مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

قتيل و149 جريحا في اعتداء استهدف مسجدا في بنغازي

ليبيون يتفقدون مسجد في بنغازي تعرض لاعتداء بقنبلتين في 9 شباط/فبراير 2018. afp_tickers

قتل شخص واصيب 149 آخرون بجروح، بعضهم في حالة خطرة، في اعتداء استهدف الجمعة مسجدا في بنغازي ثاني اكبر مدن ليبيا، حسب ما أفادت وزارة الصحة في الحكومة الموازية المتمركزة في شرق البلاد، وهو ثاني اعتداء يستهدف مسجدا في أقل من ثلاثة اسابيع.

وقد انفجرت قنبلتان في مستهل صلاة الجمعة في وسط مسجد سعد بن ابي عبادة، بوسط بنغازي التي تبعد الف كلم شرق العاصمة طرابلس، كما قال مصدر امني لوكالة فرانس برس.

واضاف ان عبوة ناسفة زرعت في نعش بباحة المسجد، والثانية في مدخله، في خزانة احذية. وذكر شهود انهم رأوا سيارات اسعاف تنقل جرحى.

وتناثر الحطام على ارضية المسجد، فيما تحطمت النوافذ ولطخت بقع الدماء حيطانه.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في حكومة عبدالله الثني الموازية أن الاعتداء أسفر عن مقتل شخص واحد وإصابة 149 مصليا بجروح. وكانت المتحدثة باسم مستشفى الجلاء في بنغازي فادية البرغثي أفادت في وقت سابق عن اصابة 62 شخصا ومقتل شخص واحد.

ودانت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا بشدة على حسابها على تويتر “التفجير الوحشي” مذكرة أن “الاعتداءات المباشرة أو العشوائية ضد المدنيين” تشكل “جرائم حرب”.

وكانت بنغازي شهدت اعتداء مزدوجا في 24 كانون الثاني/يناير، استهدف ايضا مسجدا ما اسفر عن حوالى 40 قتيلا.

– “هجمات انتقامية” –

ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن هذا الاعتداء، لكنه يعكس استمرار عدم الاستقرار في هذه المنطقة الواقعة في شرق ليبيا التي تسيطر عليها قوات المشير خليفة حفتر.

وقالت بعثة الأمم المتحدة أن “هذا العمل الشنيع لا ينبغي أن يقدم مبررا لهجمات انتقامية. التحقيقات الفورية وغير المنحازة يجب ان تقدم مرتكبي (الهجوم) للعدالة”.

وتتصاعد المخاوف من تنفيذ هجمات انتقامية بعد الهجوم على المسجد الجمعة اثر قيام ضابط موال للمشير حفتر باعدام عشرة اشخاص في ساحة عامة يشتبه بانهم جهاديون انتقاما لاعتداء مزدوج أسفر عن سقوط اربعين قتيلا في مسجد في مدينة بنغازي، شرق البلاد، قبل نحو اسبوعين.

وكانت المحكمة الجنائية الدولية أصدرت مذكرة توقيف بحق هذا الضابط الذي يدعى محمود الورفلي، قائد كتيبة الصاعقة ومقرها بنغازي، بتهمة ارتكاب “جرائم حرب” في حوادث اعدام 33 شخصا على الأقل في 2016 و2017.

وأعلن الورفلي ليل الثلاثاء الأربعاء تسليم نفسه لقوات المشير حفتر الرجل القوي في شرق ليبيا. ولم يتسنّ لفرانس برس التحقق من هذه المعلومة من مصدر مستقل.

وقد تعرضت مدينة بنغازي لأعمال عنف استهدفت بعثات دبلوماسية وقوى الأمن. واسفر هجوم على القنصلية الاميركية في 11 ايلول/سبتمبر 2012 عن مقتل السفير كريستوفر ستيفنس وثلاثة أميركيين آخرين.

وبعد أكثر من ست سنوات على الثورة التي اطاحت بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، ما زالت ليبيا تشهد اضطرابا امنيا وصراعات سياسية.

ولا يعترف حفتر وحكومته المنبثقة من برلمان منتخب في 2014 مقره في طبرق شرق البلاد، بشرعية حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج والتي تشكلت بموجب اتفاق الصخيرات في المغرب بإشراف الامم المتحدة في كانون الاول/ديسمبر 2015.

ولم تلق حكومة الوفاق الاجماع منذ اتخاذها طرابلس مقرا في اذار/مارس 2016، وما زالت عاجزة عن فرض سلطتها على مناطق واسعة في البلاد.

وتسعى الامم المتحدة حاليا الى التفاوض لانهاء الاضطراب السياسي الحالي عبر خطة عمل طرحها المبعوث الاممي الخاص لليبيا غسان سلامة وتتضمن تنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية في 2018، لكن هناك شكوكا قوية حول امكانية اجرائها.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية