مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ثلاثة أيام منذ بدء الهجوم التركي على الفصائل الكردية في شمال سوريا

يشنّ الجيش التركي منذ السبت في شمال سوريا هجوما جويا وبريا ضد فصائل كردية تعتبرها أنقرة “ارهابية”، لكنها حليفة الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الاسلامية.

ويأتي هذا الهجوم بعد أن أعلن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية انه يعمل على تشكيل قوة امنية حدودية من 30 الف عنصر في شرق سوريا، قوامها خصوصا مقاتلين من الاكراد، الأمر الذي أثار غضب أنقرة.

– “غصن الزيتون” –

في 20 كانون الثاني/يناير، شنّت القوات التركية هجوما بريا وجويا في منطقة عفرين تحت مسمى “غصن الزيتون”، استهدف مواقع لوحدات حماية الشعب الكردية، التي تعتبرها أنقرة الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردا مسلحا في جنوب شرق تركيا منذ أكثر من 30 عاما.

وأعربت روسيا عن “قلقها” حيال بدء هجوم تركيا ودعت الى “ضبط النفس”. وقالت وزارة الدفاع الروسية أن العسكريين الروس غادروا منطقة عفرين “لمنع استفزازات محتملة وجعل حياة العسكريين الروس في منأى من اي تهديد”.

وقالت وحدات حماية الشعب الكردية من جهتها ان “روسيا تتحمل مسؤولية هذه الهجمات، بقدر تحمّل تركيا لهذه المسؤولية”.

– مخاوف “مشروعة” –

في 21 كانون الثاني/يناير، دخلت دبابات وقوات تركية برية منطقة عفرين. وأفادت وسائل اعلام رسمية أنها توغلت خمسة كيلومترات داخل الأراضي السورية.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية “نحض تركيا على ممارسة ضبط النفس وضمان ان تبقى عملياتها محدودة في نطاقها ومدتها، ودقيقة” في أهدافها.

لكن وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس أكد أن أنقرة أبلغت الولايات المتحدة مسبقا بعمليتها في سوريا، مشيرا إلى وجود مخاوف أمنية “مشروعة” لدى الجانب التركي.

وطلبت فرنسا عقد اجتماع طارئ لمجلس الامن لمناقشة التدهور العسكري ودعت تركيا الى وقف هجومها.

وندد الرئيس السوري بشار الأسد الأحد بالهجوم التركي الذي قال انه امتداد لسياسة أنقرة في دعم “التنظيمات الارهابية” منذ اندلاع النزاع في 2011.

ومنعت الشرطة التركية تظاهرتين ضد العملية، في اسطنبول وديار بكر.

– “لن نتراجع” –

في 22 كانون الثاني/يناير، فتحت القوات البرية التركية وحليفها الجيش السوري الحرّ جبهة جديدة بالتقدم نحو عفرين من مدينة اعزاز الواقعة الى شرقها.

وأكد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أن “مسألة عفرين سيتم حلها، ولن نتراجع. تحادثنا بهذا الشأن مع اصدقائنا الروس، ونحن متفقون”.

واكد نائب رئيس الوزراء التركي محمد شِمشك أن العملية ستكون “محدودة ولمدة قصيرة”. وتقول أنقرة إن هدفها انشاء منطقة أمنية بعمق حوالى 30 كلم داخل سوريا.

وأكد الكرملين أنه “يتابع بالطريقة الأكثر انتباها” تطور العملية، مشيرا الى انه على تواصل مع دمشق وأنقرة.

وحضّ وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون جميع الاطراف على ضبط النفس في النزاع، مشيرا الى “حق تركيا المشروع في حماية مواطنيها”.

ودعت قوات سوريا الديموقراطية، التي يشكل الاكراد مكونها الرئيسي، التحالف الى “تحمل مسؤولياته” وأكدت أن الهجوم “دعم واضح وصريح” لتنظيم الدولة الاسلامية.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، قُتل 21 شخصا بينهم ستة اطفال، في القصف التركي منذ السبت. لكن أنقرة تؤكد انها لم تستهدف الا “ارهابيين” متهمة وحدات حماية الشعب الكردي بممارسة “دعاية بلا معنى واطلاق اكاذيب لا اساس لها”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية