقتياد مجموعة من 20 صحافيا بيلاروسيا واجنبيا الى مركز الشرطة “للتدقيق في الهويات” في الوقت الذي كانوا يستعدون فيه لتغطية تحرك للمعارضة.

واحتج مئات الاطباء في مينسك على طرد مدير مركز لامراض القلب بسبب دعمه للمعارضة على حد قولهم.

وصباح الخميس ابلغ سفراء الاتحاد الاوروبي في مينسك والدول الاعضاء فيه وزير الخارجية البيلاروسي ان الملاحقات التي تطال المعارضة “غير مقبولة” ودعوا السلطات الى القبول بالحوار.

ويأتي اللقاء مع وزير الخارجية فلاديمير ماكاي في الوقت الذي سيقرر فيه الاتحاد الاوروبي قريبا العقوبات التي ينوي فرضها على كبار المسؤولين البيلاروسيين الذين لعبوا دورا في اعمال القمع وتزوير الانتخابات.

واوقعت الاجراءات الوحشية التي اتخذت بحق المحتجين في الايام التي اعقبت الاقتراع، ثلاثة قتلى وعشرات الجرحى واعتقال أكثر من سبعة آلاف شخص.

وتم الافراج عن معظم المتظاهرين الموقوفين، لكن الدبلوماسيين الاوروبيين طلبوا ان يتمكنوا من زيارة السجون حيث لا يزال البعض مسجونين على خلفية شهادات تحدثت عن سوء معاملة وحتى تعذيب.

ودان لوكاشينكو الخميس الحرب الدبلوماسية والاعلامية في آن التي تقودها دول البلطيق وبولندا.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية