مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

عوارض تنشق غازات سامة تصيب 21 مدنياً بعد قصف لقوات النظام قرب دمشق (المرصد)

سوري يضع قناع اوكسيجين لطفل في مستشفى في دوما في الغوطة الشرقية بشرق دمشق في 22 كانون الثاني/يناير. afp_tickers

أصيب 21 مدنياً بينهم أطفال الاثنين بعوارض اختناق وضيق تنفس بعد قصف لقوات النظام على مدينة دوما المحاصرة شرق دمشق، رجحت مصادر طبية والمرصد السوري لحقوق الانسان أن يكون ذلك ناجماً عن غازات سامة احتوتها الصواريخ.

وقتل تسعة مدنيين الاثنين جراء قذائف مصدرها الغوطة الشرقية، استهدفت موقفاً للحافلات في حي باب توما وفق الاعلام السوري الرسمي.

في الغوطة الشرقية، أوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس “أدى قصف صاروخي شنته قوات النظام على القسم الغربي من مدينة دوما، الى انتشار دخان أبيض، تسبب باصابة 21 مدنياً بحالات اختناق”، بينهم ستة أطفال وست نساء.

ونقل المرصد عن السكان ومصادر طبية محلية ان ظهور تلك الأعراض ناجم عن تنشق غاز الكلور السام، من دون ان يتمكن من تأكيد ذلك.

وفي مستشفى نقل اليه المصابون، شاهد مراسل فرانس برس عدداً من الأهالي وأطفال يحملون رضعاً ملفوفين بأغطية ويضعون لهم أقنعة أوكسيجين للتنفس، وكان بعضهم يبكي.

وتوزع عدد من الفتيات الصغار والرجال من أعمار مختلفة داخل المشفى وهم يضعون أقنعة الاوكسيجين من أن يتمكنوا من كتمان سعالهم.

وقال رئيس قسم الاسعاف في مستشفى ريف دمشق، وهو طبيب عرف عن نفسه باسم باسل، لفرانس برس ان المصابين “يعانون من تهيج قصبي وضيق في التنفس واحمرار العينين”.

واضاف “ظهرت عليهم رائحة تشبه رائحة ماء الجافيل أو الكلور وتم نزع ملابسهم”.

وأورد المرصد السوري في 13 كانون الثاني/يناير أنباء عن هجوم مماثل لقوات النظام على أطراف مدينة دوما تسبب “بسبع حالات اختناق”.

وقال المدير التنفيذي لمنظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية كينيث روث تعليقاً على تلك الاصابات قبل أيام خلال مؤتمر صحافي في باريس “دون أي مفاجآة، استأنف الأسد استخدامه للاسلحة الكيماوية (…) تم استخدام غاز الكلور خلال الحصار المطبق على الغوطة الشرقية”.

وتعيش منطقة الغوطة الشرقية، التي تحاصرها قوات النظام بشكل محكم منذ العام 2013 ويقطنها نحو 400 الف شخص، أزمة إنسانية خطيرة ويعاني سكانها من نقص يومي حاد في الغذاء والادوية.

ومنذ اندلاع النزاع في سوريا، اتهم محققو الأمم المتحدة مراراً النظام السوري باستخدام غاز الكلور أو غاز السارين في هجماته على المدنيين.

وفي نيسان/أبريل 2017، استهدف هجوم كيميائي بغاز السارين مدينة خان شيخون في ريف ادلب (شمال غرب)، ما أسفر عن مقتل 87 شخصاً. واتهمت الامم المتحدة النظام بشن الهجوم، لكن دمشق نفت ذلك مؤكدة تدمير ترسانتها الكيميائية.

ودفع هذا الهجوم الولايات المتحدة الى قصف قاعدة عسكرية سورية لاحقا.

كما اتهم النظام باستخدام غاز الكلور في ثلاث بلدات في شمال سوريا عامي 2014 و2015.

وحض الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش مجلس الامن الدولي الخميس على استئناف الجهود لمعاقبة المسؤولين عن الهجمات الكيميائية في سوريا بعد استخدام روسيا، حليف النظام، الفيتو في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي بشأن مواصلة التحقيقات الدولية.

وفي دمشق، افادت وكالة الانباء الرسمية “سانا” نقلاً عن مصدر في قيادة شرطة العاصمة ان “مجموعات مسلحة تنتشر في عدد من مناطق الغوطة الشرقية استهدفت حي باب توما بالقذائف وسقطت احداها على موقف للحافلات، ما أدى الى استشهاد تسعة مدنيين واصابة 21 اخرين بجروح بعضها بالغة”.

وغالباً ما تستهدف الفصائل في الغوطة الشرقية احياء العاصمة بالقذائف.

وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبب منذ اندلاعه في العام 2011 بمقتل اكثر من 340 ألف شخص وبدمار كبير في البنى التحتية وفرار وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية