مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

بوتين يكشف طموحاته الافريقية في قمة غير مسبوقة في سوتشي

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال الجلسة العامة لقمة "روسيا-افريقيا" في سوتشي، 23 تشرين الأول/اكتوبر 2019 afp_tickers

افتتح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء “قمة روسيا-إفريقيا” الأولى من نوعها، متعهداً أمام عدد من المسؤولين الأفارقة مضاعفة التبادل التجاري مع دول القارة في السنوات الخمس المقبلة.

وبعد لقاء استمر لنحو ساعة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أطلق الرئيس الروسي أعمال القمة في مدينة سوتشي، مشدداً على إمكانات التنمية في القارة الافريقية.

وأمام عشرات رؤساء الدول والحكومات، أكد أنّ روسيا بإمكانها “أن تضاعف على أقل تقدير” تبادلاتها الاقتصادية مع القارة في السنوات الخمس المقبلة، مشيداً ب”الشركاء العديدين المحتملين الذين يتمتعون بآفاق تنمية جيدة جداً وإمكان نمو كبير”.

وتؤكد موسكو بتنظيم “قمة روسيا-افريقيا” الأربعاء والخميس، طموحاتها في قارة تراجعت فيها عقب انهيار الاتحاد السوفياتي بينما تقدّم الصينيون والأوروبيون بفارق كبير.

وبحضور 43 مسؤولاً افريقياً وثلاثة آلاف مشارك، ارتدت المدينة التي استضافت عام 2014 الألعاب الأولمبية، حلة افريقية لبضعة أيام.

وفي اروقة المبنى الذي يستضيف القمة، احتلت شركات الاسلحة مساحة واسعة، فيما يقوم رجال أعمال روس وأفارقة بالتلاعب بأحدث الأسلحة الأوتوماتيكية التي تعرضها “روسوبورونكسبورت”، الوكالة الروسية المكلفة تصدير الأسلحة.

وبخلاف الأسلحة، قلة من الشركات الروسية الأخرى كانت حاضرة. كان العدد نحو 20 من دون وجود أي مجوعة طاقة تقريباً، على الرغم من أنّه قطاع حيوي للحضور الروسي في الخارج.

وبين الدول الافريقية، اقتصرت المنصات على كينيا، جمهورية الكونغو الديموقراطية وجيبوتي التي كانت حاضرة عبر منصة لمرفئها.

وتطمح القمة رغم ذلك إلى الرد على “منتديات التعاون الصيني-الافريقي” التي أتاحت لبكين التحوّل إلى الشريك الأول للقارة الافريقية.

ويفترض أن يشهد يوما القمة نقاشات تراوح بين “التكنولوجيات النووية في خدمة تنمية افريقيا” و”المعادن الافريقية من أجل شعوب افريقيا”.

-“العلاقة الرائعة”-

وعد بوتين خلال الجلسة الافتتاحية أيضاً بأنّ تواصل روسيا دعم الدول الافريقية عبر محو ديونها، مؤكداً أنّ “المبلغ الإجمالي” يتخطى 20 مليار دولار.

ويشكّل حذف الديون نقطة رئيسية على صعيد سياسة روسيا في افريقيا، التي غالباً ما ترهن برامجها مع الدول المعنية بعقود تسليح.

والتقى رئيس جنوب افريقيا سيريل رامابوزا نظيره الروسي، ورحب ب”العلاقة الرائعة التي تجمعنا منذ وقت طويل”. ورأى في قمة سوتشي “فرصة لتعزيز علاقاتنا”.

كما التقى فلاديمير بوتين رئيس وزراء اثيوبيا ابيي احمد، وهنأه بالفوز بجائزة نوبل للسلام.

ومن المتوقع أن يلتقي أحمد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على هامش القمة الأربعاء، في وقت تتصاعد حدة التوتر بين البلدين على خلفية سد النهضة الذي تقيمه اديس ابابا.

كذلك التقى بوتين رئيس افريقيا الوسطى فوستين- ارشانج تواديرا الذي طلب من موسكو “أدوات فتاكة وعربات مصفحة لنقل الجنود”، كما طالب بتدخل روسيا لرفع حظر بيع الاسلحة عن بلاده.

وفي بداية 2018، وصل إلى افريقيا الوسطى اسلحة وعشرات “المستشارين العسكريين” الروس، ما سمح لموسكو بتحقيق عودتها إلى الساحة الافريقية.

وستنعقد هذه القمة كل 3 سنوات، وتكتسب أهميتها من واقع أنّ موسكو تحتاج لشركاء وأسواق بعد خمس سنوات من العقوبات الغربية.

وفي غمرة التوتر المتصاعد مع الدول الغربية، تشكل القمة أيضاً فرصة لموسكو لتظهر نفسها قوة ذات نفوذ عالمي بعد عودتها الكبيرة إلى الشرق الأوسط بفعل نجاحاتها السورية.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية