مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

بوروشنكو يعتبر ان اوكرانيا تخوض “حربا حقيقية” مع روسيا

الجندي الذي تقول السلطات الاوكرانية انه روسي تم أسره في لوغانسك يخضع للعلاج في المستشفى العسكري في كييف afp_tickers

اثار الرئيس الاوكراني بيترو بوروشنكو غضب الكرملين اليوم الاربعاء عندما حذر من ان بلاده التي مزقتها الازمة تخوض “حربا حقيقية” ضد المعتدين الروس قد تتصاعد في اي وقت.

وقال الرئيس الموالي للغرب ان عملية اسر اثنين من عناصر القوات الخاصة الروسية نهاية الاسبوع اثبتت ان العملية الانفصالية في الشرق الاوكراني الصناعي كانت غطاء لحملة مدبرة من موسكو تهدف الى تفتيت الدولة السوفياتية السابقة.

وقال بوروشنكو الذي يبلغ من العمر 49 عاما للبي بي سي ان “هذه ليست معركة مع الانفصاليين المدعومين من روسيا، هذه حرب حقيقية مع روسيا”. واضاف ان “القاء القبض على (…) جنديين من القوات الخاصة الروسية دليل قوي على ذلك”.

وعرضت السلطات الاوكرانية على وسائل الاعلام الثلاثاء جنديين روسيين قالت انها اسرتهما خلال معارك في لوغانسك قرب مقاطعة دونيتسك في شرق البلاد حيث بدأت المعارك بين الانفصاليين والقوات الموالية لكييف قبل اكثر من عام.

وفي اشرطة الفيديو عن استجوابهما التي نشرتهما اجهزة الامن الاوكرانية يقول الرجلان انهما ينتميان الى “اللواء الثالث للقوات الخاصة الروسية المتمركز في توغلياتي” على بعد 800 كلم الى جنوب شرق موسكو.

ويؤكدان في تسجيلات الفيديو انهما دخلا الى الاراضي الاوكرانية قبل اكثر من شهر مع حوالى مئتي عسكري روسي اخر للقيام بمهمات استخباراتية في شرق اوكرانيا مع قوات المتمردين الذين يواجهون قوات كييف.

وقال متحدث باسم الاستخبارات الاوكرانية ان المشتبه فيهما اتهما رسميا بالتورط في “انشطة ارهابية” واعطيا فرصة الاتصال باقاربهما في الوطن.

وتعترف موسكو بوجود “متطوعين” روس وجنودا متقاعدين في اوكرانيا، لكنها ترفض الاتهامات بان وجودهم هناك اتى بأوامر من القادة العسكريين الروس.

لكن ناشطين من المعارضة الروسية يحققان في مقتل ثلاثة اعضاء من الاستخبارات الروسية قالا انهما عثرا على قبور هؤلاء التي تظهر انهم قتلوا خلال الخدمة الفعلية في اوكرانيا.

واثار تعامل كييف مع الجنديين اللذين اعتقلا في لوغانسك وعرضهما في وسائل الاعلام العالمية الثلاثاء اغضب الكرملين، وهدد بزيادة عزم بوتين للحفاظ على كييف في الفلك الروسي لسنوات.

وقال المتحدث باسم بوتين ديمتري بيسكوف بشكل قاطع ان “الكرملين لا يتفق” مع ما قاله الزعيم الاوكراني لهيئة الاذاعة البريطانية. ونقلت وكالات الانباء الروسية عن بيسكوف قوله “قبل كل شيء يجب ان ندرك ان كييف لسوء الحظ، تشن حربا ضد مواطنيها”.

واضاف “هم الذين ياتون تحت النار، وهم الذين يموتون. ربما ينبغي ان نتحدث عن ذلك اولا”.

وجاءت هذه التعليقات بعد ساعات قليلة من قرار مجلس الوزراء الاوكراني بوقف جميع مبيعات المعدات العسكرية والفضائية المتقدمة لروسيا التي بدات وفقا لبنود اتفاقية تاريخية وقعت عام 1993.

وزودت اوكرانيا الروس بصواريخ زينيت لاطلاق الاقمار الاصطناعية العسكرية والتجارية والاستراتيجية المربحة. كما قامت ببناء المسرعات التي عززت صواريخ بروتون لنقل البضائع الى محطة الفضاء الدولية.

وتعتقد الامم المتحدة ان النزاع المستمر منذ اكثر من عام اسفر عن مقتل 6250 شخصا على الاقل، ونزوح اكثر من مليون شخص.

وفشل اتفاق الهدنة الثاني الذي وقعه بوروشينكو مع بوتين برعاية قادة المانيا وفرنسا في شهر شباط/فبراير الماضي.

وخسرت اوكرانيا ما لا يقل عن ثمانية جنود منذ يوم الاثنين، في اشتباكات في المقاطعتين المنفصلتين.

ورغم اتهام كييف روسيا بتجدد العنف عبر ارسال مزيد من قواتها، وافقت على عقد جولة جديدة من المفاوضات حول وقف اطلاق النار وتسوية سياسية مع ممثلي المتمردين في مينسك، عاصمة بيلاروسيا، يوم الجمعة.

ومثل هذه المحادثات حدت من تصاعد المواجهة الشاملة في الشرق الاوكراني، وهو احتمال يراه بوروشينكو حقيقة. وقال الرئيس الاوكراني “اعتقد انهم يستعدون لهجوم واعتقد اننا يجب ان نكون مستعدين”.

واضاف انه ليس لديه “ثقة” في بوتين ولكن ليس لديه خيار سوى السعي الى تفاهم معه.

وصرح “اشك بان تتحرر ارضي (من القوات الروسية) بالطرق العسكرية”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية