مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مآسي الحرب السورية بعدسات مصورين سوريين في فرانس برس

من اليمين: امير الحلبي، كرم المصري، براء الحلبي وزكريا عبد الكافي في المعرض في 7 تشرين الاول/اكتوبر 2017 afp_tickers

يبرز المصورون السوريون في وكالة فرانس برس الذين عاشوا الحرب “الوجه الحقيقي” للنزاع في معرض ينظم على هامش فعاليات جائزة لمراسلي الحروب في شمال غرب فرنسا.

فمن صورة اب يضم جثة طفله الى صدره، الى صور اطفال بوجوه دامية يتجلى واقع النزاع كما عاشه المصورون على الارض.

ويقول لوكاس مانجيه، المدير المساعد لفرانس انفو، لدى خروجه من المعرض “قواعدنا تبعدنا عن الحقيقة”، مضيفا “نحمي انفسنا عبر الالتزام بقاعدة عدم اظهار اطفال موتى”.

ويوضح مانجيه الذي تولى تغطية اخبار الشرق الاوسط ان المصورين السوريين “بالتقاطهم ما قد يمتنع عن تصويره” المراسلون الاجانب، “يضعوننا في مواجهة وحشية الحرب. انه امر يستأهل التحية”.

ويضم المعرض الذي يستمر حتى 29 تشرين الاول/اكتوبر 40 صورة التقطها ستة عشر مصورا سوريا ونشرتها فرانس برس بين 2013 و2017.

ويقول المصور ومصور الفيديو كرم المصري (26 عاما) “الصور التي التقطتها تفطر قلبي. العديد منها لم يتم نشره: لا يستطيع احد النظر اليها. الا انه من الضروري ان يرى العالم هذه الجرائم”.

فقد هذا الصحافي الشاب ابويه بينما كان مسجونا لدى تنظيم الدولة الاسلامية، وكان تعرض للتعذيب في سجون النظام.

والمصري فائز باحدى جوائز اسطنبول للصور وبجائزة فارين الكبرى في 2016، الا انه “يضجر” في بيت الصحافيين في باريس، ويتوق للعودة الى منطقة الحرب.

عدد من الصور المعروضة في الكنيسة الخشبية حيث يقام المعرض تظهر اطفالا مضرجين بالدماء، امواتا او يصرخون الما امام جثة. قلوب الناظرين اليها يعتصرها الالم لكنهم لا يشيحون بوجوههم عنها.

وتقول رنا الموسوي مساعدة مدير مكتب فرانس برس في بيروت ان ما عاشه المصورون “يجعلهم اكثر جرأة. انهم لا يضعون القفازات و+ينقضّون+ على المشهد”.

ساهمت الموسوي مع المصري في كتابات مؤثرة نشرت على مدونة فرانس برس تروي المعاناة اليومية للمصور السوري الشاب الذي كان يعمل في كثير من الاحيان وهو يعاني الجوع والبرد واليأس.

ويعلق المصور السوري زكريا عبد الكافي (21 عاما) الذي نشرت صوره في المعرض “سواء بدماء او بدونها، اريد اظهار كل لحظة، كل دقيقة، كل ساعة من هذا النزاع، لكي يرى الرأي العام الدولي ان الموضوع ليس مجرد ارقام بل ارواح تزهق”.

فقد عبد الكافي احدى عينيه في سوريا، ويعمل حاليا في باريس لحساب فرانس برس ووكالة تركية.

– “تحت رحمة البراميل”-

ويقول براء الحلبي (25 عاما) الذي فاز في 2015 في مسابقة دولية للصور الصحافية اطلقتها فرانس برس في الفجيرة في الامارات العربية المتحدة “ليس الهدف حرمان الناس من النوم ليلا. الامر صعب: انا شخصيا مصدوم، هذا يحرك الراي العام. اشعر بانني مضطر للقيام بذلك على الرغم من المشاكل التي اواجهها مع اقرباء الضحايا”.

والحلبي الذي قضى شهرا في السجون السورية يعيش حاليا مع زوجته وولدهما في لو هافر في شمال غرب فرنسا، حيث يأمل بمتابعة مسيرته المهنية.

من جهته، يقول امير الحلبي (21 عاما) ان المراسلين الشباب يحافظون على تواضعهم: “نحن لا نلتقط صورا افضل من مصور متمرس. المراسل الاجنبي يبيت في فندق. نحن في مهمة لا تنتهي، نحن، ليلا نهارا، تحت رحمة البراميل المتفجرة”.

تسلم امير الحلبي الثلاثاء في بايو “جائزة نظرة الشباب” بعمر 15 عاما بناء على تصويت 12 الف شاب، وكان اصيب برصاصتين في 2012.

ويقول عبد الكافي “السوري قادر على الوصول اكثر الى الحقيقة لانه يعرف الميدان. في العراق قد نحتاج الى دليل لنا”.

وتعلق الموسوي “ما يظهره هؤلاء المصورون ليس مبالغة، بل العكس تماما”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية