مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

فرنسا تطالب بعقد اجتماع طارئ لمجلس الامن بشأن تدهور الوضع في سوريا

المدفعية التركية في موقع قرب حاس في هاتاي التركية تقصف اهدافا تابعة لوحدات حماية الشعب الكردية عبر الحدود السورية في 21 ك2/يناير 2018 afp_tickers

طلبت فرنسا الاحد عقد اجتماع طارىء لمجلس الامن لمناقشة التدهور العسكري في سوريا، ودعت تركيا الى وقف هجومها على القوات الكردية في شمال سوريا.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان لوكالة فرانس برس على هامش اجتماع لمجموعة 5 + 5 لدول غرب حوض البحر المتوسط المنعقد في الجزائر ان “فرنسا قلقة جدا ازاء الوضع في سوريا، وازاء التدهور المفاجئ هناك”.

وتابع الوزير الفرنسي “لهذا السبب طلبنا عقد اجتماع لمجلس الامن لتقييم المخاطر الانسانية الخطرة جدا”، داعيا الى “وقف المعارك والافساح في المجال امام وصول المساعدات الانسانية الى الجميع”.

وتحدث لودريان عن المعارك في منطقة عفرين السورية (شمال) التي دخلتها قوات تركية برية الاحد، كما اشار ايضا الى منطقة الغوطة الشرقية قرب دمشق التي تحاصرها قوات النظام السوري وتتعرض لقصف متواصل، والى منطقة ادلب التي تشهد نزوحا كبيرا نتيجة المعارك فيها بين قوات النظام والجهاديين.

كما دعت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان تركيا الى “التحرك في اطار ضبط للنفس” مع الاشارة الى ان فرنسا “حريصة على امن (تركيا) وسلامة اراضيها وحدودها”.

وكان لودريان تحادث هاتفيا صباح الاحد مع نظيره التركي مولود تشاوش اوغلو وتناولا الوضع في شمال سوريا بشكل خاص.

ولم يكتف بيان الخارجية الفرنسية بتناول الوضع في شمال سوريا بل تطرق الى الوضع في ادلب والغوطة الشرقية.

واضاف البيان ان فرنسا “تدين بكل حزم القصف العشوائي الذي قام به النظام السوري خلال الاسابيع الاخيرة في محافظة ادلب”، ودعا مرة جديدة الى “السماح بدون تأخير بادخال المساعدات الانسانية الى الغوطة الشرقية حيث يعيش 400 الف مدني في وضع صعب جدا”.

من جهتها كانت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي الاحد اكثر وضوحا في مطالبتها تركيا بانهاء عملياتها ضد الفصائل الكردية في سوريا، معتبرة ان ذلك يضر بجهود مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية.

وقالت الوزيرة عبر قناة “فرانس 3” “يجب ان نعود الى المهم، اي مكافحة الارهاب، ويجب وقف جميع هذه المعارك، خصوصا الجارية حاليا بصورة فظيعة في سوريا في جيب ادلب او غيره”.

وتابعت ان العملية التركية في عفرين قد “تُبعد القوات المقاتلة الكردية المنخرطة بزخم إلى جانب التحالف الذي تنتمي إليه فرنسا، عن المعركة الاساسية” ضد الإرهاب.

واضافت “علينا الا ننسى اننا نتحدث عن القوات الكردية السورية، ويبدو لي ان ما يقلق الرئيس (التركي رجب طيب اردوغان) هو القوات الكردية التركية”.

وردا على سؤال حول احتمال وقوع الاكراد السوريين ضحية المصالح المتعارضة في الازمة السورية، قالت بارلي “نحن بالطبع لا نتمنى ذلك، لكن من المبكر جدا حاليا الكلام عن ذلك”.

ورفضت الوزيرة الفرنسية تحديد موعد لانهاء عمليات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد الجهاديين، علما بان الرئيس الفرنسي كان حدد مؤخرا شهر شباط/فبراير موعدا لذلك.

وقالت بحذر “لا شك ان المسألة ستحتاج الى بعض الوقت الاضافي”، وانه رغم “هزيمة داعش الميدانية” فان مقاتليه “ينشطون في العمل السري”.

وتابعت “المهم الان هو الحفاظ على استقرار كاف لبدء عملية سياسية تجيز تنظيم انتخابات. هذا ما يحدث في العراق حيث تقرر اجراءات انتخابات في ايار/مايو”.

وكانت قوات تركية دخلت الاحد الاراضي السورية مستهدفة منطقة عفرين الكردية المتاخمة للحدود التركية، في اليوم الثاني لعملية واسعة تحت مسمى “غصن الزيتون”.

وتسعى العملية الى طرد وحدات حماية الشعب التي تسيطر على المنطقة، وهي قوات كردية تعتبرها انقرة “ارهابية” لكن الولايات المتحدة تدعمها عسكريا بصفتها رأس حربة في المعارك ضد تنظيم الدولة الاسلامية بشمال سوريا.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية