مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

قوات سوريا الديموقراطية تلاحق آخر فلول الجهاديين في الرقة بانتظار “النصر القريب”

عناصر من القوات العراقية يتقدمون في منطقة تقع جنوب قضاء عنه في محافظة الانبار العراقية في العشرين من ايلول/سبتمبر 2017 afp_tickers

تلاحق قوات سوريا الديموقراطية آخر فلول مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية في الرقة، معقله الابرز في سوريا، بعد معارك عنيفة دامت نحو اربعة اشهر بانتظار ان تعلن فيها “النصر القريب”.

وفي العراق المجاور، تقاتل القوات العراقية تنظيم الدولة الاسلامية في آخر معقلين له في البلاد بعد طرده من مساحات شاسعة منها.

ففي الرقة في شمال سوريا، قالت المتحدثة باسم حملة قوات سوريا الديموقراطية “غضب الفرات” جيهان شيخ أحمد لوكالة فرنس برس “نحن في المرحلة الاخيرة بانتظار ان نزف النصر لأهلنا في الرقة خلال اسابيع”، مؤكدة “النصر قريب”.

وتدور معارك في آخر عشرين في المئة من مدينة الرقة في بقعة يتواجد فيها مقاتلون من الطرفين، وفق قوات سوريا الديموقراطية.

واضافت شيخ احمد “نسيطر على 80 في المئة من الرقة والعشرين في المئة المتبقية تحت نيران قواتنا”، مشيرة الى ان “عناصر داعش يتمركزون داخل مستشفى الرقة (الوطني) ويتخذون من المدنيين دروعا بشرية داخلها وهذا يعيق السيطرة عليها الآن”.

وكان المتحدث باسم قوات سوريا الديموقراطية طلال سلو اوضح في وقت سابق ان هذه الـ20 في المئة “ليست تحت سيطرة داعش بل تدور فيها معارك، اي تتواجد فيها قواتنا وارهابيي داعش”.

وخلال جولة في مدينة الرقة، نقل مراسل وكالة فرانس برس سماعه اصوات اشتباكات متقطعة رافقتها غارات جوية لطائرات التحالف الدولي بقيادة واشنطن التي لا تكف عن التحليق في اجواء المدينة.

واكدت شيخ احمد “الفرق الخاصة تقوم بازالة الالغام لنتقدم اكثر وقواتنا تضيق الخناق اكثر على عناصر داعش وسوف يقاومون لكن النصر لنا”.

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان بدوره ان “كثافة الألغام” التي خلفها الجهاديون تقف عائقا امام انهاء تمشيط المدينة “بشكل سريع” وامام “وصول القوات الى كامل أزقتها وشوارعها”.

ويتوارى آخر الجهاديين في الرقة، وفق المرصد، “في اقبية وملاجئ المنطقة الممتدة من الملعب البلدي والمخابرات الجوية” في وسط المدينة.

وكان عناصر التنظيم انسحبوا الاربعاء من الاحياء الشمالية في المدينة على وقع الضربات الكثيفة للتحالف ليتمركزوا في منطقة محدودة في الوسط، حيث الملعب والمستشفى الوطني.

ودخلت قوات سوريا الديموقراطية الى مدينة الرقة في السادس من حزيران/يونيو. ويدعم التحالف الدولي بغارات جوية ومستشارين على الارض وبالسلاح، تلك القوات في معاركها ضد الجهاديين.

_ “80% دمار” –

وانعكست المعارك دمارا كبيرا في المدينة، وفق ما شاهد مراسلون لفرانس برس ذهبوا الى الرقة مرات عدة خلال فترة المعارك. وتحدث المرصد السوري عن دمار طال “80 في المئة من المدينة”.

وبدا الدمار واضحا في الكثير من الاحياء، وانهارت منازل بكاملها واخرى تدمرت جدرانها او خلعت ابوابها، وانتشرت السيارات المحترقة في الشوارع. ولم تخل جدران من اثار الرصاص او القذائف.

ودفعت المعارك في الرقة وريفها عشرات الاف المدنيين الى الفرار. كما قتل المئات جراء غارات التحالف الدولي، وآخرون برصاص الجهاديين اثناء محاولتهم الهرب.

وتتضارب التقديرات حيال عدد المدنيين المتبقين داخل المدينة، وتحدثت الامم المتحدة في اخر تقديراتها عن وجود نحو 15 الف شخص في اوضاع معيشية صعبة.

– جبهتا العراق –

ومنى تنظيم الدولة الاسلامية، الذي سيطر في العام 2014 على اراض واسعة في سوريا والعراق، بهزائم متتالية في البلدين على وقع تقدم خصومه على جبهات عدة.

وفتحت القوات العراقية الخميس جبهتي قتال ضد آخر معقلين للتنظيم في شمال البلاد وغربه.

وبدأت القوات الأمنية مدعومة من فصائل الحشد الشعبي فجر الخميس، هجوما على منطقة الشرقاط الواقعة على مشارف مدينة الحويجة الشمالية، بعد أيام فقط من بدء عملية مماثلة ضد معقل التنظيم المتطرف في غرب البلاد.

وتقع الحويجة على بعد 230 كيلومترا شمال شرق بغداد و45 كيلومترا من مدينة كركوك الغنية بالنفط، وإلى الجنوب الشرقي من مدينة الموصل، ويسكنها حوالى 70 ألف نسمة غالبيتهم المطلقة من العرب السنة.

ولا يزال الجزء الشرقي لبلدة الشرقاط في محافظة صلاح الدين والذي يجاور الحويجة، تحت سيطرة التنظيم الجهادي، وهو مشمول بالمرحلة الأولى من العمليات.

ورحب التحالف الدولي بانطلاق عمليات الحويجة. وقال المتحدث باسم التحالف عبر تويتر “داعش يواجه الآن أبطال القوات العراقية في آخر معقلين له على الأراضي العراقية”.

وتعد الحويجة من المناطق غير المستقرة أمنيا منذ سنوات عدة، وشهدت أعمال عنف متلاحقة خلال السنوات التي اعقبت سقوط النظام السابق في العام 2003.

ومع انطلاق العمليات العسكرية في الحويجة، تحذر منظمات إنسانية حيال أوضاع المدنيين المحاصرين في الحويجة منذ العام 2014.

وقال المدير الإقليمي للجنة الإنقاذ الدولية جيسون كاير “فر أكثر من مئة ألف شخص من الحويجة منذ آب أغسطس 2016، وقد قطعت طرق الإمداد منذ تموز/يوليو الماضي، وأصبحت الأوضاع في المدينة الآن سيئة”.

ولفت كاير إلى أن “85 ألف مدني لا يزالون في الحويجة ومحيطها، بينهم نحو 40 ألف طفل”.

وعلى الجبهة الغربية للعراق، أعلنت القوات العراقية الخميس عن “تحرير قضاء عنه بالكامل”، وتقع عنه ضمن منطقة يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية العام 2014، وتضم بلدة راوة ومدينة القائم الواقعة على الحدود العراقية السورية.

والقائم مواجهة لدير الزور السورية، حيث يتعرض تنظيم الدولة الاسلامية إلى هجمات متلاحقة من الجيش السوري والائتلاف العربي الكردي الذي يقاتل بدعم من الولايات المتحدة.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية