دمشق تعلن قبولها باتفاق وقف اطلاق النار وسط شكوك حول امكانية تطبيقه
اعلنت دمشق الثلاثاء موافقتها على اتفاق وقف اطلاق النار في البلاد الذي توصلت اليه الولايات المتحدة وروسيا الاثنين، على ان يدخل حيز التنفيذ منتصف ليلة الجمعة السبت مستثنيا مجموعات جهادية وسط شكوك تحوم حول امكانية تطبيقه على الارض.
وفي اطار ملاحقة تنفيذ هذا الاتفاق، جرى اتصال هاتفي حول سوريا الثلاثاء بين قادة فرنسا والولايات المتحدة والمانيا وبريطانيا، في حين اشار وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى وجود خطة بديلة في سوريا في حال فشل الاتفاق الحالي لوقف اطلاق النار.
وبلغت حصيلة جديدة للنزاع السوري المستمر منذ حوالى خمس سنوات اكثر من 270 الف قتيل، وفق ما وثق المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية في بيان حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه "تعلن الجمهورية العربية السورية عن قبولها بوقف الاعمال القتالية"، مشيرا الى ان ذلك "على أساس استمرار الجهود العسكرية بمكافحة الاٍرهاب ضد داعش وجبهة النصرة والتنظيمات الإرهابية الاخرى المرتبطة بها وبتنظيم القاعدة وفقا للإعلان الروسي الاميركي".
واعلنت الولايات المتحدة وروسيا مساء الاثنين في بيان مشترك ان اتفاقا لوقف اطلاق النار سيدخل حيز التنفيذ في سوريا في 27 شباط/فبراير اعتبارا من منتصف ليل الجمعة-السبت بتوقيت دمشق (الجمعة 22,00 ت غ). ولن يشمل الاتفاق "تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا) وبقية المنظمات الارهابية التي حددها مجلس الامن"، وفق البيان.
وابدت الحكومة السورية "استعدادها لاستمرار التنسيق مع الجانب الروسي لتحديد المناطق والمجموعات المسلحة التي سيشملها" الاتفاق.
وحذر كيري الثلاثاء من ان بلاده تدرس خطة بديلة للتعامل مع الوضع في سوريا في حال لم تكن دمشق وموسكو جادتين في التفاوض على الانتقال السياسي.
وفي جلسة استماع للجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي قال كيري انه ابلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان الولايات المتحدة لن تنتظر اكثر من اشهر قليلة لترى ما اذا كانت موسكو جادة بشأن المحادثات.
الا انه لم يكشف عن تفاصيل هذه الخطة البديلة.
واعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الثلاثاء بعيد وصوله الى ليما عاصمة البيرو ان قادة فرنسا والولايات المتحدة والمانيا وبريطانيا تباحثوا هاتفيا في موضوع وقف اطلاق النار في سوريا.
وقال هولاند في تصريح صحافي في اعقاب هذه المكالمة التي استغرقت نحو ساعة "لقد تم الاعلان عن وقف لاطلاق النار، ولا بد من التقيد به بشكل كامل، والافضل في اسرع وقت ممكن".
واضاف هولاند "لا بد من ممارسة ضغوط على النظام السوري والداعمين له، ومنهم روسيا لكي يتوقف القصف ويتم ادخال المساعدات الانسانية الى حلب المدينة الشهيدة بشكل خاص".
ورحب وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت الثلاثاء بـ"الاعلان الايجابي"، مضيفا في الوقت ذاته "سنكون يقظين لناحية تنفيذه".
وابدت تركيا بدورها عدم تفاؤلها بامكانية تطبيق الاتفاق. وقال نائب رئيس الحكومة نعمان كورتولموش امام الصحافيين الثلاثاء "ارحب بهذه الهدنة لكنني لست متفائلا جدا ازاء احترامها من قبل كل الاطراف". واضاف "نامل الا يحاول احد القيام بضربات جوية والا يقوم احد بقتل مدنيين خلال فترة سريان وقف اطلاق النار".
وقال الباحث في معهد الدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية كريم بيطار لفرانس برس "برغم ان التشكيك قائم يبدو ان هناك تنسيقا وثيقا بين الروس والاميركيين اذ يبدو انهم جاهزون لضمان تنفيذ هذه الهدنة".
وبرغم تأكيده ان العقبات لا تزال موجودة، اكد بيطار ان "الهدنة المؤقتة من مصلحة كافة الاطراف المعنية".
-270 الف قتيل-
وخلال حوالى خمس سنوات من النزاع السوري، قتل اكثر من 270 الف شخص، بينهم ثمانون الف مدني، وفق حصيلة جديدة للمرصد السوري لحقوق الانسان.
والى جانب المدنيين، وثق المرصد السوري مقتل 46 الفا و452 عنصرا من الفصائل الاسلامية والمقاتلة، واكثر من 44 الف جهادي، بينهم عناصر من تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا).
وميدانيا سيطر تنظيم الدولة الاسلامية ومقاتلون من فصائل جهادية الثلاثاء على بلدة خناصر الاستراتيجية في ريف حلب الجنوبي الشرقي والواقعة على طريق الامداد الوحيدة التي تربط محافظة حلب شمالا بسائر المناطق السورية غداة تمكنهم من قطعها.
وهذه الطريق هي الوحيدة التي يمكن لقوات النظام المتواجدة في غرب مدينة حلب ومناطق محيطة بها، سلوكها للوصول من وسط البلاد الى محافظة حلب وبالعكس.
واعلنت الامم المتحدة الثلاثاء من جنيف ان قوافل تنقل مساعدات انسانية "في طريقها الى معضمية الشام ناقلة ادوية ومواد غذائية لنحو 20 الف شخص هم بامس الحاجة اليها".
واضاف المتحدث باسم المنظمة الدولية ستيفان دوجاريك ان قوافل اخرى تتجه الى بلدة كفربطنا لمساعدة نحو عشرة الاف مدني.
وتحاصر قوات النظام هاتين البلدتين.