مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

عمران خان نجم الكريكيت السابق الذي أصبح رئيسا لحكومة باكستان

بطل الكريكيت السابق وزعيم "حركة الانصاف الباكستانية" عمران خان في مقابلة مع وكالة فرانس برس في منزله في اسلام اباد في 24 أيار/مايو 2018 afp_tickers

اكتسب عمران خان شهرة عالمية بصفته بطلا للكريكيت لكن الرجل الذي يعرفه الغرب من خلال مغامراته العاطفية أصبح رئيسا للحكومة في باكستان كإصلاحي شعبوي ومسلم متدين ومعاد للفساد.

وقد أدى عمران خان اليمين الدستورية السبت لتولي رئاسة الحكومة رسميا بعد فوز حزبه في الانتخابات العامة التي جرت في 25 تموز/يوليو في الدولة التي تمتلك سلاحا ذريا ويبلغ عدد سكانها حوالى 207 ملايين نسمة.

رغم أن خان البالغ 65 عاماً كرّس نفسه في العقدين الأخيرين للسياسة، إلا أنه يبقى محبوبا من ملايين الباكستانيين لقيادته فريق الكريكيت الوطني، الرياضة الأهم في البلاد التي فازت ببطولة العالم فيها عام 1992.

وتصدر حزب حركة الإنصاف الذي يقوده خان، نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت في 25 تموز/يوليو في ثاني انتقال ديموقراطي للسلطة في باكستان، لكنه لم يحقق أغلبية صريحة. وحصل الحزب على 116 مقعدا أي أقل من الغالبية المطلقة (137 مقعدا) الضرورية لتشكيل حكومة بمفرده.

وقد تفوق على منافسه الرئيسي حزب الرابطة الاسلامية- جناح نواز الذي حكم البلاد منذ 2013 بصعوبة بسبب المشاكل القضائية التي يواجهها زعيمه السابق نواز شريف المسجون حاليا.

وأقيل شريف العام الماضي في قرار مثير للجدل بتهمة الفساد ومُنع من الترشح مذاك واستُبدل في زعامة الحزب بشقيقه شهباز الذي كان منافسا أضعف لعمران خان.

واُتهم الجيش الباكستاني الذي يتمتع بنفوذ قوي علناً بالتدخل لتعزيز حملة عمران خان وإضعاف حملات منافسيه، الأمر الذي ينفيه الجيش وخان.

بنى “القائد” الرياضي السابق الذي اتخذ مضرب الكريكيت شعارا انتخابيا له، حملته على مكافحة الفساد، مشيرا في كل فرصة سانحة إلى فساد عائلة شريف. ووعد هذا الاصلاحي بانشاء “دولة الرفاه الاسلامية”.

ويظهر عمران خان الذي اشتهر في الغرب بمغامراته العاطفية في الماضي، بشخصية متحفظة أكثر في باكستان حيث يقدم نفسه أنه مسلم متديّن يمسك المسبحة بين يديه. وترى الصحافية عريفة نور أنه “يلعب ورقة الدين”.

ويطلق عليه البعض اسم “طالبان خان” ويهاجمونه لدعواته المتكررة الى إجراء حوار مع مجموعات متمردة عنيفة ولما يحكى عن تحالف حزبه مع رجل الدين سامي الحقّ الذي يسمّى “أب طالبان”.

ويتمّ تصويره على أنه متهوّر ويخاطر بمواقف من مواضيع دينية حساسة مثل قانون التجديف المثير للجدل. وصرّح مؤخرا أن الحركة النسائية أدت إلى “تدهور دور الأم”.

لكن بالنسبة لمناصريه الكثيرين، فإن خان منزّه عن الفساد وكريم، اذ أنه أمضى سنوات بعد تقاعده من الرياضة في بناء مستشفيات اضافة إلى جامعة.

ويتم تشبيهه أحياناً بالرئيس الأميركي دونالد ترامب بسبب لهجته الشعبوية وتغريداته الطويلة على “تويتر”، الا انه يعتبر هذا التشبيه “سخيفا”، بحسب ما قال في مقابلة مع وكالة فرانس برس في شباط/فبراير الماضي.

– “مستعدون” –

تمّ تأسيس حزبه “حركة الانصاف الباكستانية” عام 1996، لكن حصّة هذا الحزب في البرلمان اقتصرت منذ زمن طويل على بضعة مقاعد.

وسجلت شعبية خان ازديادا كبيرا في 2012 بدفع من ملايين الباكستانيين الذين كان نجمهم المفضل عندما كان لا يزال في ملاعب الكريكيت.

أما الطبقات الوسطى التي أنهكها الفساد المزمن وسئمت من رؤية قادة الأحزاب التقليدية ذاتهم يحتكرون السلطة منذ عقود، فقد وجد أفرادها أنفسهم في شعارات خان.

وأفسحت الانتخابات التشريعية عام 2013 المجال أمام الحزب لجذب إقليم خيبر باختونخوا في شمال غرب البلاد وبطرح نفسه على أنه الحزب المعارض الأول على المستوى الوطني مقابل حزب الرابطة الاسلامية- نواز.

وبعد انقضاء مدة ولاية البرلمان، اعترف خان بأن “حركة الانصاف الباكستانية” أخطأت بسبب قلة خبرتها في إدارة هذا الاقليم الفقير الذي تقوّضه مشاكله الأمنية.

وأكد في شباط/فبراير أن هذه الصفحة طويت، فقال “للمرة الأولى، سنذهب إلى الانتخابات مستعدين”، مضيفا “نتعلم من أخطائنا”.

– ثلاث زيجات –

ولد عمران خان عام 1952 في لاهور لعائلة ميسورة ودرس في أفضل الكليات الباكستانية والانكليزية.

وحصل خان على شهادته من جامعة اكسفورد البريطانية، قبل أن يبرز بسرعة في الكريكيت في النوادي الانكليزية. وبدأ في عمر الـ19 عاماً اللعب مع المنتخب الوطني في باكستان وأصبح أفضل لاعب في تاريخ الكريكيت الباكستاني.

وبعد تقاعده من الرياضة وسنوات مغامراته العاطفية التي أمضى وقتا كبيرا خلالها في الملاهي الليلة في لندن، تزوج من ياسمينا (جيمايما) غولدسميث، ابنة قطب المال الفرنسي البريطاني جيمي غولدسميث عام 1995.

وقد اعتنقت الاسلام وأنجبا طفلين قبل أن يطلقا عام 2004. ولم يستمرّ زواجه الثاني من المذيعة ريهام خان إلا ثلاثة أشهر إذ انتهى في تشرين الأول/أكتوبر 2015.

وتزوج عمران خان في مطلع عام 2018 للمرة الثالثة امرأة تم التعريف عنها على أنها مستشارته الروحية وهي بشرى بيبي التي كانت معروفة باسم بشرى مانيكا.

وقد حضرت مراسم القسم في أول ظهور علني لها منذ زواجهما، وكانت ترتدي نقابا أبيض اللون وعباءة تغطيها من رأسها حتى قدميها.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية