مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تشكيك في سوريا في التهديدات الاميركية بضرب الجيش السوري

فني يوجه مقاتلة طراز سوبر هورنت على متن حاملة الطائرات الاميركية ثيودور روزفلت afp_tickers

وجهت صحيفة الثورة السورية الحكومية الثلاثاء انتقادا لاذعا الى الولايات المتحدة معتبرة ان المقاتلين المعارضين الذين دربتهم وهددت بضرب الجيش السوري في حال تعرضه لهم، “ليسوا سوى الوجه الاخر للتطرف”، في حين شكك مسؤول امني سوري بجدية هذه التهديدات واعتبرها “طروحات اعلامية”.

وكان المتحدث باسم البيت الابيض جوش ايرنست اعلن الاثنين ان على النظام السوري “الا يتدخل” في العمليات التي تقوم بها القوات المعارضة التي دربتها الولايات المتحدة لمحاربة الجهاديين والا فان “خطوات اضافية” قد تتخذ للدفاع عنها.

واضاف ايرنست ان الولايات المتحدة “ملتزمة استخدام القوة العسكرية عند الضرورة لحماية مقاتلي المعارضة السورية الذين دربهم وجهزهم التحالف”.

وكتبت صحيفة الثورة ان “اولئك الارهابيين الذين تتنطح (الولايات المتحدة) لحمايتهم ليسوا الا الوجه الاخر للتطرف الذي تعانيه سوريا وسوف تحاربهم حتى القضاء عليهم”.

واضافت “ان اصرار +الدولة العظمى+ على الدفاع عن اولئك المدربين على ايديها يؤكد كذبة محاربة داعش الذي شكلت من اجله تحالفا دوليا يؤدي عروضا مسرحية وافلاما هوليوودية على الاراضي السورية والعراقية”.

وتطلق دمشق تسمية “الارهابيين” على الاطراف التي تواجهها منذ بداية الصراع في البلاد سواء كانوا محتجين سلميين او مقاتلين او جهاديين ينتمون الى تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا.

ويشن الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة منذ ايلول/سبتمبر 2014 ضربات جوية على مواقع هذين التنظيمين المتطرفين. ولم تقم الولايات المتحدة، التي طالبت عدة مرات برحيل الرئيس السوري بشار الاسد، باي عملية عسكرية ضد قواته.

وقلل مسؤول امني سوري رفيع في دمشق من اهمية التهديدات الاميركية.

وقال هذا المسؤول طالبا عدم كشف اسمه لوكالة فرانس برس “ان التهديدات الاميركية لا تعدو كونها طروحات اعلامية … لقد صرحت الولايات المتحدة منذ تاسيس الائتلاف الدولي بانها ستحارب الارهاب لكن الواقع الميداني على الارض (ان الجيش السوري) هو الذي يحدد مسار المعركة”.

واضاف “انهم يطلقون تصريحات منذ ثلاث سنوات حول انشاء منطقة عازلة (في شمال سوريا) الا ان التمنيات شيء والواقع شيء اخر”.

ولفت هذا المسؤول الى انه “في الحرب كل شيء ممكن ولكن قراءتنا تفيد بان الامور تتجه نحو اللملمة وليس الانفلاش (الانحسار وليس التوسيع)”.

وذهب احد السياسيين المقربين من النظام الى ابعد من ذلك وقال لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف اسمه “لقد ارسلت الولايات المتحدة رسالة الى دمشق لطمأنتها بان هذه التصريحات لا تبعث على القلق، لان الامر يتعلق بضرب جبهة النصرة بقوة وليس الجيش السوري”.

واعلن المرصد السوري لحقوق الانسان الثلاثاء ان جبهة النصرة خطفت من جديد خمسة مقاتلين على الاقل من الذين تلقوا تدريبات في اطار برنامج التدريب الاميركي للمعارضة السورية المعتدلة في شمال غرب البلاد، بعد ايام من خطفها ثمانية مقاتلين اخرين.

وتطارد جبهة النصرة مجموعة من 54 مقاتلا سوريا معارضا تلقوا تدريبات عسكرية في اطار البرنامج الاميركي لتدريب المعارضة السورية المعتدلة في تركيا، واجتازوا منتصف تموز/يوليو الحدود الى داخل سوريا لمحاربة الجهاديين.

وقال مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في دمشق بسام ابو عبد الله “هذه ليست نقطة تحول في الحرب”.

واوضح هذا المحلل المقرب من النظام “ان الكلام عن معارضة معتدلة (كما يفعل الاميركيون) هو مجرد فانتازيا، لا يمكن ان نتوقع من اميركا غير هذا”.

واضاف “ان المجموعة في شمال سوريا تتالف فقط من العشرات، انهم لا يستطيعون ان يغيروا المعادلة في شمال سوريا في مواجهة جبهة النصرة واحرار الشام والاخرين”.

كما استبعد المحلل في مركز بروكينغز في الدوحة شارل ليستر حدوث مواجهة بين الولايات المتحدة والنظام السوري، معتبرا ان التصريحات الاميركية تمثل تغييرا في اللهجة ولن تنعكس ميدانيا.

واشار الى ان المجموعة التي شكلتها الولايات المتحدة ستنتشر في شمال البلاد “واحتمالات المواجهة في هذه المنطقة محدودة مع القوات الحكومية التي تنشط بشكل محدود جدا في هذا القطاع”.

واضاف “من غير المرجح، او على الاقل خلال الاشهر الستة المقبلة، ان يحدث موقف يدفع الاميركيين للقتال او لضرب الجيش النظامي”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية