مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

طريق محفوف بالمخاطر لإمداد مدينة تعز في اليمن مهدد بالانهيار

شاحنتان تعبران طريق هيجة العبد في تعز في 23 أيلول/سبتمبر 2020 afp_tickers

تسير شاحنات محملة بمواد مختلفة بحذر وبطء شديدين على طريق عند منحدر جبلي مع منعطفات ضيقة، في مغامرة خطرة لكنها ضرورية لإبقاء مدينة تعز جنوب غرب اليمن على قيد الحياة.

وطريق هيجة العبد هو الوحيد الذي لا يخضع لسيطرة المتمردين، وهو شريان الحياة الرئيسي لإيصال المواد الغذائية والبضائع إلى مدينة تعز التي يحاصرها الحوثيون منذ عام 2015 من الشمال والشرق والغرب.

ويسيطر المتمردون على كافة الطرق الأخرى المؤدية إلى تعز، وهو الطريق الوحيد الذي يربط المدينة بمناطق الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا.

وتتقدم الشاحنات ببطء شديد على الطريق غير المعبد – ويمتد على طول 7 كيلومترات – وتتوقف في بعض الأحيان للسماح لمركبات اخرى بالمرور.

ويشكو سائق شاحنة شاب يدعى مروان المختري من سوء حال الطريق، مؤكّدا “كما ترون الطريق مليء بالحفر” بينما يشير إلى أن وضع الشارع يزداد سوءا.

ويتابع “في بعض الأحيان، لا يمكن للشاحنات أن تمضي قدما خوفا من السقوط” في الوادي.

ويثير وضع طريق هيجة العبد قلق سكان المدينة، بينما نظم ممثلون عن منظمات المجتمع المدني سلسلة بشرية الثلاثاء من أجل المطالبة بإصلاح الطريق.

وأكد عبد الجبار نعمان وهو أحد النشطاء “نطالب الحكومة الشرعية والسلطات المحلية بسرعة إعادة تأهيل هذا الخط”.

ويشير نعمان إلى أن “أهمية هذا الخط هو أنه الخط الوحيد الذي يربط مدينة تعز بالعالم الخارجي. (قطعه) قد يهدد شريان تعز الوحيد”.

– كارثة –

وتعز إحدى أكثر المدن تأثّرا بالحرب منذ بداية النزاع في منتصف 2014. وتخضع المدينة التي تحيط بها الجبال ويسكنها نحو 600 ألف شخص، لسيطرة القوات الحكومية، لكن المتمردين يحاصرونها منذ سنوات، ويقصفونها بشكل متكرر.

وخرج عشرات من السكان من بينهم طالبات مدارس ارتدوا اللون الأسود للمشاركة في السلسلة البشرية على جزء من الطريق الذي تتضرر بسبب الأمطار الغزيرة وطالبوا بإصلاحه.

وحمل المشاركون لافتات من بينها “انقذوا شريان تعز”، وأخرى تطالب بإصلاح الطريق.

ويؤكّد مشرف السلطة المحلية لصيانة هيجة العبد سلطان الدهبلي أنه “يجب صيانة الطريق بأسرع وقت ممكن”، مشيرا إلى أنه في حال إغلاق الطريق “ستكون هناك كارثة إنسانية” في مدينة تعز والمحافظة بأكملها التي يعيش فيها نحو خمسة ملايين شخص.

ولكن المشكلة في تعز هي الغياب الفعلي لسلطة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، بينما تخضع المدينة لسيطرة جماعات متنافسة، بعضها ينتمي إلى حزب “التجمع اليمني للاصلاح” المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين وجماعات أخرى سلفية.

وتوجد انقسامات داخلية في المعسكر الموالي للحكومة اليمنية في محافظة تعز، بينما لا يملك المحافظ نبيل شمسان الذي عينته الحكومة الكثير من السلطة، بحسب ما أفادت مصادر سياسية محلية.

ويدور نزاع في اليمن بين حكومة يساندها منذ 2015 تحالف عسكري تقوده السعودية، والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران والذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد وغربها وكذلك على العاصمة صنعاء منذ بدء هجومهم في 2014.

وأسفر النزاع في اليمن عن مقتل عشرات آلاف الأشخاص، بينهم العديد من المدنيين، وفق منظمات إنسانية عدة.

وما زال نحو 3,3 ملايين شخص نازحين بينما يحتاج 24,1 مليون شخص أي أكثر من ثلثي السكان، إلى المساعدة، وفق الأمم المتحدة التي اكدت مراراً أن اليمن يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم حالياً.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية