بدأ وزير الخارجية الاميركي جون كيري السبت اول يوم من جولته في دول اسيا الوسطى بالسعي لتهدئة الخلاف مع قيرغيزستان حول حقوق الانسان.

وتشمل جولة كيري اضافة الى قيرغيزستان كلا من اوزبكستان وكازاخستان وطاجيكستان وتركمانستان، الجمهوريات السوفياتية السابقة التي تعتبرها روسيا منطقة نفوذها.

وتعتبر قيرغيزستان من اكثر هذه الدولة تشككا في النوايا الاميركية.

وفي حادث يدل على انعدام الثقة، اعربت قيرغيزستان عن غضبها في تموز/يوليو الماضي عندما منحت وزارة الخارجية الاميركية الناشط المسجون ازيمجون عسكروف جائزة عن حقوق الانسان.

ويشيد المدافعون عن حقوق الانسان بعسكروف لكشفه عن التعذيب في سجون قيرغيزستان والعنف ضد اتنية الاوزبك، الا ان حكومته حكمت عليه بالسجن المؤبد بعد ادانته بتنظيم احتجاجات عنيفة والضلوع في قتل شرطي.

وتشعر الولايات المتحدة بالقلق البالغ بشأن حقوق الانسان في قيرغيزستان، الا ان كيري، الذي يحرص على تجاوز هذا الخلاف، حاول تبرير منح عسكروف الجائزة.

وقال في مؤتمر صحافي اعقب محادثاته مع الرئيس المازبيك اتامباييف ووزير الخارجية ايرلان عبدالداييف ان الجائزة منحت لعسكروف على مجمل اعماله طوال حياته.

واضاف "انني اسف لما نجم عن ذلك من مخاوف" مؤكدا ان الولايات المتحدة ليس لها اي نية بالتدخل في شؤون الامن القومي في قيرغيزستان.

واضاف "لقد ناقشنا بصراحة شديدة هذا الامر، وجميعنا نرغب في التحرك قدما"، مضيفا ان حقوق الانسان هي المبدأ الاساسي الذي قامت عليه الولايات المتحدة.

واكد عبدالداييف انه تمت مناقشة هذه المسالة مطولا، وانه يتوقع ان تعاود حكومته مناقشتها مرة اخرى، الا انه قال ان البلدين سيتعاونان بشكل اكبر.

-- شائعات عن حرب باردة --

وحضر وزير خارجية قيرغيزستان، الذي وصفه كيري بانه "صديقي ايرلان"-- كذلك حفل افتتاح المبنى الجديد للسفارة الاميركية في بشكيك، وهو المشروع الذي اثار جدلا.

وقال في حفل الافتتاح "نعتقد ان الوقت قد حان لتطوير نموذج مثالي للعلاقات بين قيرغيزستان والولايات المتحدة بما يطابق تماما مبادئ المساواة والاحترام المشترك".

واشاد كيري بالمبنى وقال انه سيكون مقر "سفارة القرن الحادي والعشرين سيتم من خلالها تطبيق الشراكة في القرن الحادي والعشرين".

واثناء تشييد مبنى السفارة، زعمت عدد من وسائل اعلام قيرغزستان وروسيا ان 152 طنا من مواد البناء التي تم احضارها الى البلاد كانت تحتوي على امدادات ستستخدم في مؤامرة سرية.

المزيد

المزيد

حرية التعبير تُواجه اختبارا عسيرا على مستوى العالم

أحد ركائز الديمقراطية يتزعزع، فمن يحمي حرية التعبير؟ هنا نظرة عامة حول الموضوع.

وقالت النظريات المختلفة، والتي وصفتها السفارة بانها غير صحيحة وغير مسؤولة، ان واشنطن تهرب اموالا او اسلحة للقيام بثورة ضد الحكومة.

ورغم الابتسامات التي كانت بادية على وجه عبدالداييف السبت اثناء افتتاح مبنى السفارة، الا ان التقارير عكست مستوى الشك في المنطقة تجاه دوافع الولايات المتحدة.

وتتلخص مهمة كيري خلال جولته التي تستمر اربعة ايام بطمأنة هذه الدول القلقة من الخروج الاميركي من افغانستان وصعود جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية.

وتخشى تلك الدول التي تواجه تباطؤا اقتصاديا كبيرا، من ان يؤدي انسحاب القوات الاميركية من افغانستان الى انتهاء اهتمام واشنطن بالمنطقة.

- اغلاق قاعدة جوية

وكانت قيرغيزستان حتى العام الماضي، تستضيف قاعدة جوية اميركية كبيرة اعتبرت مركز "شبكة التوزيع الشمالي" لقوات حلف الاطلسي التي تقاتل في جارتها الجنوبية افغانستان.

واغلقت القاعدة العام الماضي، وخفضت العمليات في افغانستان بشكل كبير ما ادى الى انقطاع مصدر كبير للدخل الخارجي لهذه الجمهورية السوفياتية السابقة.

كما تعاني الجمهوريات السوفياتية السابقة الخمس من الانكماش في روسيا الذي نجم عن انخفاض اسعار النفط والعقوبات الغربية بينما بقيت هذه الدول تعتمد على الجارة الروسية عبر التجارة والهجرة من اجل العمل.

كما يواجه اقتصاد الصين التي وظفت استثمارات كبيرة في السنوات الاخيرة في هذه المنطقة، تباطؤا.

وقد تؤدي هذه المصاعب الاقتصادية الى اضطرابات اجتماعية في المنطقة التي لها تاريخ طويل في قمع الحكومة خاصة بسبب مخاوف من ظهور تمرد اسلامي.

ومن بين الجمهوريات الخمس التي يتميز الحكم فيها بالسلطوية، فان قيرغيزستان هي الدولة الوحيدة التي اجرت تجربة في الديموقراطية البرلمانية، وارست مثالا ترغب واشنطن في دعمه.

وصرح مسؤول اميركي بارز يرافق كيري ان الانتخابات التي جرت مؤخرا كانت "قوية وتنافسية" مشيرا الى انه توجد حاليا ثمانية احزاب ممثلة في البرلمان.

والاحد من المقرر ان يتوجه كيري الى مدينة سمرقند في اوزبكستان لافتتاح مؤتمر جديد للتعاون مع المنطقة.

ويامل مسؤولون اميركيون ومن اسيا الوسطى في ان يصبح هذا المؤتمر اجتماعا منتظما بين وزير الخارجية الاميركي ونظرائه من الدول الخمس.