مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

حل لغز اختفاء الطائرة الماليزية بات “اقرب” من اي وقت مضى

نقل قطعة من حطام طائرة عثر عليها على شاطئ لاريونيون، في 29 تموز/يوليو 2015 afp_tickers

قالت السلطات الماليزية الجمعة ان قطعة من حطام طائرة الذي عثر عليه قرب جزيرة في المحيط الهندي يعود لطائرة بوينغ 777، ما يجعل شبه مؤكد انها القطعة الاولى التي يعثر عليها من حطام رحلة أم اتش 370 المفقودة.

وفي حال تم التأكد من القطعة عبر التحليل، التي ارسلت مساء الجمعة الى باريس من لا ريونيون، فسيكون هذا الاكتشاف الخطوة الاولى في قضية حيرت خبراء الطيران منذ اختفاء الطائرة وعلى متنها 239 شخصا قبل 16 شهرا.

واكد نائب وزير النقل الماليزي عبد العزيز كبراوي الجمعة لوكالة فرانس برس ان “رقما جزئيا” على الحطام “يؤكد انه يعود لطائرة بوينغ 777”.

وقال عبد العزيز كبراوي “اعتقد اننا نقترب من حل لغز اختفاء الرحلة ام اتش 370. قد يكون ذلك دليلا قاطعا على ان الرحلة ام اتش 370 تحطمت في المحيط الهندي”.

وقال مسؤولون فرنسيون ان تحليل قطعة الجناح سيبدأ يوم الاربعاء، تزامنا مع دراسة اجزاء من حقيبة اكتشفت بالقرب من الحطام في جزيرة لا ريونيون الفرنسية.

وقال المدعون في باريس ان ثلاثة قضاة يقودون الجانب الفرنسي من التحقيق سيجتمعون الاثنين مع فريق من الخبراء الماليزيين ومسؤول قضائي.

وعثر على قطعة الحطام التي يبلغ طولها مترين على شاطىء في جزيرة لا ريونيون الفرنسية في المحيط الهندي ويتوقع ان يتم تحليلها السبت في فرنسا.

وقال المحققون انهم باتوا اقرب الى حل اللغز المحيط باختفاء طائرة البوينغ الماليزية قبل 16 شهرا مع 239 شخصا معظمهم من الصينيين.

وقال رئيس مكتب سلامة النقل الأسترالي مارتن دولان لوكالة فرانس برس الجمعة “ثقتنا متزايدة بان هذا الحطام هو للرحلة ام اتش 370″ التابعة للخطوط الجوية الماليزية”.

واضاف ان “شكل القطعة شبيه جدا بالقطع التي تكون هيكل طائرات البوينغ 777”.

واكد انه يجب توخي الحذر حتى التاكد من ذلك لكنه اعرب عن الامل في الحصول على معلومات ادق “في الساعات ال24 المقبلة”.

وقال رئيس الوزراء الماليزي نجيب رزاق الخميس ان “الاحتمال كبير” في ان تكون القطعة من طائرة بوينغ 777 لكن يجب التاكد من ذلك.

وقال خبراء ان الحطام هو جزء صغير من جناح طائرة بوينغ 777 وفي حال تأكيد ذلك من المحتم ان يعود للطائرة الماليزية المفقودة.

وعثر على الحطام قرب جزيرة لاريونيون الفرنسية على بعد حوالى اربعة الاف كلم (2500 ميل) من المنطقة في المحيط التي يعتقد ان تكون الطائرة سقطت فيها العام الماضي.

والسلطات المكلفة البحث عن الطائرة المنكوبة تعتقد ان الرحلة ام اتش 370 تحطمت في جنوب المحيط الهندي. لكن لم يتم العثور على اي ادلة مادية تؤكد هذه الفرضية وفي كانون الثاني/يناير اعلنت السلطات الماليزية انه يرجح ان يكون كافة الاشخاص الذين كانوا في الطائرة قضوا.

وقال وزير النقل والبنى التحتية الاسترالي وارن تراس الذي تتولى بلاده تنسيق عمليات البحث الدولية في المحيط الهندي للعثور على الطائرة انه واثق بان البحث عن الطائرة يتم في الموقع الصحيح.

واضاف “ليس هذا دليلا قاطعا لكن العثور على الحطام في شمال جزيرة لاريونيون يتناسب مع تقلبات التيارات البحرية وما نتوقع ان يحصل في هذه الظروف”.

واوضح انه حتى وان تبين ان الحطام يعود للطائرة الماليزية “فهذا لن يساهم كثيرا في تحديد الموقع الحالي للطائرة”.

وتابع “بعد 16 شهرا ومع تقلبات التيارات فان استخدام تقنية النموذج العكسي شبه مستحيل”.

وكانت الطائرة الماليزية تنقل 239 راكبا عندما اختفت فجأة عن شاشات الرادار بعد اقلاعها من كوالالمبور الى بكين في الثامن من اذار/مارس 2014.

وبالنسبة الى اسر الركاب الذين يريدون معرفة ما حصل من جهة ويأملون من جهة اخرى انهم لا يزالون احياء، فان هذا التطور الجديد يزيد من معاناتهم.

وقال جيانغ هوي احد المسؤولين عن مجموعة الاسر الصينية والذي كانت والدته على متن الرحلة، لوكالة فرانس برس في بكين “مرت سنة ونصف سنة ولم تتحمل اي جهة المسؤولية لم يعتقل احد او يحاسب او يعاقب. هذا غير مسبوق”.

واضاف “عانت اسر ركاب الطائرة الماليزية المفقودة اكثر من اي اشخاص اخرين في حادث تحطم طائرة لفترة طويلة”.

وقالت الاسترالية جانيت ماغواير التي كانت شقيقتها كاثي في الطائرة ان العثور على الحطام “امر صعب على كافة افراد الاسرة”.

واضافت “نامل في الحصول على اجوبة من خلال هذا الحطام وانه عائد للرحلة ام اتش 370 لنكون فكرة لنعرف بالضبط ما حل بكل ما كان في الطائرة”.

والجمعة عثر على زجاجة تنظيف من ماركة اندونيسية على الشاطىء وسلمت للمحققين.

وفي حين سجلت عدة حوادث في المنطقة كتحطم طائرة بوينغ 747 تابعة للخطوط الجوية الجنوب افريقية قرب جزيرة موريشوس في 1987 ما ادى الى مقتل ركابها ال159، لم تكن اي من الطائرات من طراز بوينغ 777.

وقال خبراء ان رقم تسجيل على الحطام يعني تحديد بسرعة ما اذا كان يعود لطائرة بوينغ 777.

واتهمت عائلات الركاب الحكومة الاندونيسية بعدم الكفاءة وعدم احترام مشاعر العائلات وبالتكتم وانتقد كثيرون تركز البحث في المحيط الهندي في حين تم تجاهل احتمالات اخرى.

ولم يعثر على اي اثر للطائرة بالرغم من عمليات البحث المكثفة التي تقودها استراليا في المحيط الهندي، لتصبح هذه الكارثة الجوية احد اكبر الالغاز في تاريخ الطيران المدني.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية