مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

لا اتفاق في مفاوضات هاواي حول اتفاقية التجارة الحرة عبر المحيط الهادئ

الشراكة الاستراتيجية عبر المحيط الهادئ afp_tickers

اعلن مفاوضو الدول ال12 حول اتفاقية للتجارة الحرة عبر المحيط الهادئ في ختام اجتماعهم في هاواي انهم لم يتوصلوا الى اتفاق نهائي خلال هذا اللقاء.

ويأتي هذا الفشل في توقيت حرج بالنسبة الى الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي يريد الوصول الى نتيجة في المفاوضات التجارية قبل ان تفتح حملة الانتخابات الرئاسية عام 2016 الجدل حول اولوية الاقتصاد خلال ولايته الثانية.

وقال الممثل الاميركي الخاص للشؤون التجارية مايكل فرومان ان الدول المشاركة في المفاوضات قررت استكمال المباحثات على صعيد ثنائي بهدف تذليل آخر العراقيل التي ما زالت تعترض اتمام “اتفاقية التجارة الحرة في منطقة المحيط الهادئ”.

لكن الوزير الياباني المسؤول عن المفاوضات اكيرا اماري المح الى ان اجتماعا وزاريا جديدا قد يعقد في اواخر اب/اغسطس.

واعلن لاذاعة ان اتش كي اليابانية “اذا لم نستطع التوصل الى اتفاق المرة المقبلة، فإن الموضوع سيصبح صعبا للغاية”.

ولم يحدد اي موعد لعقد اجتماع جديد للدول ال12 (الولايات المتحدة والبيرو وتشيلي وكندا والمكسيك وبروناي واليابان وماليزيا وسنغافورة وفيتنام واستراليا ونيوزيلندا) التي تمثل مجتمعة حوالى 40 بالمئة من اجمالي الناتج المحلي العالمي وليس بينها الصين.

ويهدف الاتفاق الى خفض الحواجز الجمركية والتنظيمية وملاءمة مختلف التشريعات من اجل تسهيل المبادلات التجارية.

وقال فرومان خلال مؤتمر صحافي شارك فيه ممثلون عن الدول ال12 “بعد اكثر من اسبوع من الاجتماعات المثمرة احرزنا تقدما كبيرا وسنواصل العمل لتسوية عدد قليل من المسائل وفتح الطريق امام اختتام المفاوضات”.

وعقد الاجتماع في ماوي احدى جزر ارخبيل هاواي الواقع وسط المحيط الهادئ.

وبعد معركة صعبة في الكونغرس، حصل اوباما في اواخر حزيران/يونيو على السلطات التي تخوله تسريع التفاوض بعد معارضة من قبل الديموقراطيين. وقد اعتبر اجتماع هاواي حاسما للتوصل الى اتفاق نهائي.

وقالت السبت الديموقراطية روزا ديلاورو المعارضة بشدة للرئيس ان “هذه الانتكاسة في التوصل الى اتفاق في ماوي تغير دينامية النقاش الوطني”.

وتأمل الحركة المناهضة للاتفاق ان تمتد المفاوضات حتى عام 2016، في خضم حملة الانتخابات التمهيدية للرئاسة، ما سيزيد الضغط على الديموقراطيين الذين سيكونون مترددين في دعم الاتفاق، وخصوصا هيلاري كلينتون التي يشكل غموضها حول هذا الموضوع مصدر ازعاج شديد داخل الجناح اليساري للحزب الديموقراطي.

وقال جاستن كريبز من منظمة موف اون دوت اورغ لوكالة فرانس “اذا تأجل الاتفاق حتى عام 2016، سيصبح جزءا من الحملة الانتخابية”.

وتثير عدة قضايا خلافات بين الدول المشاركة في المفاوضات مثل دخول بعض المنتجات الى الاسواق مثل الالبان والارز والسكر الى جانب مسائل الملكية الفكرية واسعار الادوية وقطع غيار السيارات.

ووصف اجتماع هاواي بالحاسم للتوصل الى اتفاق بعد سنوات من اجتماعات التفاوض التي يعود اولها الى 2008.

ويدين معارضو اتفاق التجارة الحرة عبر المحيط الهادىء، مثل اتفاق التبادل الحر عبر الاطلسي، السرية التي تلف المفاوضات بشأنه ويؤكد انه يهدف خصوصا الى تعزيز مصالح الشركات الكبرى المتعددة الجنسيات.

وقال لوري والاش مدير منظمة “بابليك سيتيزن غلوبال تريد ووتش” في واشنطن ان “هذا نبأ سار لسكان هذا الكوكب”.

وقال وزير التجارة الاسترالي اندرو روب ان المفاوضات “على وشك” ان تؤدي الى نتيجة. واضف في بيان “اتخذنا قرارات اولية حول اكثر من تسعين بالمئة من القضايا”.

والمح ممثل نيوزيلندا تيم غروزر الى ان الالبان ما زالت واحدة من القضايا التي تثير خلافات. وقال “في كل المفاوضات التي شاركت فيها في السنوات الثلاثين الاخيرة كان موضوع الالبان من آخر النقاط التي تتم تسويتها لان السوق افسدت لفترة طويلة”.

وتطالب نيوزيلندا خصوصا بامكانيات اكبر لدخول سوق الالبان في كندا لكن هذه القضية بالغة الحساسية لرئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر الذي يفترض ان يخوض انتخابات في تشرين الاول/اكتوبر المقبل.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية