مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

سكان الجولان منقسمون كما قبل تصريحات ترامب وبعدها

دروز في بلدة مجدل شمس في القسم الذي احتلته اسرائيل وضمته من الجولان، الجمعة في 22 اذار/مارس 2019 afp_tickers

قال مستوطنون في القسم المحتل من مرتفعات الجولان الجمعة أن تصريحات الرئيس الاميركي دونالد ترامب حول سيادة اسرائيل على الهضبة، تعكس “الواقع” في حين عبر عدد من السكان السوريين عن الغضب حيال ذلك.

وستستمر مارلا فان ميتر في رعاية أحفادها في حدائق “كيبوتز آفيك” ولن تمنح صوتها لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في الانتخابات المقبلة لأن تصريحات ترامب حول سيادة اسرائيل على الهضبة، تاتي تعبيرا عن “الواقع”.

كما اثارت تصريحات ترامب الخميس حول ضرورة الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجزء الذي تحتله من الهضبة غضب سكان الجولان السوريين. وقال غسان ابو جبل، من سكان مجدل شمس لفرانس برس تعقيبا على قرار ترامب، “هناك احمق يعطي ما لا يملكه لشخص اكثر حماقة وسارق”.

وأضاف أن “توقيت ترامب دعاية انتخابية خدمة لنتانياهو، لقد سلمه القدس من قبل والان جاء دور الجولان”.

وتابع أن “الغالبية العظمى في الجولان ترفض هذا القرار، ولا اعتقد ان الناس ستسكت على ذلك”.

اما اميلي قضماني وهي ربة بيت فقالت “نتانياهو ضعيف وترامب صديقه يريد ان يدعمه (…) ترامب رئيس غير محنك وموتور فقد رمى قنبلة لا يعرف نتائجها”.

من جهته،قال نزار ايوب مدير مركز المصدر- لحقوق الانسان في الجولان (مستقل عن المصدر في لندن) لفرانس برس “هذا القرار تكريس لسياسية استغلتها اسرائيل نتيجة الوضع في سوريا منذ عام 2011. حاولت اسرائيل انتزاع اعتراف اوروبي اميركي بالسيادة وضغوطها اثمرت”.

واعتبر أن “هذا الاعتراف ستكون له تداعيات خطيرة (…) في الشرق الاوسط” مشيرا الى “تواطؤ بين بعض الدول لتقاسم النفوذ في سوريا”.

وتابع ايوب أن “إسرائيل تدعي ان سوريا لم تعد دولة واحدة، مع مناطق نفوذ اميركية وروسية وإيرانية وتركية (…) والجولان الذي تحتله اسرائيل منطقة نفوذها”.

-“لا يغير من الحقيقة”-

ونزح عشرات الآلاف من السوريين أو فروا عندما احتلت إسرائيل جزءا من مرتفعات الجولان ابان حرب 1967. وبعد ذلك ضمت إسرائيل مرتفعات الجولان في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي في عام 1981.

وأبقت اسرائيل على بعض القرى التي يقدر عدد سكانها بنحو 20 الفا.

وأوضحت قضماني “عندما أعلنت اسرائيل قرار الضم أضرب سكان الجولان ستة اشهر (…) لدى حصول اي شخص من الجولان على الجنسية الاسرائيلية كان يتعرض للمقاطعة اجتماعيا ودينيا.”

واكدت “سواء أعلن ترامب أو نتانياهو ضم الجولان (…) بالنسبة لنا سيبقى الجولان سوريا عربيا. هذا لا يغير الحقيقة”.

وقد اعتبر ترامب ان على الولايات المتحدة الاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان المحتل لانها “ذات أهمية استراتيجية وأمنية بالغة لدولة إسرائيل واستقرار المنطقة”.

اما بالنسبة لفان ميتر (61 عاما) التي تعيش في الجولان منذ 35 عاما وغيرها من المستوطنين في الهضبة، فان الاعتراف في حال حصوله لن يغير شيئا.

وتعتبر تصريحات ترامب الخرق الثاني من قبل رئيس أميركي لتقليد استمرّ عقوداً من الدبلوماسية والإجماع الدولي.

وقالت فان ميتر إن ترامب “يزين الكعكة الجاهزة بالكرز، وهذا لن يغير من طعمها”.

بدوره، يقول بائع الكتب السابق نداف كاتس ( 71 عاما) “لا أعرف أي شخص هنا لا يشعر بالسعادة (…) وهذا القرار مجرد انعكاس للواقع”.

-“ليس معجزة”-

وأضاف كاتس انه بالتأكيد ليس “معجزة بوريم” (عيد المساخر الذي يحتفل به اليهود هذا الأسبوع ) كما أعلن نتانياهو.

وقال انه “لم يقرر بعد لمن سيمنح صوته (…) لست الوحيد الذي لا يعرف”.

ولا تعتبر فان ميتر أن تصريحات ترامب “يجب ان يكون سببا لانتخاب نتانياهو” ووصفت نفسها بأنها “اشتراكية” لديها أولويات اجتماعية واقتصادية.

ويسكن في الجزء المحتل من الجولان نحو 25 الف مستوطن اسرائيلي.

وقد انتقل كاتس وأسرته من القدس للعيش بعيدا عن المدن.اما فان ميتر فقد جاءت من تكساس للمشاركة في بناء “وطن للشعب اليهودي” وعيش “الحلم الصهيوني”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية