مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

غارات إسرائيلية على غزة بعد إطلاق صواريخ من القطاع

غارة إسرائيلية على خان يونس في جنوب قطاع غزة فجر 16 أيلول/سبتمبر 2020. afp_tickers

شنّت اسرائيل فجر الأربعاء غارات على غزة بعد قصف صاروخي استهدف جنوب الدولة العبرية انطلاقاً من القطاع المحاصر، تزامنا مع توقيع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو اتفاقين لتطبيع العلاقات مع البحرين والإمارات في واشنطن.

وبعد ساعات على إطلاق صاروخين من القطاع باتجاه جنوب إسرائيل مساء الثلاثاء بالتزامن مع توقيع الاتفاقين في حفل أقيم في البيت الأبيض، أطلقت من غزّة فجر الأربعاء صواريخ جديدة باتّجاه إسرائيل ردّت عليها الأخيرة بضرب مواقع عدّة في القطاع بحسب مصادر فلسطينية واسرائيلية.

وفجر الأربعاء دوت صفّارات الإنذار في المدن والبلدات الإسرائيلية المتاخمة للقطاع، بحسب الجيش الإسرائيلي.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان صباح الأربعاء إنّ “15 قذيفة صاروخية أطلقت من القطاع نحو إسرائيل، اعترضت تسعة منها” منظومة القبّة الحديد الإسرائيلية المضادّة للصواريخ.

وأضاف أنّه ردّاً على هذا القصف “أغارت طائرات ومروحيات حربية على عدّة أهداف” تابعة لحماس في القطاع، مشيراً إلى أنّه تمّ خلال هذه الغارات “استهداف 10 أهداف من بينها مصنع لإنتاج أسلحة ومتفجرات بالإضافة الى مجمّع عسكري يستخدم للتدريب ولإجراء تجارب صاروخية”.

وقبل ظهر الأربعاء، وصل منسق الامم المتحدة الخاص بعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف إلى القطاع في زيارة مجدولة مسبقا “لبحث ملفات مهمة” وفق ما أعلن المكتب الإعلامي لمعبر بيت حانون (إيريز).

ويعيش في قطاع غزة الفقير الذي تديره حركة حماس منذ 2007، أكثر من مليوني فلسطيني ويخضع لحصار إسرائيلي مستمر منذ نحو 14 عاما.

ولم يتبنّ أيّ من الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة إطلاق الصاروخين.

وجدّد الجيش الإسرائيلي تحميل حماس “مسؤولية كلّ ما يجري في قطاع غزة وينطلق منه”.

أعلنت إذاعة حماس الرسمية في غزة أنّ ثلاثة هجمات صاروخية على الأقلّ استهدفت صباح الأربعاء جنوب الدولة العبرية انطلاقاً من القطاع.

– اتفاقا واشنطن –

مساء الثلاثاء، بالتزامن مع مراسم توقيع اتفاقي التطبيع في واشنطن، أطلق صاروخان من القطاع باتجاه إسرائيل اعترضت أحدهما منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية المضادّة للصواريخ.

وسقط الثاني في مدينة أشدود حيث أسفر عن إصابة شخصين على الأقلّ بجروح طفيفة، بحسب الجيش الإسرائيلي.

وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأربعاء أن الصواريخ التي أطلقت من قطاع غزة ليلا في اتجاه اسرائيل تهدف إلى “عرقلة السلام” بين إسرائيل ودول الخليج.

وقال نتانياهو في بيان “يريدون عرقلة السلام، لن يتمكنوا من ذلك، سنضرب كل من يحاول إيذاءنا، وسنمد يد السلام إلى كل من يمد يده إلينا لصنع السلام”.

من جهتها، حذرت حركة حماس الأربعاء، إسرائيل من التصعيد العسكري بعد ليلة من القصف المتبادل بين الجانبين.

وقالت الحركة في بيان “سنزيد من ردنا بقدر ما يتمادى الاحتلال في عدوانه”، مضيفة أن “قيادة المقاومة قالت كلمتها، سيدفع الاحتلال ثمن أي عدوان على شعبنا أو على مواقع المقاومة، سيظل الرد مباشرا، فالقصف بالقصف”.

أما رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس فكتب في تغريدة “في أمسية سلام تاريخية، تلقينا تذكيرا من أعدائنا بأن يجب علينا أن نكون أقوياء ويقظين لحماية شعب إسرائيل في جميع الأماكن وفي كل الأوقات”.

وأضاف “سنفعل ذلك”.

ويعتقد أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الإسلامية في غزة حسام الدجني، أن التصعيد الذي تزامن مع توقيع اتفاقيتي تطبيع العلاقات في واشنطن يمثل “رسالة احتجاج”.

وبحسب الدجني هذه الرسالة تقول إن “فلسطين هي عنوان السلام وعنوان الحرب، ولا قيمة لأي اتفاق ما لم يقبله الفلسطينيون”.

ويرى أستاذ العلوم السياسية أن رد فعل “المقاومة (…) تطبيق لمعادلة القصف بالقصف”.

لكن الدجني يتوقع أن كلا من الجانبين غير معني باستمرار التصعيد. وقال “نحن أمام زوبعة في فنجان، ربما انتهت هذه الليلة أو أنها ستنتهي بسرعة”.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال خلال حفل التوقيع في البيت الابيض “بعد عقود من الانقسامات والنزاعات، نشهد فجرا لشرق أوسط جديد”، مؤكداً أن “خمسة أو ستة” بلدان عربية إضافية ستحذو حذو الامارات والبحرين “قريباً جداً” دون أن يسميها.

وندّدت حماس والسلطة الفلسطينية باتفاقي التطبيع بين إسرائيل والإمارات والبحرين، وكذلك فعلت حركة الجهاد الإسلامي، ثاني كبرى الفصائل المسلحة في القطاع والتي حذّرت من أنّ هذه الاتفاقات “ستدفع بقوى المقاومة والشعوب العربية والإسلامية لمزيد من الفعل الجهادي لأنّها اتفاقات ظالمة مع عدوّ محتلّ”.

كما خرج مئات الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة الثلاثاء في تظاهرات ضد اتفاقي تطبيع العلاقات. وفي قطاع غزة داس المتظاهرون صورا لنتانياهو وترامب وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد آل نهيان، قبل أن يحرقوها.

والإمارات والبحرين هما أول دولتين خليجيتين تقدمان على هذه الخطوة بعد اتفاقيات السلام التي وقعتها إسرائيل مع مصر (1979) والأردن (1994).

وكثفت حركة حماس في آب/أغسطس إطلاق بالونات حارقة إضافة الى صواريخ من القطاع على إسرائيل التي ردّت بضربات جوية ليلية على مواقع للحركة المسلّحة.

لكنّ الجانبين توصلا في مطلع أيلول/سبتمبر الجاري إلى اتّفاق بوساطة قطرية قضى بإحياء هدنة هشّة تسري منذ عام ونصف عام.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية