مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

عقوبات سجن قاسية بحق قتلة المعارض الروسي نيمتسوف

زاور داداييف احد المدانين الخمسة بتهمة قتل المعارض الروسي بوريس نيمتسوف عند صدور الحكم في 13 تموز/يوليو 2017 afp_tickers

أصدرت محكمة في موسكو الخميس عقوبات سجن تتراوح من 11 الى 20 عاما بحق الشيشانيين الخمسة الذين ادينوا بقتل المعارض الروسي بوريس نيمتسوف في 2015، وذلك في اعقاب محاكمة لم تؤد الى الكشف عن الرأس المدبر للعملية.

وحكم على زاور داداييف الذي نفذ الجريمة بالسجن لمدة 20 عاما، بينما حكم على المتهمين الاربعة الاخرين بالسجن لفترات من 11 إلى 19 عاماً، “بنظام قاس”، وجميعهم من جمهوريتي الشيشان وانغوشيا المسلمتين، كما قال القاضي يوري زهيتنكوف في المحكمة بموسكو بعد محاكمة طويلة.

والسجن ب “نظام قاس” يعني عددا أقل من النزهات وزيارات الاهل او المراسلات، خلافا للنظام العادي. ويتعين عليهم جميعا دفع غرامة تصل الى 100 الف روبل (1450 يورو)، فيما انزلت رتبة زوار داداييف، العسكري الروسي السابق، وجرد من ميدالية الشجاعة التي كان حصل عليها.

وكان المتهمون يبتسمون ويتناقشون في ما بينهم عندما أعلن القاضي حكمه، بينما اجهش بعض ذويهم الذين كانوا موجودين في القاعة، بالبكاء.

وقد ادينوا في 29 حزيران/يونيو بعد جلسة محاكمة، واعتبرت المحكمة آنذاك “انهم لا يستحقون اي تساهل”. ومع ذلك، كان على القضاة الا يتخذوا قرارا إلا في ما يتعلق بجرم المتهمين.

وكان زوار داداييف وشديد وانزور غوباتشيف وتميرلان اسكرخانوف وحمزة باخاييف، يحاكمون منذ تشرين الاول/اكتوبر 2016 بتهمة قتل بوريس نيمتسوف، أحد ابرز معارضي الرئيس فلاديمير بوتين، في 27 شباط/فبراير 2015 على مقربة من الكرملين.

وذكرت لجنة التحقيق، المؤسسة القضائية المكلفة اجراء ابرز التحقيقات الجنائية، ان المتهمين حصلوا في ايلول/سبتمبر 2014 على مكافأة قيمتها 15 مليون روبل، اي اكثر من 200 الف يورو لاقتراف الجريمة.

ودفع جميعهم ببراءتهم وأعلن محاموهم عزمهم على رفع دعوى استئناف الحكم.

ولا تزال الشرطة تبحث عن رجل سادس، شيشاني ايضا، هو روسلان موخودينوف، الذي اعتبر في كانون الاول/ديسمبر 2015 الآمر المفترض بارتكاب الجريمة.

وذكرت لجنة التحقيق في بيان ان “التحقيق مستمر” وان مذكرة بحث دولية قد صدرت للعثور على رسلان موخودينوف.

من جهته قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف انه “يأمل” في العثور على مدبر جريمة قتل نيمتسوف.

-“الدليل في غروزني؟”-

وقال المحامي عن عائلة نيمتسوف، فاديم بروخوروف، “لا شك في ان الدليل يصل حتى الى المقربين من رمضان قديروف. الدلائل تقود على الاقل الى غروزني (العاصمة الشيشانية) وابعد منها على الارجح”.

واتهم مقربون من بوريس نيمتسوف مرارا المقربين من الزعيم الشيشاني رمضان قديروف او حتى قديروف نفسه بأنه المسؤول عن قتله، لكن القضاء رفض استدعاء الرئيس الشيشاني بصفته شاهدا.

وفي تصريح للصحافيين بعد الحكم، قال احد اقرب حلفائه السياسيين ايليا ياشين ان “اي حكم لن يكون مرضيا لانه لن يعيد بوريس. لكن القضاء انتصر رغم كل شيء”. وأضاف “من المتعذر اغلاق الملف ما لم يعتقل الشخص الذي امر باقتراف الجريمة”.

وكانت جريمة قتل بوريس نيمتسوف، احد ابرز وجوه المعارضة الروسية، أحدثت صدمة في روسيا وفي جميع انحاء العالم.

وبعدما كان حاكما شابا ليبراليا لمنطقة نيجني-نوفغورود، ثالث مدينة في روسيا على بعد 400 كلم شرق موسكو، ابان رئاسة بوريس يلتسين، عين في الحكومة في 1997، فجسد جيل الوزراء الشبان الاصلاحيين لروسيا بعد الحقبة السوفياتية.

ومن آذار/مارس 1997 الى آب/اغسطس 1998، شغل منصب نائب رئيس الوزراء المسؤول عن قطاع الطاقة والاحتكارات، وهذا ما سبب له لدى انتقاله الى المعارضة بعد وصول فلاديمير بوتين الى الحكم في 2000 تهمة اقامة صلات مع القلة التي استفادت من موجة الخصخصة. وخلال الاحتجاجات غير المسبوقة في 2011-2012، فرض نفسه بصفته احد قادة المعارضة الليبرالية مع الناشط المناهض للفساد اليكسي نافالني.

وكان بوريس نيمتسوف نائب رئيس حزب ار.بي.ار-بارناس المعارض، انتخب في 2013 نائبا في برلمان مدينة ياروسلاف الصغيرة التي تبعد أربع ساعات من موسكو.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية