مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

توقيف العشرات خلال تظاهرة جديدة للمعارضة في بيلاروس

نساء يتظاهرن في مينسك ضد لوكاشنكو في 26 أيلول/سبتمبر 2020 afp_tickers

أوقفت شرطة بيلاروس عشرات الأشخاص خلال تظاهرة جديدة للمعارضة الأحد ضمت نحو 50 ألف شخص، رفضاً للرئيس ألكسندر لوكاشنكو الذي أدى اليمين الدستورية الاربعاء بشكل غير متوقع وبعيدا عن الأنظار.

ويواجه لوكاشنكو منذ الانتخابات الرئاسية في التاسع من آب/أغسطس احتجاجات غير مسبوقة يخرج خلالها عشرات آلاف الأشخاص إلى شوارع مينسك للتنديد بإعادة انتخابه في اقتراع تخللته عمليات تزوير وفقا لهم.

ونزل نحو 50 ألف شخص إلى شوارع مينسك تحت المطر الأحد، بحسب صحافيين في فرانس برس في المكان، وهو عدد أقل من 100 ألف متظاهر احتسبوا في الأسابيع الماضية. وأوقف على الأقل 40 شخصاً، وفق مجموعة “فياسنا” للدفاع عن حقوق الإنسان.

ووفق المصدر نفسه، استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع في غوميل ثاني أكبر مدن البلاد، وقنابل صوتية في موغيليف (شرق).

وفي وسط مينسك، نشرت مدرعات وأغلقت عدة محطات مترو تحسبا للمسيرة، كما أحيط قصر الاستقلال، حيث يقيم لوكاشنكو والذي شهد تجمعات مناهضة مؤخرا، بالحواجز وفرضت حراسة مشددة من قبل شرطة مكافحة الشغب.

كما تم إغلاق العديد من الساحات العامة ومراكز التسوق التي لجأ إليها المتظاهرون في الماضي هربا من الشرطة.

وأكدت المعارضة سفيتلانا تيخانوفسكايا، منافسة لوكاشنكو، في رسالة نشرتها على وسائل التواصل الاجتماعي الأحد دعما للمتظاهرين “إننا ملايين” تزامناً مع “اليوم الخمسين لتظاهراتنا”.

وأضافت “سنفوز”، مذكرةً بالطبيعة “السلمية” للتظاهرات.

ومنذ السبت، قامت السلطات باعتقال حوالى 150 شخصاً، معظمهم من النساء اللواتي تظاهرن احتجاجا على النظام، بالإضافة إلى صحافيين.

والسبت، حمل بعض المتظاهرين صور تيخانوفسكايا فيما هتف آخرون بعبارة “سفيتا رئيسة”، اختصاراً للاسم الأول لمنافسة لوكاشنكو البالغة من العمر 38 عاماً.

وتؤكد تيخانوفسكايا التي لجأت إلى ليتوانيا، فوزها في الانتخابات الرئاسية بعد حملة انتخابية أثارت فيها هذه المبتدئة في السياسة الحشود.

وتأتي هذه التظاهرات بعدما أدى لوكاشنكو اليمين الأربعاء لولاية رئاسية سادسة، ما أثار مزيدًا من الاحتجاجات على الفور. ولم يتم الإعلان عن المراسم في القصر الرئاسي وتمت على نحو سري.

واستخدمت في ذلك اليوم خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين للمرة الأولى.

وكررت منافسته المعارضة تيخانوفسكايا إعلانها أنها الفائزة الفعلية في الانتخابات، وقالت في بيان إن “ما يسمى مراسم التنصيب مهزلة طبعا”.

– على لوكاشنكو “أن يرحل” –

ورأت الحكومة الألمانية أن “السرية” التي أحيطت بحفل التنصيب “تكشف” عن نقاط ضعف النظام، وأنه بسبب الافتقار إلى “الشرعية الديموقراطية”، فإن برلين لا تعترف بإعادة انتخاب لوكاشنكو.

ومن المقرر أن يقوم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، من الاثنين إلى الأربعاء، بأول زيارة له إلى ليتوانيا ولاتفيا، وهما دولتان من دول البلطيق تعولان على دعمه لمواجهة الأزمة السياسية في بيلاروس المجاورة والضغوط الروسية.

وأشار الاتحاد الأوروبي إلى أنه يرفض الاعتراف بلوكاشنكو رئيسا لبيلاروس، على غرار ألمانيا والولايات المتحدة.

وقال ماكرون لأسبوعية “لوجورنال دو ديمانش” “إنها أزمة سلطة، سلطة استبدادية لا يمكنها أن تقبل منطق الديموقراطية، وهي متشبثة بموقعها بالقوة. من الواضح أن على لوكاشنكو أن يرحل”.

ووعد لوكاشنكو الذي يتّهم الغرب بتدبير الاحتجاجات، بتنفيذ إصلاحات دستورية للردّ على الأزمة السياسية لكنه رفض إجراء حوار مع منتقدي النظام الذي يقوده منذ 1994.

وطلب مساعدة نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الذي تعهد تقديم دعم أمني في مينسك إذا لزم الأمر وتقديم قرض بقيمة 1,5 مليار دولار.

واعتقل النظام البيلاروسي العديد من مسؤولي مجلس تنسيق المعارضة الذي أسسته تيخانوفسكا. كما اضطر آخرون إلى الفرار من بلادهم.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية