مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان 174 الفا وفقا لاحصاء رسمي

أظهر احصاء لم يسبق له مثيل نشرته السلطات اللبنانية أن عدد اللاجئين الفلسطينيين في هذا البلد يزيد عن 174 الفا، علما أن التقديرات المتداولة كانت تتحدث عن أعداد أكبر بكثير تصل إلى 500 ألف afp_tickers

أظهر إحصاء لم يسبق له مثيل نشرته السلطات اللبنانية أن عدد اللاجئين الفلسطينيين في هذا البلد يزيد قليلا عن 174 ألفا، علما أن التقديرات المتداولة كانت تتحدث عن أعداد أكبر بكثير تقل عن 500 ألف.

ويضع هذا الإحصاء حداً لتقديرات مختلفة يجري تداولها باستمرار في لبنان وتدخل في الخطاب السياسي المتوتر في هذا البلد.

وأجرت هذا الإحصاء الأول من نوعه في لبنان لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني التابعة للحكومة اللبنانية والتي يغطي عملها 12 مخيما للاجئين الفلسطينيين تحوّلت مع الوقت إلى أحياء سكنية كبيرة تعاني من أوضاع إنسانية بائسة، و156 تجمّعا للفلسطينيين.

– موضوع حسّاس –

ولا تدخل القوى الأمنية اللبنانية المخيمات الفلسطينية بموجب اتفاق غير معلن بين منظمة التحرير الفلسطينية والسلطات اللبنانية، وتمارس الفصائل نوعا من الأمن الذاتي داخل المخيمات، وتنسيقاً أمنياً وثيقاً مع الأجهزة الأمنية اللبنانية.

وأكبر هذه المخيمات عين الحلوة حيث يعيش 54 الف لاجئ، ويتميز بوجود جماعات متطرفة ومجموعات خارجة عن القانون، إضافة إلى فصائل عسكرية متعددة المرجعيات.

ولطالما شكّل الوجود الفلسطيني عاملا حسّاساً في لبنان وموضوعا متفجرّاً بين الأطراف التي شاركت في الحرب اللبنانية بين العامين 1975 و1990.

وهو ما زال موضوعا حاضرا في الخطاب السياسي لبعض القوى اللبنانية التي تعرب عن تخوّفها ازاء “توطين الفلسطينيين” في لبنان.

وقال رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري تعليقا على الإحصاء الخميس إن التعامل مع الوجود الفلسطيني في لبنان “مسألة يجب أن تتحرر من التجاذبات، ولا تتحول إلى نقطة خلاف”، مشددا على رفض لبنان “التوطين(…) وأي إجراء يناقض حق العودة أو ينزع عن اللاجئين هويتهم”.

– أوضاع مأسوية –

ويشرح هذا الإحصاء أوضاع 174 ألف فلسطيني يعيشون في لبنان، وأكثر من 18 ألفا وفدوا من مخيمات سوريا هربا من الحرب هناك.

وقال الحريري “واجبنا أن ننظر كدولة للمشاكل التي يعانيها اللاجئون الفلسطينيون في بلدنا”.

وأضاف “لقد راكمت العقود الماضية المشاكل الاجتماعية والإنسانية للاجئين الفلسطينيين، وبات الواقع في المخيمات مأسويا بكل المقاييس. والدولة لا تستطيع أن تتفرج على هذا الواقع وهو يتفاقم”.

وبحسب الإحصاء، يعاني 18,4 % من اليد العاملة الفلسطينية من البطالة، وعاني 7,2 من اللاجئين الفلسطينيين من الأميّة، لكن نسبة من يرتادون المدرسة ممن هم بين ثلاث سنوات و13 عاما تبلغ 93,6 %.

من جهتها، تشير وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إلى أن مخيمات لبنان تعاني من الفقر والاكتظاظ السكاني والبطالة وظروف السكن السيئة والنقص في البنى التحتية.

وبحسب أرقام الوكالة فإن عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجّلين لديها يبلغ 469 الفا.

وقالت المتحدثة باسم الوكالة هدى سمرا في توضيح ذلك “ليس لدينا إحصاء عن اللاجئين الفلسطينيين المقيمين حاليا في لبنان، ما لدينا هو سجل رسمي بعدد المسجّلين، فإذا قرر أحدهم أن يغادر لبنان لا نعرف بذلك”.

وأضافت “نرحب بنتائج هذا الإحصاء، الأول منذ العام 1948″، معتبرة أن من شأنه أن يساهم في تطوير البرامج المخصصة للاجئين الفلسطينيين استنادا على ما يتضمنه من معلومات اجتماعية وافتصادية.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية