مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

طهران تحتج رسميا على اقتراب “طائرتين حربيتين” أميركيتين من طائرة ركاب إيرانية

صورة من شريط فيديو نشرته وكالة الأنباء الإيرانية تظهر الطائرة الإيرانية التي اقتربت منها "طائرتان حربيتان" أميركيتان في 24 تموز/يوليو 2020 afp_tickers

قدّمت إيران احتجاجا رسميا الجمعة لدى الأمم المتحدة ومنظمة الطيران المدني الدولي ضد “الانتهاك الصريح للقانون الدولي” بعدما اقتربت “مقاتلتان” أميركيتان، وفق طهران، بدرجة خطيرة من طائرة ركاب إيرانية في الأجواء السورية.

تمثل الحادثة التي وقعت الخميس حلقة جديدة في مسلسل التوترات الشديدة بين الولايات المتحدة وإيران التي بلغت مستوى جديدا عقب انسحاب إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أحاديا عام 2018 من الاتفاق الدولي حول البرنامج النووي الإيراني وإعادة فرضها عقوبات ضد طهران.

من جهتها، أكدت القيادة المركزية للجيش الأميركي التي تشرف على العمليات في الشرق الأوسط أن إحدى طائراتها من طراز إف-15 كانت في “مهمة جوية روتينية” عندما اقتربت من الطائرة الإيرانية فوق سوريا، حيث توجد قوات أميركية.

ونشر التلفزيون الإيراني الرسمي ليلا شريط فيديو يظهر ركابا مذعورين يصرخون أثناء ما يبدو محاولة من الطائرة التابعة لخطوط “ماهان إير” الإيرانية تفادي طائرة حربية أثناء رحلة بين طهران وبيروت.

ووفقا للتلفزيون، “خفّض قائد الطائرة التجارية الارتفاع بصورة مفاجئة لتجنب الاصطدام بالمقاتلة فجرح عدة ركاب”. ويظهر الشريط عدة ركاب مصابين، توجد دماء على جبهة أحدهم فيما كان آخر ملقى أرضا. وتظهر طائرة قتالية واحدة وهي تطير على مسافة قريبة.

ووفق وكالة إرنا الإيرانية الرسمية، فإن قائدا “طائرتين حربيتين”، وليس طائرة واحدة، “قدما نفسيهما كأميركيين” خلال محادثة مع فريق طائرة “ماهان إير”.

واتهمت إيران في البداية إسرائيل بمحاولة اعتراض الطائرة الإيرانية التي حطت بلا مشاكل في بيروت، لكن سلطات طهران وجهت إصبع الاتهام لاحقا إلى الولايات المتحدة.

– تحقيق –

من جهته، أفاد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أنه جرى تقديم احتجاج إلى منظمة الطيران المدني الدولي وسفارة سويسرا في طهران التي تمثل المصالح الأميركية في إيران في ظل غياب علاقات دبلوماسية بين البلدين.

ونقلت وكالة “إرنا” عن عباس موسوي تحذيره من أنه “لو وقع أي حادث لهذه الطائرة في رحلة العودة فان الجمهورية الإسلامية الإيرانية تحمل أميركا المسؤولية”.

بدورها، نشرت منظمة الطيران المدني الإيرانية بيانا احتجت فيه على “تصرفات سلاح الجو الأميركي”، واعتبرت ما حدث “انتهاكا صريحا للقانون الدولي”، وطالبت بفتح تحقيق فوري.

علاوة على ذلك، سيوجه ممثل إيران في الأمم المتحدة قريبا رسالة إلى “مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة” لإدانة “التهديد الذي تعرضت له طائرة الركاب التابعة لماهان إير”، وفق “إرنا”.

ودان حزب الله اللبناني في بيان “العمل العدواني” الذي قال إنّ “طائرات حربية أميركية” قامت به.

– “معايير دولية” –

قالت القيادة المركزية للجيش الأميركي في بيان إن مقاتلة إف-15 تابعة لها كانت “في مهمة جوية روتينية” عندما اقتربت من الطائرة الإيرانية.

وأضافت في بيانها أن عملية “المراقبة البصرية” جرت من مسافة ألف متر “بما يتماشى مع المعايير الدولية”، وتابعت أنه “بمجرد تحديد قائد إف-15 الطائرة باعتبارها طائرة ركاب تتبع ماهان إير ابتعد عن المركبة بشكل آمن تماما”.

وأكد مصدر أمني في لبنان أن الطائرة الإيرانية حطّت في مطار بيروت، وأنه “يوجد أربعة جرحى بشكل طفيف في صفوف الركاب”.

وفي سوريا المجاورة، الغارقة في الحرب، أكد التلفزيون الرسمي ووكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن “طائرات يعتقد أنها تابعة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة اعترضت طائرة مدنية إيرانية في الأجواء السورية بمنطقة التنف ما اضطر الطيار للانخفاض بشكل حاد ما أدّى الى وقوع إصابات طفيفة بين الركاب”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية